عراقجي: إيران كانت وستظل داعما رئيسيا للمقاومة حتى تحقيق النصرالنهائي
*صمود حزب الله اجبر الكيان الصهيوني على القبول بوقف إطلاق النار أسرع مما حدث في غزة
*الكيان الصهيوني لم يحقق أهدافه المعلنة بعد فشله في تحرير أسراه والقضاء على حماس
*حماس قوة واثقة ومقاومة قادرة على الاستمراروتمكنها من مبادلة الأسرى قد عزز موقعها في أعين العالم
*عملية "طوفان الأقصى" لم تشهد فقط معركة ميدانية بل كانت معركة دبلوماسية وإعلامية موازية
*الميدان والدبلوماسية كيانان مترابطان حيث تستفيد الدبلوماسية من إنجازات الميدان وتحولها إلى مكاسب ومصالح وطنية
*للاعلام كضلع ثالث للميدان والدبلوماسية دور محوري في بناء السردية وخلق نجاحات على أرض الواقع
طهران-تسنيم:- أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن عزلة الكيان الصهيوني أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى.
واكد في مؤتمر "طوفان الأقصى وغزة" أن التطورات الأخيرة في غزة ولبنان كشفت مرة أخرى عن الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني على الساحة الدولية.
وأوضح عراقجي أن الأعمال الوحشية والإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان في غزة لم تجرح فقط ضمير المجتمع الدولي، بل دفعت أيضًا المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أمر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني باعتباره مجرم حرب.
وأضاف أن العزلة الدولية لهذا الكيان أصبحت أكثر وضوحًا، حيث منعت العديد من الدول دخوله إلى أراضيها وأغلقت مجالها الجوي أمام طائرته، مما اضطره إلى سلوك طريق جديد للسفر إلى الولايات المتحدة.
وأكد عراقجي أن الميدان والدبلوماسية ليسا مجالين منفصلين، بل هما كيان مترابط، حيث تستفيد الدبلوماسية من إنجازات الميدان وتحولها إلى مكاسب ومصالح وطنية.
وأضاف: في بداية فترة عملي بالوزارة، ذكرت في إحدى الجلسات أن هناك ضلعًا ثالثًا إلى جانب الميدان والدبلوماسية، وهو الإعلام، وهذه العناصر الثلاثة تتحرك معًا. للإعلام دور محوري في بناء السردية حول ما يحدث في الميدان وعلى الساحة الدبلوماسية. قد نحقق نجاحات على أرض الواقع، لكن إن لم ننجح في الإعلام، فقد تُصور هذه الانتصارات على أنها هزائم أمام الرأي العام العالمي. وبالمقابل، قد يكون هناك تراجع ميداني أو دبلوماسي، لكن الإعلام قادر على خلق صورة الانتصار، لذا من الضروري أن تعمل هذه الأضلاع الثلاثة معًا بشكل متناغم.
وتابع وزير الخارجية: كما أن هناك معركة دبلوماسية، هناك أيضًا معركة في الإعلام، والفائز الحقيقي هو من ينجح في حرب السرديات. السردية التي يتم تقديمها هي الأهم، وخصومنا لديهم قدرات قوية في هذا المجال، لكن الواقع العالمي اليوم والتطورات في وسائل الإعلام الرقمية خلقت فرصًا جديدة. الفضاء الرقمي أصبح فرصة للوصول السريع إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم.
وأكد عراقجي أن الأشهر الخمسة عشر الماضية، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، لم تشهد فقط معركة ميدانية، بل كانت هناك أيضًا معركة دبلوماسية وإعلامية موازية. وأشار إلى أن الأعداء لم يحققوا إنجازات تُذكر على مستوى الإعلام، بينما كان حضور محور المقاومة في هذا المجال قويًا، كما ساهمت بعض القنوات الإقليمية بشكل فعال في نقل الحقائق.
