ترامب وورقة الضغوط الخاسرة على ايران
مهدي منصوري
الملاحظ ان ترامب لم يقرأ التاريخ جيدا خاصة فيما يتعلق بفشل بلاده في كل المخططات والمشاريع العدائية الحمقاء ضد الشعب الايراني منذ انتصار ثورته المباركة بقيادة الراحل الكبير الامام الخميني (رضوان الله عليه) وليومنا هذا، ولو اخذ من وقته القليل للاطلاع على هذا الملف لما تجرأ او تمادى في غيه، وقد نعطيه الحق بذلك لانه لا يفهم لغة السياسة كما اعلن ذلك عن نفسه بل انه يتعامل مع كل القضايا بعقلية التاجر الذي يفكر بالربح والخسارة ولا يهمه الطريق الذي يسلكه في الوصول الى هدفه. ولذا نجد انه وبسياسته الهوجاء هذه اوصل اميركا الى حالة من العزلة القاتلة التي لم تشهدها على مر السنين وبلغت حدا من الضعف انها لن تستطيع ان تقنع اي من الدول لان تقف معها او تحذو حذوها فيما تتخذه من قرارات وفيما تخطط له من مشاريع، ويشهد العالم اليوم الاخفاقات التي تمر بها السياسة الاميركية سواء في الداخل الاميركي الذي انفجر وبحالة من الغضب من خلال تظاهرات الاحتجاج اليومية بالاضافة الى اخفاقاتها في منطقة الشرق الاوسط على الخصوص والعالم على العموم.
ولذا فان ترامب الذي يكافح ويلهث ويبذل كل جهوده وطاقاته من اجل العودة الى البيت الابيض من جديد والذي اصبح بعيد المنال فانه لم يتبق لديه سوى ورقة يريد ان يلعب بها عسى ولعل ان تكون قارب النجاة له ولجوقته الا وهي ورقة ايران، ولذلك ولحالة الاحباط الكبير الذي منيت به الادارة الاميركية في مجلس الامن الذي لم يتماش مع المقترح الاميركي بمنع طهران من شراء الاسلحة والذي اعتبر ضربة عالمية في الصميم لاميركا فانه لم يقف عند هذه التجربة المرة بل يحاول اليوم و من خلال الامم المتحدة ان يصل الى هذا الهدف ليعلن انه قد حقق انتصارا ولو صوريا على ايران لكي يرفع رصيد مؤيديه في اميركا عسى ولعل ان يرى نفسه رئيسا للولايات المتحدة ولمرة ثانية.
ولكن غاب عن ترامب الاحمق ان هذا الامر لا يمكن ان يتحقق بسبب الكثير من المعلومات واهمها عدم موافقة دول العالم على هذا القرار من جانب ومن جانب آخر ان اميركا لا يحق لها ان تطرق هذا الموضوع في الامم المتحدة لانها خرجت من الاتفاق النووي منفردة، ولذا فقد سلب منها هذا الحق.
اذن وفي نهاية المطاف نستخلص ان الرهان على ورقة اعادة العقوبات الاميركية على ايران من قبل الامم المتحدة هي ورقة ورهان خاسر وبدلا من ان تنقذ ترامب بل ستذهب به الى الحضيض ومزبلة اتاريخ كما يقال لان طهران ومنذ اربعة عقود ونيف قد تعاشت مع هذه العقوبات واستطاعت ان تخرج منها منتصرة رافعة الرأس رغم كل المعاناة التي واجهتها في هذا الطريق.