kayhan.ir

رمز الخبر: 115637
تأريخ النشر : 2020July13 - 21:51

إيران تدشن " إقتصاد من دون نفط "!!


سمير عبيد

١- هل سرقت إيران الاتفاقية " العراقية - الصينية " أم العكس !؟

٢- الشراكة الاستراتيحية " الصينية - الايرانية " تكسر الحصار المفروض على النفط الايراني !.

3- إيران تصفع( أميركا وإسرائيل ودوّل الخليج الفارسي ) بتوقيت واحد !.

شعب لا يتعلم من التاريخ ..ويكره أبنائه الناجحين !!.

ياشعب العراق الذي أدمنت على خسارة التاريخ وخسارة الفرص، وأدمنت على العداء ضد الخيرين والنافعين والناجحين، وأدمنتَ على حبكَ لشعار "مُغنية الحي لا تُطرب"من خلال التعامل مع أبنائك الناجحين .فسوفَ يجبركَ التاريخ المحكي والمكتوب ومن جديد على جلد ذاتكَ عندما تكتشف أنكَ أول الذين أطلقوا الرصاص على قدميك وأهلك وعلى الخيرين من أبنائك من جديد وعندما ارادوا انتشالك من العبودية الجديدة ومن الاستعمار السياسي والديني الذي يتخادم مع أميركا واسرائيل .

وسيُزيد في بكائكَ شعورك بالندم بعد فوات الاوان لأنكَ حاربتَ رجل بعثهُ الله للعراق والعراقيين بعد تيه لمدة ١٦ عاماً ليأخذ العراق نحو ضفة الأمان وبعيدا عّن معسكر الشيطان والذي كان على رأس "حكومة عادل عبد المهدي" وهو السيد عبد المهدي " الذي له ماله وعليه ماعليه " .

لقد مارست ياشعب العراق العداء والثورة والظلم ومناصرة الكفر على نفس طريقة صورتك وعدائك وتشويه الحقائق ضد " حكومة الامام علي بن ابي طالب في الكوفة والعراق " ولصالح معاوية بن أبي سفيان / فالتاريخ أعاد نفسه.

فلقد أخترت يا شعب العراق أن تكون مع أميركا والسعودية واسرائيل ضد عبد المهدي وحكومته وضد نهوض بلدك.

لاسيما وان تلك الدول تمثل نفس دور معاوية ومعسكره في زمن الامام علي عندما أصطّف المنافقون والغادرون والدنيويون مع معاوية ضد الأمام علي. فالتاريخ يعيد نفسه وَلَن تتعلموا!!.

وهنا لسنا بصدد تشبيه عبد المهدي بالامام علي فمعاذ الله من هذا !.

ولكننا نقارن مقارنة تاريخية ومجازا وإن صح التعبير !.

هل سرقت ايران الاتفاقية " العراقية - الصينية " وأخذتها لصالحها !؟

الجواب :- إيران لم تسرق الأتفاقية" العراقية - الصينية " بل اتفقت هي والصين على تأخير الإعلان عّن الاتفاقية " الايرانية - الصينية " التي كانت مقررة أصلا بين بكين وطهران.

والشروع بدعم العراق وتشجيعه لكي يذهب نحو اتفاقية صينية - عراقية بعيدة الأمد لتنقذ العراق من الغرق والتلاشي!.

لأن المباحثات حول هذه الاتفاقية بين طهران وبكين قديمة واعلن عنها في كانون الثاني / يناير 2016 وخلال زيارة الرئيس الصيني الى طهران واتفق حينها على اطار تعاون موسع بين البلدين لمدة 25عاما وينص على الاتفاق على إستثمارات متبادلة في (النقل والموانىء ، والطاقة والصناعة ، والخدمات كافة) .واعلن المرشد الايراني حينها قائلا ( حكومة ايران وشعبها تسعيان كما تفعل دائما لتوسيع علاقاتها مع الدول المستقلة والموثوق بها مثل الصين ...واردف قائلا :- ان المشروع الصيني -الايراني صائب وحكيم تماماً وانه شراكة أستراتيجية شاملة ) وقال حينها الرئيس الايراني حسن روحاني ( نحن نعمل على أقتصاد من دون نفط ) !!.

