تركيا بين عقلانية القرار والتمنيات
خلال الـ 72 ساعة الاخيرة وقعت طهران في عين الحدث واصبحت عيون جميع المراقبين والمتابعين للشأن الاقليمي شاخصة صوبها على ان تثمر دبلوماسيتها الفاعلة التي تحتضن لفيفا من كبار ساسة سوريا والعراق وتركيا الذين جمعتهم ربما الصدقة ام ان هناك خطة مدروسة من طهران استغلتها لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث المتخاصمة بشكل او آخر وقد تكون طهران الجهة الجديرة والاكثر مقبولية لدى جميع الاطراف لما تتميز به من خصوصيات ومكانة محترمة تحولها ان تلعب هذا الدور وتسعى جاهدة للتاكيد على المشتركات. وحسر الخلافات والتركيز على حل الازمة السورية وهذا ما اذعن اليه الجانب التركي عبر وزير خارجيته مولود اوغلو الذي قال: انه وبالرغم من تباين وجهات نظر البلدين للازمة السورية الا ان تركيا وايران تسعيان لايجاد حلول مشتركة لمعالجة الازمة السورية.
فتحرك طهران في هذا الاطار خطوة ايجابية وهامة جدا بنظر المراقبين السياسيين حين تعمل وبكل ما اوتيت من قوة في اطار صياغة تقارب اقليمي لمحاربة الارهاب وخاصة تلك الدول التي تواجه الارهاب بشكل مباشر كالعراق وسوريا غير ان تركيا لما لعبت من دورسلبي في هذا المجال لن تكن في منأى عن تداعيات ذلك وهذا ما تستوعبه تماما لذلك عليها ان تزن الامور بموازينها وتمد يد التعاون لقطع يد الارهاب ومنع الارهابيين من التسلل الى العراق وسوريا عبر اراضيها، لان ذلك هو لمصلحتها واستقرارها اولا ولمصلحة واستقرار وامن المنطقة ثانيا ومن دون ذلك فان اقتصادها وتجارتها مع دول الجوار ستبقى متلكئة اضافة الى المخاطر التي تهدد امنها القومي بعد عودة هؤلاء الارهابيين بلادهم عبر تركيا.
ما يدغدغ الاتراك هو قلقهم المستمر حول مستقبل ومدى فعالية دورهم وحجمهم الاقليمي والاكثر من ذلك هم في ورطة ومساع حيثية للالحاق بالغرب املأ بتحقيق تطالعاتهم لكن الاخير غير مكترث بذلك ومن المستبعد جدا ان يفتح ابوابه امام انقرة خاصة بعدما اتسعت رقعة الصحوة الاسلامية وان لم تات بعد اكلها بشكل ملموس لكنها اصبحت قوة بالفعل.
غير ان العديد من ساسة العالم الاسلامي ينصحون تركيا ان تضع عينها على الشرق لان هذه المنطقة هي حاضنتها الطبيعية وبيئتها الاسلامية وهنا مكانها الطبيعي لذلك ينبغي عليها ان تتحرك من هذا المنطلق كقوة اقليمية فاعلة تشارك في ارساء الامن والاستقرار في المنطقة وتعاون من اجل دحر الارهاب والقضاء عليه لانه اصبح خطرا يهدد الجميع.
والمتوقع من تركيا التي استدارت 180 درجة فجأة تجاة الازمة السورية ازمتها خطأ او طمعا او استندت الى محاسبات خاصة بها ان تعيد الكرة ثانية ولكن بشكلها الايجابي لأن ذلك يخدم مصالها و مصالح المنطقة جميعا.