احذروا يا ساسة العراق!!
النظام السعودي والرؤوس العفنة التي جاءت من قرن الشيطان ونصبها المشروع البريطاني ـ الاميركي لادارة الجزيرة العربية هي احقر واصغر من ان تنال من العراق العظيم .. عراق المقدسات .. عراق المرجعية الذي هو صمام امان هذا البلد وحافظ تربته ووحدته وسجل العراق وتاريخه حافل بهذه المواقف النبيلة التي حصنت العراق. فالفتوى التاريخية المقدسة لتشكيل الحشد الشعبي كان انجازا فريدا من نوعه لدحر المشروع الصهيواميركي ـ السعودي (داعش) لغزو العراق والدفاع عن مختلف شرائح الشعب العراقي. فاصحاب هذا المشروع الاستعماري الذي هزمه الحشد الشعبي لا يتركون فرصة للايقاع بمن افشل مشروعهم والانتقام منه وهذا ليس بخاف على احد.
فالتحرك المسيء والمشين لصحيفة رمادية سعودية تتغذى من لبن بريطاني وتصدر في ربوعها ضد المرجعية الرشيدة في النجف المتمثلة بالسيد السيستاني ليس امرا اعتباطيا بل هو أمر مدروس يأتي في سلسلة الدسائس التي دبرت للعراق بتأجيج العنف والفوضى العارمة خلال الاشهر الماضية بهدف تمزيق العراق خاصة الشق الشيعي منه للانتقام من دوره في هزيمة داعش ومشروعه الفتنوي لتدمير هذا البلد.
وبعد ان افلست السعودية وكشف ظهرها وخسرت كل الميادين التي دخلتها، لم تعد بيدها حربة لمحاججة خصومها عبر التعاطي المنطقي والموضوعي، لجأت الى هذا الاسلوب القذر والمتعفن في خلق فتنة طائفية عبر الاساءة لمقام المرجعية في العراق عبر تجاوزها لكل الخطوط الحمر لان هذا الرمز الوطني والديني لم يرتبط بطائفة معينة فحسب بل تمثل عشرات الملايين من المسلمين والعرب وهذه أهانة متعمدة ومقصودة يتوجب على الحكومة العراقية برئاساتها الثلاث ان تقف بحزم وقوة أمام هذه الدسيسة السعودية التي تستهدف حاضر العراق ومستقبله وهذا ما بدأت به الرياض مع سقوط صدام وحتى اليوم حيث دفعت مليارات الدولارات وآلاف الانتحاريين الى العراق وعملت ليل نهار على اسقاط العملية السياسية فيه ونموذجها البارز تنظيم داعش الارهابي.
وخشية من ان يفتضح المزيد من عورات آل سعود ويتلافوا سقوطها، أوعزوا الأسياد لها ومن خلال الاساءة الى المرجعية الرشيدة في العراق، خلق بلبلة كبيرة تقود الى فتنة طائفية خطيرة بضرب عصفورين بحجر واحد. الأول ادخال العراق في مأزق كبير عبر نشر الفوضى والفتنة للانتقام منه والثاني التغطية على هزائمها وانتكاساتها التي اصبحت تزعزع اركان عرشها بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية المتدهورة جراء انخفاض اسعار النفط وكذلك جائحة كورونا وما لها من تداعيات عليها لحرف انظار الرأي العام الداخلي والعربي والاسلامي عن هزائمها في اليمن والصفعة التي تلقتها بسبب تعثر صفقة القرن وتراجع عملية التطبيع المذلة والمخزية التي توقفت عند حدود الامارات والبحرين الذيليتين لها.
رموز النظام السعودي ووفقا لتعامل ترامب معها كشفوا عن انفسهم امام شعبهم وشعوب العالم انهم مجموعة ذليلة وحقيرة وجبانة تقدم الولاء والطاعة والمال معا وهي ممنونة تحتف باحتقار ترامب وتتبرك به.
فهل هناك ذل وهوان اكبر من هذا الذي يتلقاه حكام السعودية من اميركا حتى لينفسوا عن حقارتهم وعقدتهم من خلال صحيفتهم الصفراء في التطاول على اكبر رمز وطني في العراق من دون ان يلقموا بحجر ليخرسوا والى الابد. وليعلم آل سعود ان معزوفتهم التي هي نفس معزوفة الكيان الصهيوني في البقاء، يرون ان دوام ملكهم باستمرار دوامة الازمات والعنف، قد ولت دون رجعة وان زمن المحاسبة قد اقترب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، من الذي جرأ آل سعود لكي يتطاولوا على اعلى قمة الهرم في العراق وبهذا الشكل الرخيص؟ يذهب الكثير من المراقبين انه ولو لا تمزق الصف الشيعي ومماشاة بعض رموزه للنظام السعودي الذي لن يرضى باقل من نهاية العملية السياسية وتقسيم العراق.