وبقيت الصين وايران تدعمان وتشجعان العراق وحكومة السيد عبد المهدي على ترك معسكر الشيطان بقيادة أميركا من خلال ولادة الأتفاقية " الصينية - العراقية " من قبل طهران وبكين لكي يصعد العراق ولأول مرة على السكة الصحيحة لكي يباشر بالخروج من الفوضى والازمات نحو البناء والعمل والبناء على المستوى المنظور وفيما بعد يلتحق العراق بالمحور الشرقي الصاعد لقيادة العالم !....لكن المندسين في الحكومة وفِي النظام السياسي ويعملون لصالح أميركا واسرائيل والسعودية والخليج الفارسي تطوعوا ليكونوا طابور خامس داخل حكومة عبد المهدي من اجل اسقاطها وتشويهها ونجحوا بذلك وبقي العراق في النفق المظلم بل دخل في نفق اشد ظلاما !!.

ماهي أسباب تأخير الاعلان عّن الاتفاقية الصينية -الايرانية هي :- ١- لكي لا يتم أستفزاز الجانب الأميركي، ولكي لا يتم تحريك "كورة الزنابير" العراقية التي تكره كل شيء فيه أسم إيران وحتى وان كان الموضوع عّن البهارات الايرانية في أكلة الفسنجون.فكانت الخطة اعطاء الاولوية للإتفاقية "العراقية -الصينية" من قبل المحور الشرقي !.

٢- بات التركيز من المحور الشرقي على الإتفاقية " العراقية - الصينية " أولا لكي لا يُشاع بأن العراق بات مع المحور الشرقي الذي تقوده الصين والذي تبلور هذه الأيام وبات حقيقية. فكانت الخطوة كبيرة وعظيمة ...وكانوا محقين بذلك .

٣- لكي تكون الضربة أستراتيجية وأقتصادية موجعة جدا للجانب الاميركي ودوّل الخليج من المحور الشرقي " الصين ، روسيا ، كوريا ش،ايران " في حالة اكتمال الاتفاقية الصينية - العراقية اولا ....ثم يُصار بعدها للإعلان عّن الاتفاقية الصينية -الايرانية ثانيا والتي أُعلن عنها هذه الايام والتي كان تأخيرها بسبب انتظار نضوج الاتفاقية العراقية - الصينية !.

٤- كانت الاتفاقية "الصينية - العراقية" فرصة تاريخية وذهبية وإستراتيجية للعراق للقفز من المحور الاميركي الذي وخلال ١٧ سنة لم يعط العراق شيئا .بل تدمرت الدولة العراقية. وتقهقر العراق وتفكك المجتمع العراقي وباتت تعصف فيه فصول الفوضى والدمار .وكانت قراءة حكيمة وناضجة من السيد عادل عبد المهدي وحكومته .....بدليل ها هو ميزان القوى العالمي بات يميل للمحور الشرقي الصاعد حيث بدأت الولايات المتحدة بالتقهقر والتراجع سياسيا واقتصاديا وعسكريا .وبات العالم مابعد جائحة كورونا يميل لولادة عالم متعدد الاقطاب و لصالح المحور الشرقي الصاعد والذي يُفترض أن يكون العراق رأس حربته، وحلقته الاقتصادية مع أوربا!!!.

لكن الشعب العراقي اطلق النار على نفسه !!.

