kayhan.ir

رمز الخبر: 116990
تأريخ النشر : 2020August04 - 20:02

هل تحترق"اسرائيل" ويذهب نتنياهو الى مزبلة التاريخ..مظاهرات في الكيان تطالب برحيل نتنياهو

نواف الزرو

تتصاعد المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في "اسرائيل" ضد نتنياهو، وتشتد الحملة التحريضية ضده مطالبة باسقاطه، فهاهو رئيس حزب تيلم عضو الكنيست ووزير الحرب سابقا موشيه يعلون يهاجم نتنياهو ويقول وفق ما ذكرت القناة 7 العبرية: "إن إسرائيل تحكمها عصابة إجرامية اليوم ورئيس هذه العصابة هو نتنياهو- الخميس 02 /7/ 2020"، والكاتب المعروف الوف بن يقول في هآرتس 2020-7-30" "ان نتنياهو يعيثُ في إسرائيل فساداً وتدميراً"، ليلحق به الكاتب يوسي فيرتر- ليؤكد في هآرتس 2020-7-30" :" نتنياهو ينتقل إلى «المرحلة الحاسمة» من خطته: إحراق إسرائيل"، وليستخلص المعلق عاموس جلبوع في "معاريف 2020-7-30" متحدثا عن " تفشّي الكراهية في مملكة إسرائيل الثالثة"، ثم لتصبح "إسرائيل في خطر" كما يؤكد ميراف بطيطو في يديعوت 2020-7-30".

فإلى اي مدى يا ترى صوابية مثل هذه الاوصاف والتوقعات ...!؟.

فهل سيسقط نتنياهو ويذهب الى مزبلة التاريخ....؟!.

وهل من الممكن ان تحترق"اسرائيل"وتنهار داخليا....!؟.

وهل تذهب الامور باتجاه "حرب اهلية" كما يحذر ويتوقع الكثيرون....؟!

وقد يذهب البعض في قراءة هذا المشهد الاسرائيلي الساخن ويقرأ المظاهرات المتصاعدة ضد نتنياهو، على انها ربما يكون بداية لحرب اهلية تقود لتفكك المجتمع والمشروع الصهيوني، وهذا حلم يداعب الكثيرين، فالكثيرون راهنوا سابقا وما يزال البعض يراهنون على تفكك وانهيار المجتمع الصهيوني من الداخل، او انه قد يؤدي في النهاية الى قرار اسرائيلي بالانسحاب من الاراضي المحتلة، لغاية توجيه المليارات المتوفرة لانقاذ تلك الدولة من الازمات والضائقات الاقتصادية المتفاقمة، غير ان الخريطة الادراكية الصهيونية، وخريطة الرأي العام الاسرائيلي تشير الى غير ذلك.

فالخريطة الادراكية الصهيونية تربط ربطا جدليا ما بين ثلاثة هواجس وجودية تهيمن على المجتمع الصهيوني هي: "الهاجس الديموغرافي وهاجس نهاية وجود اسرائيل كدولة يهودية، وهاجس حق العودة وتقرير المصير لملايين اللاجئين الفلسطينيين"، ويلاحظ ان كل البرامج السياسية الامنية والاستيطانية الاسرائيلية من وحي هذه الهواجس الوجودية.

لذلك، عملت القيادات والاحزاب الصهيونية على تثقيف وتكوين وبلورة اصطفافات شعبية وراء برامجها الاستعمارية، وسياساتها الحربية والاستيطانية، وتشير استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي التي تنشر شهريا تباعا، الى شبه اجماع على بقاء وتخليد الاحتلال للقدس والضفة الغربية، والى شبه اجماع على عدم السماح بعودة اللاجئين، وعدم السماح باقامة دولة فلسطينية مستقلة..وغير ذلك.

ولنا هنا في الاحتجاجات التي جرت عام 2011 عبرة...!.

