ايران و تحالف القوى العالمية الجديد
اكد وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف ان اميركا تشعر بالقلق من صعود ايران في اطار تحالف جديد لقوى عالمية تضم روسيا والصين والهند والجمهورية الاسلامية. جاء ذلك بعد زيارة قام بها ظريف الى موسكو التقى فيها نظيره الروسي السيد سيرجي لافروف وعقد فيها ايضا اجتماعا مع الرئيس فلاديمير بوتين، تكللت بنتائج مهمة على مستوى تشكيل تحالف دولي يكون قادرا على مواكبة التطورات السياسية والاقتصادية والامنية عالميا وبما يكبح جماح الاحادية القطبية التي تسعى الولايات المتحدة الى فرضها باساليبها العدوانية والاستفزازية.
يشار الى ان الجمهورية الاسلامية والصين اعدتا وثيقة للتعاون الاستراتيجي للاعوام الـ25 القادمة ستكتمل صياغتها النهائية ووضع اللمسات الاخيرة عليها بلقاء قمة بين طهران وبكين وبما يعود بالفائدة العميمة على كلا الجانبين، الامر الذي عززته ايران بايفاد وزير الخارجية الاسلامية الى موسكو لجعل هذا التعاون اكثر تكاملا ورسوخا عبر تنسيق ايراني-روسي-صيني شامل يلبي طموحات الشعوب في هذه البلدان ويؤدي الى ايجاد تحالف تحرري يتصدى للغطرسة الاميركية ولغة قانون الغاب التي تستخدمها واشنطن مع الامم والبلدان الاخرى، حيث دعت طهران-بكين وموسكو الى تشكيل نادي عالمي جديد متشكل من الدول التي تتعرض للعقوبات الاميركية وهذا ما يفتح الطريق أمام دول اميركا اللاتينية والمنطقة وغيرها من الالتحاق بهذا النادي.
الجدير بالاشارة ان زيارة وزير الخارجية الى موسكو جاءت بعد زيارة قام بها يوم الاحد الماضي الى بغداد ولقائه رؤساء الجمهورية والوزراء ومجلس النواب العراقي وهو ما يؤكد ان طهران وضعت كبار المسؤولين العراقيين في صورة هذا التحالف الوشيك الذي سيعود بنتائج مرضية جدا على هذا البلد الجار ايضا.
كما ان الجمهورية الاسلامية تتجه منذ فترة طويلة الى توطيد علاقاتها مع دول مهمة في اميركا اللاتينية خاصة التي تتعرض منها للحصار الاميركي ان تلتحق للنادي العالمي الجديد، في توجه يعبر عن توافق في الرؤى حول المصالح الدولية وبعد ظهور ارهاصات تبلور تحالف عالمي جديد قائم على مبدأ احترام الدول والشعوب والمبادئ والاهداف والاستراتيجيات بعيدا عن التدخل والهيمنة والاستكبار والعدوان.
فلقد اظهرات تطورات السنوات الاخيرة جنوح الولايات المتحدة الى استخدام سلوكيات همجية متوحشة بشكل متصاعد لاتقيم فيها وزنا او اهتماما بمقدرات شعوب العالم فهي تنتقل من حرب الى حرب ومن صراع الى آخر، وهي تستخدم كل الضغوط والحصارات لمعاقبة الدول المستقلة الحريصة على سيادتها واستقلالها وثوابتها الوطنية، كما انها لا تتورع عن استغلال مؤسسات الشرعية الدولية لتكريس مشاريعها العدوانية والتي ظهر بشكل جلي خلال دعمها المطلق لما يسمى بصفقة القرن مساندة بذلك جميع الممارسات الاحتلالية الصهيونية في فلسطين وبقية الاراضي العربية المحتلة.
ومن الطبيعي ان تقف روسيا والصين وايران والدول التحررية الاخرى في العالم بوجه هذا الظلم والتسلط الاستكباريين ومن مصلحة هذا الثلاثي المتفاهم على صيانة السلم والامن العالميين ان تتخذ خطواتها العملية لحماية مصالحها الاستراتيجية بكل الطرق والوسائل التي يحترمها القانون الدولي.
ومن المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تقف اليوم شامخة ومنتصرة رغم كل العقوبات الاستكبارية وهي جديرة بان تساهم مع البلدان التحررية الصديقة في صياغة التحالف الدولي الذي يحترم الخصوصيات والانجازات لدى كل شعب وامة ويساهم بشكل كبير في تقويض التحركات الاميركية الرامية الى ضرب التعايش السلمي في المنطقة والعالم.