وبدلا من يصطف الشعب العراقي خلف عبد المهدي وحكومته ويدعمه لتحقيق الاتفاقية " الصينية - العراقية " راح فأصطف بالضد من حكومة عبد المهدي عندما قبل الأنخراط في مخطط السعودية والأمارات واسرائيل والسفارة الاميركية لخطف مظاهرات المحقين والمظلومين والموجوعين لصالح مخطط تلك الدول والاصرار على أسقاط حكومة عبد المهدي لكي تسقط الاتفاقية الصينية العراقية التي هي فرصة تاريخية نزلت من السماء للشعب العراقي وركلها بأخذيته لصالح السعودية والامارات واسرائيل وأميركا . لقد جاءت الاتفاقية الصينية العراقية بمثابة رافعة لأنتشال العراق من المستنقع الخطير نحو التنمية والعمران. ونقل العراق من الفوضى الخلاقة وازماتها نحو سوق العمل والاستثمار والنهوض !!. ولكن الشعب العراقي بشكل عام والشيعة بشكل خاص رفضوا ذلك لانهم ادمنوا عشق الفاسدين وأدمنوا عشق أميركا التي تزيد بإستعبادهم كل يوم !!.

أضواء على الاتفاقية( الايرانية - الصينية) التي ستعوّم الحصار المفروض على إيران !!.

أبرمت جمهورية الصين الشعبية مع جمهورية ايران الاسلامية اتفاقية إستراتيجية للشراكة الاقتصادية والتجارية وقيمتها 600مليار دولار ولمدة 25عاماً .وبالمقابل سوف تقايض إيران حصتها المالية بالنفط الايراني أي لم ولَن تدفع إيران شيئا للصين حاليا بل ان ايران هي التي سوف تحصل على الاموال والاعمار والتجديد والذي سوف تعرفونه بسياق هذا الموضوع .وهذا بحد ذاته كسر وتعويم ذكي للحصار الأميركي المفروض ضد ايران وضد النفط الايراني !!

وبموجب هذه الاتفاقية سوف تطور الصين في إيران وتجعلها دولة أخرى:-

١- ستقوم الصين بتطوير وتجديد البنى التحتية الايرانية

٢- ستقوم الصين ببناء مدن ذكية في إيران

٣- ستقوم الصين ببناء وتشييد وتجديد الموانىء الايرانية

٤-ستقوم الصين ببناء الطرق الحديثة في إيران

٥- ستقوم الصين بتطوير شبكة المواصلات والاتصالات

وهذا كله كان ضمن بنود الاتفاقية الصينية العراقية ولصالح العراق ولَم يدفع العراق دولارا واحدا كاش بل سيكون السداد لمدة 25عاما ومن النفط العراقي.ولكن الشعب العراقي ذهب فحارب الفريق العراقي بقيادة السيد عبد المهدي لمنعه من تحقيق ذلك وعلى عكس الشعب الايراني والبرلمان الايراني الذي صفق ويصفق للحكومة الايرانية وللمفاوض الايراني الذي نجح بكسب الصين باتفاقية استراتيجية وتجارية مهمة ولمدة ٢٥ عاماً سوف توفر ايران من ورائها ولادة دولة إيرانية حديثة جدا وسوف تقفز نحو مواقع متقدمة في الاقليم والعالم !!.

كيف صفعت إيران (أميركا وإسرائيل والخليج الفارسي) معا وبنفس التوقيت !!.

أولا:- كيف صفعت إيران إسرائيل ؟

وقّعت إيران وسوريا اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري في الدفاع الجوي قبل أيام عندما زار وزير الدفاع السوري طهران لتوقيع هذه الاتفاقية عّن الجانب السوري ووقعها عّن الجانب الايراني رئيس الاركان الايراني و تتضمن تطوير أنظمة الدفاع الجوية السورية، وذلك في ظل استهداف إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا. وقال عنها مصدر إيراني (أن هذه الاتفاقية تعد إستراتيجية لإيران بعد أن استُهدفت قوات تابعة لها في سوريا، مشيرا إلى أن الاتفاقية تتضمن تعاونا عسكريا وأمنيا، وتطوير طهران أنظمة الدفاع الجوية السورية). وقال مصدر عسكري ايراني لقناة الجزيرة ( إن إيران بهذه الاتفاقية تنتقل من شريك يومي ميداني على الأرض إلى شريك إستراتيجي)، مما يعني أن إيران تتقدم خطوة في السماء السورية المفتوحة أمام إسرائيل. وستحمي ايران السماء السورية بواسطة منظومتين تابعتين الى الدفاع الجوي الايراني (باور 373،وخرداد 3) وحسب معاهدة الدفاع المشترك الموقعه بين البلدين وهنا باتت اسرائيل في حرج امني خطير ولاول مرة .وهكذا صفعت إيران الامن القومي الإسرائيلي بقوة !!.

