وتبقى المرجعية فصل الخطاب
مهدي منصوري
عاش العراقيون خلال الاشهر السابقة وضعا استثنائيا لظروف سياسية واقتصادية امنية غير مستقرة بحيث اوصلت رسائل الانذار بانهيار الوضع الاجتماعي بعد التدخلات الخارجية خاصة الاميركية ومن بعض الدول الخليجية التي مارست دورا سلبيا كبيرا لتفتيت وحدة الشعب العراقي بزرع الفتن وحالة العداء وتاليب طرف على طرف آخر للوصول الى الهدف النهائي الذي خططوا له الا وهو الاحتراب الداخلي خاصة الشيعي الشيعي، ولكن وكما الفتنا لهذا الامر من قبل وفي مقال سابق ان الاوضاع لايمكن ان تستمر على هذا المنوال ولابد للمرجعية العليا التي تمثل صمام الامان للعراق وهو الذي يعترف به الصديق والعدو ان تكون لها كلمة قاطعة لتنهي هذه الحالة الاستثنائية وتفشل مشاريع اعداء العراقيين وتسقط كل الخطط الخبيثة والاجرامية التي تريد وتهدف الى ان يسيل الدم العراقي وبايد عراقية عراقية.
ولذلك فان استقباله بالامس للممثلة الدولية بلاخارست واصدار البيان من مكتبه قد قطع دابر كل التكهنات واوصد الابواب امام النفوس المريضة والحاقدة والتي لا تريد للعراق الازدهار والاستقرار. وتركت توجيهات المرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني (حفظه الله ورعاه) اثرا كبيرا على كل الشرائح والقوى السياسية والشعبية بحيث وكما يقال انها تنفست الصعداء خاصة بتاكيده على اجراء الانتخابات المبكرة النزيهة والزم الحكومة ان تحث الخطى نحو الوصول الى هذا الهدف من اجل اخراج البلد من ازمته الخانقة. بالاضافة لحل كل المشاكل العالقة التي تتعلق بتوفير الحياة الامنة والمستقرة من خلال مطاردة العصابات الاجرامية الماجورة والعميلة لاميركا وغيرها والتي عصفت في الوضع الامني واوصلته الى هذه الحالة المزرية. وكذلك الالتفات الى توفير الحياة المعيشية لابناء الشعب من خلال حل المشاكل العالقة بهذا الصدد.
لقد كان خطاب المرجعية العليا بالامس جامعا مانعاً ولا يقبل التاويل.الا انه ورغم التاييد الذي حظي به هذا الخطاب على المستويين الرسمي والشعبي الا ان المهم هو العمل على تطبيق كل ما جاء فيه وان لا يبقى الامر الى حد المديح والاطراء والذي لا يغني ولا يشبع من جوع.
واخيرا اثبتت المرجعية العليا انها وان طال صمتها الا ان اعينها مفتوحة امام كل ما يجري ويحدث في العراق وهي كالحارس الامين الذي يرقب الاوضاع بدقة متناهية بحيث واذا ما رأت ان سفينة العراق تصل فيه الى الغرق من خلال اعدائه اللدودين فانه يضع الاصبع على الجرح كما يقال وينقذ السفينة من الغرق للوصول بها الى ساحل الامان والاستقرار.
ولذا فان المرجعية العليا بالامس قد رمت بالكرة في ساحة حكومة الكاظمي واوضحت لها الطريق والمسار الذي ينقذ العراق والعراقيين مما يفرض عين الواجب ان تشمر السواعد من اجل تحقيق الاهداف السامية للشعب العراقي مستهدية برؤى المرجعية العليا الثاقبة والتي اثبتت التجربة انها ستبقى لها الكلمة وفصل الخطاب من اجل ان لا يكون العراق فريسة للاعداء والعملاء ينهشون به من كل جانب وصوب للوصول الى حالة اللاعودة والذهاب به الى المجهول لا سمح الله.