kayhan.ir

رمز الخبر: 11666
تأريخ النشر : 2014December10 - 20:54

واشنطن والحلف العربي الصهيوني!!

مهدي منصوري

اعلنت الخارجية الاميركية انها بصدد تشكيل حلف اقليمي تتولى ادارته تل ابيب معلنة بنفس الوقت ان هناك دول عربية (لم تسمها) مستعدة لصناعة السلام مع "اسرائيل"، ومن الطبيعي جدا وفيما قيض لهذا الحلف المشؤوم ان يظهر للوجود فانه سيكون ومن ضمن اولوياته هو محاربة المقاومة الفلسطينية بالدرجة الاولى.

وقد يأتي هذا الحلف متساوقا مع التحالف الذي اقامته واشنطن بذريعة محاربة داعش والذي يحمل نفس الهدف الا وهو مواجهة الدول التي تدعم المقاومة.

اذن يتضح ان واشنطن وتل ابيب تعملان على ايجاد نوع من التحالفات مع بعض الدول خاصة العربية وقد تكون في مقدمتها دول الخليج الفارسي من اجل ضرب أي جهد مقاوم في المنطقة.

وقد اشرنا في مقال سابق ما صرح به رئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق اراد حول التنسيق الامني بين تل ابيب والرياض وقد يكون هذا التنسيق هو نقطة الارتكاز في تطويع الدول نحو المشاركة في هذا الحلف.

والملفت في الامر ا ن هذا الحلف قد يأتي وكما اعلن تحت لافتة صناعة السلام مع "اسرائيل"، والسؤال هنا، فهل ان اسرائيل بجرائمها وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني يمكن ان تساهم في عملية يصطلح عليها كذبا وزورا صناعة السلام؟، واي سلام تبحث عنه اسرائيل وهي التي كانت ولازالت توصد هذا الباب من خلال ممارساتها العدوانية سواء كان باستلاب الارض الفلسطينية او اغتيال وقتل القيادات وابناء الشعب الفلسطيني، واسلوبها القمعي في مواجهة الاحتجاجات السلمية، والتي كان آخرها اقدام الشرطة الصهيونية باطلاق الرصاص القيادي الفلسطيني زياد ابوعين والذي شارك في تظاهرة احتجاجية ضد الاستيطان؟.

وهل تعتقد دول الخليج الفارسي التي تريد ان تدخل في هذا الحلف مع الكيان الغاصب انها تستطيع ان تحقق صناعة السلام خاصة وانها تعيش في حالة من عدم الانسجام في المواقف خاصة وان الخلافات اخذت ماخذها منها وهو ما بدى واضحا في الاجتماعات التي تعقد بين اونة واخرى.

وبالامس وعند الاجتماع الاخير لقادة هذه الدول في الدوحة والذي اريد له ان يعكس صورة جديدة للرأي العام في الخليج الفارسي بالدرجة الاولى من ان الخلافات التي كانت تعصف بم مجلس التعاون بعد الخلافات القطرية السعودية الاماراتية البحرينية الاخيرة قد اخذت تتجه نحو الذوبان.

والسؤال المهم كيف يسمح الخليجيون لانفسهم ان يكون الكيان الصهيوني مديرا لهذا الحلف الموعود، مما يعكس وبصورة لاتقبل ا لنقاش هو سلب لارادتهم واستقلالهم وسيادتهم ان كانت هناك بقيت لديهم سيادة أواستقلال؟.

ومن الطبيعي ان هذا الحلف المشؤوم لايمكن ان يرى النور لان شعوب هذه الدول لايمكن ان تبقى صامته او تتغاضى عما يجرى لان ذلك يجعلها وبصورة مؤسفة بانهم لا ارادة ولا قرارلهم وانهم منقادون وراء قياداتهم التي بدأت تفقد ارادتها وبالتدريج.

ولذلك فاننا لن نجد من مؤتمر القمة في الخليج الفارسي الاخير أي رد فعل عن ما اشارت اليه الخارجية الاميركية سواء كان بالتنديد او التكذيب او غيرها من الاساليب التي اعتادوا عليها في تضليل الرأى العام مما يعطي صورة واضحة انهم موافقون على ما يجري ويخطط لهم ولا يحق لهم الاعتراض او الرفض.

ولكن نقول كما اتضح اخيرا من فشل التحالف الاميركي ضد داعش والذي اصبح مجرد شكل لا محتوى له ولا تاثير، فلذلك فان الحلف العربي مع اسرائيل سيكتب له الفشل قبل ظهوره لانه مخالف لارادة الشعوب.