ثانيا:- كيف صفعت إيران السعودية والامارات والخليج الفارسي؟

في بداية تموز / أيلول اعلنت ايران قدرتها العسكرية على سواحل الخليج الفارسي وخليج عُمان .وكشف قائد القوة البحرية بالحرس الثوري الايراني (علي رضا تنكسيري) عّن تأسيس قواعد عسكرية تحت الأرض على سواحل الخليج الفارسي وخليج عُمان تضم صواريخ " أرض -بحر" وأكد تنكسيري على :- "أن الحرس الثوري قام بتسليح كافة المناطق الساحلية الواقعة في مياه الخليج الفارسي وبحر عُمان ...لا فتا ان الحرس يمتلك مدن عائمة لأطلاق الصواريخ ذات اعراض دفاعية متنوعة وسيعرضها في الوقت المناسب " .

وهذه رسالة واضحة وقوية ( وصفعة لدول الخليج الفارسي المنخرطة مع أميركا واسرائيل ضد أيران وضد محور المقاومة ) .

وعاد تنكسيري لينصح الانظمة الخليجية بعدم الولولة والهرولة الى أميركا واسرائيل حول تلك الصواريخ لكي لا تستغلهم أميركا وتحلبهم من جديد هذا اولا ...ولكي لا تدفعهم للأنتخار نيابة عّن أميركا واسرائيل وهذا ثانيا .... فقال :-"الولايات المتحدة تعلم أن لدينا قواعد صواريخ تحت الأرض وتتبع للجيش الايراني والحرس الثوري".

لكن واشنطن تفتقر للمعلومات الدقيقة حول ذلك !!.

وهذا بحد ذاته جعل الامارات تتودد هذه الايام لايران بل باتت تناكف السعودية جدا ( سنكتب عّن ذلك لاحقا)

ثالثا :- وهكذا صفعت ايران الولايات المتحدة بتوقيت خطير !،

ان الاعلان عّن الأتفاقية الاستراتيجية ( الاقتصادية والتجارية) بين الصين وايران وفِي هذا التوقيت بالذات حيث لم يبقى للرئيس الأميركي دونالد ترامب الا 80 يوما لتُشل يده وحركته فيما بعد حيث سيدخل السباق الانتخابي في 3نوفمبر2020 فهي صفعة من النوع الثقيل لأميركا وترامب وادارته !!.

ولكن لماذا صفعة قوية !؟

الجواب: ١- لأن تلك الاتفاقية الاستراتيحية الصينية الايرانية سلاح فعال لاسقاط الحصار النفطي المفروض على إيران !.

٢- لأن تلك الاتفاقية الأستراتيجية تجعل إيران مسجلة رسميا كعضو في نادي الأقوياء الشرقي والمتحدي للولايات المتحدة بقيادة الصين وروسيا ( المحور الشرقي الصاعد) .

٣- لأن تلك الاتفاقية تعزز التماثل العسكري الاستراتيجي بين الصين وايران بشكل خاص ، وبين ايران ودوّل المحور الشرقي بشكل عام .وهذا سيجعل ايران صيدا صعبا بالنسبة للولايات المتحدة واسرائيل ونتمكن القول أن ايران انزلقت تماما من الايادي الاميركية !!.

٤- لأن تلك الاتفاقية الكبيرة عززت وتعزز ( نظام المقايضة ) لان ايران لن تدفع دولارا واحدا بل سوف تسدد الاستثمارات الصينية من النفط وبتخفيض بنسبة ١٢٪ وبالتالي هذه رسالة خطيرة للولايات المتحدة بأن التعامل بالدولار بات على المحك ومجرد وقت ليسَ الا !!.

الى اللقاء في الجزء الثاني والمهم !!.