وأضاف: لقد أدت الرواية الإعلامية المدعومة بوحشية جرائم الكيان الصهيوني، إلى خلق تأثير واسع على الرأي العام الدولي. وعندما انتشرت الصور والأخبار، شهدنا كيف تأثر العالم، ويمكننا الجزم بأن الكيان لم يكن يومًا بهذا القدر من العزلة وسوء السمعة عالميًا.
وأوضح وزير الخارجية أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في غزة، حيث أعلن في البداية عن هدفين رئيسيين هما تحرير أسراه المحتجزين والقضاء على حركة حماس. لكن، في النهاية، "وقف العالم بأسره ليشاهد كيف أُجبر الكيان على التفاوض مع حماس والتنازل من أجل استعادة أسراه، بعدما زعموا أنهم سيقضون عليها تمامًا."
وأشار عراقجي إلى أن الرواية الإعلامية خلال هذا الصراع ساهمت في فضح الكيان ككيان إجرامي يرتكب الإبادة الجماعية، حتى وصل الأمر إلى إجبار محكمة لاهاي على تصنيفه ككيان مجرم حرب وإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائه. وأضاف: "اليوم، العديد من الدول تمنع طائراته من التحليق في أجوائها، وهذا دليل واضح على مدى العزلة التي يعيشها."
وأضاف: "هذه الهزيمة الإعلامية واضحة تمامًا. بعد وقف إطلاق النار، ظهرت حماس كقوة واثقة ومقاومة، قادرة على الاستمرار في المواجهة المسلحة، وتمكنت من مبادلة الأسرى الفلسطينيين بأسراها المحتجزين لدى الكيان، مما عزز موقعها في أعين العالم."
وأكد عراقجي أن المشهد الحالي يكشف الوجه الحقيقي للطرف المنتصر في الحرب، وهو ما أدى إلى أزمة داخلية حادة داخل المجتمع الصهيوني، حيث بدأ الصهاينة أنفسهم يعتبرون أنفسهم خاسرين. كما أشار إلى قلق القوى الغربية بشأن تمديد وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أن طبيعة الكيان الإجرامية تجعل أي تصرف عدواني آخر أمرًا غير مستبعد.
وتطرق إلى الوضع في لبنان، حيث قال: "عندما بدأت الهجمات البرية هناك، استطاع حزب الله الصمود بقوة، وأثبت أن بنيته لا تزال متماسكة. واللافت أن الكيان الصهيوني اضطر إلى وقف إطلاق النار في لبنان أسرع مما حدث في غزة."
وأضاف وزير الخارجية أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي مبدأ وعقيدة، ومن المستحيل القضاء عليها بالقتل والمجازر. وشدد على أن السلاح الأهم للمقاومة ليس العتاد العسكري التقليدي، بل دماء الشهداء، قائلًا: "هذه هي مدرسة المقاومة، حيث أعظم أسلحتها هو التضحية والاستشهاد."
وأكد على أهمية رواية المقاومة بشكل صحيح وإبراز ثمارها، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب إعادة بناء المقاومة وتطبيق الدروس المستفادة، مؤكدًا ثقته في أنها ستعود إلى الساحة أقوى من أي وقت مضى.
وذكر عراقجي أنه ليس من المرة الأولى التي يتعرض فيها حزب الله لخسارة قادته، قائلًا: "عندما اغتال الصهاينة الشهيد السيد عباس الموسوي، كانوا يظنون أنهم وجهوا ضربة قاتلة، لكن المقاومة لم تنكسر، بل أصبحت أقوى."
وختم بقوله: إيران كانت وستظل داعمًا رئيسيًا للمقاومة، مشيرا إلى أنه خلال الأشهر الماضية لم يكن هناك فرق بين الدبلوماسية والميدان، بل كان الإعلام أيضًا جزءًا من هذه المعركة، وستستمر إيران في هذا النهج حتى تحقيق النصر الكامل.