ففي الاجماع الصهيوني حول الاحتلال والاستيطان، تأتي شهادة عضو الكنيست المتنافسة على رئاسة حزب "العمل" آنذاك شيلي يحيموفيتش في مقابلة مع صحيفة "هآرتس18/08/2011 - حيث قالت إنها بالتأكيد لا ترى في مشروع الاستيطان خطيئة أو جريمة، وإنما عملية هي محط إجماع وأن حزب العمل هو الذي "نهض بمشروع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وهذه حقيقة تاريخية"، مضيفة" إنها ترحب بمشاركة المستوطنين في عمليات الاحتجاج"، معتبرة مشاركتهم" إحدى نقاط القوة الإهم في عملية الاحتجاج من باب أنه لا ترفع هناك الشعارات السياسية التقليدية، وإنما "يوجد لغة جديدة، لغة توحد وتكتل الجميع".

وردا على سؤال بشأن استثمار المليارات في داخل الخط الأخضر بدل الاستيطان، قالت إنها تعرف هذه المعادلة التي تقول إنه "بدون الاستيطان ستكون إسرائيل دولة رفاه.. وتقليص نصف ميزانية الأمن يوفر ميزانيات للتعليم.. ولكن هذه الرؤية ليست لها أي صلة بالواقع"، ورفضت بشدة توجيه ميزانيات أقل للاستيطان والأمن لصالح الرفاه، وقالت إن ذلك غير صحيح، حيث أن المدرسة التي تقام في المستوطنة لتستوعب عددا معينا من الأولاد ستقام داخل الخط الأخضر بنفس التكلفة وتستوعب العدد نفسه.

وتحت عنوان"الاحتلال.. الكلمة المحظورة في حديث الخيام"كتب ألون عيدان في هارتس 14/8/2011 كاشفا حقيقة الاحتجاجات التي ترفض ذكر الاحتلال فيقول:"لماذا يمنع الاحتجاج استعمال كلمة "احتلال"؟، لأنه إذا قيلت هذه الكلمة فسيقل عدد الناس المحتجين على نحو حاد، ولأنه سينشاء عدم إجماع عميق وانشقاق مدمر على أثره، سيجعل الانشقاق الاحتجاج "سياسياً" بالمعنى الحزبي وتتلاشى قوته الشعبية"، مضيفا"لهذا يجب أن نسأل ما هو عمل الاحتلال الآخر زيادة على كونه "ضرورة أمنية" أو "تحقيقا عقائديا"، يبدو انه يمكن بحسب "لا" استنتاج "نعم": فإذا كان لا يجوز أن نقول "احتلال" كي لا نقسم الجمهور ونضر بالاحتجاج بذلك فينتج أن عمل الاحتلال أن يُقسم الجمهور وأن يضر بذلك بإمكانية الاحتجاج".

وفي هذا الاجماع الصهيوني على الاحتلال والاستيطان، استخلص عالم الاجتماع الاسرائيلي البروفيسور يهودا شنهاف من قراءته لمسار الاحتجاجات الاسرائيلية " انها حراك داخل الإجماع الصهيوني: عن عرب48 05/08/2011 - وانها"احتجاجات وطنية إسرائيلية وصهيونية، ومع كلّ يوم يمرّ هناك أعلام إسرائيلية أكثر وأكثر على الخيام، فالاحتجاجات المعادية للصهيونية لا تنجح في إسرائيل".

ويبدو ان هذه هي الحقيقة الكبرى في المشهد الاحتجاجي الاسرائيلي اليوم ايضا، فالاحتجاجات الجذرية لا تنجح، فلو اجري استطلاع للرأي العام الاسرائيلي حول الانسحاب من القدس والضفة الغربية، او حول اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، او حول حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم وممتلكاتهم المهودة، فماذا ستكون النتائج يا ترى...؟!.

بالتأكيد سيكون هناك الاصطفاف والتجيش الصهيوني الكبير من أقصى اليسار الصهيوني الى اقصى اليمين الصهيوني وراء لاءات نتنياهو الاستعمارية والعنصرية- الابرتهايدية ..!.