النظام الاميركي و تجربته الديمقراطية المشينة تحت طائلة تساؤلات كبيرة
طهران - كيهان العربي:- قتلت الشرطة الاميركية في منطقة هوليود بولاية لوس انجليس مواطنا أميركيا مدنيا آخر بعد اطلاق (۱۰) رصاصات عليه من قبل رجال الشرطة الاميركية، حيث أكد شاهد عيان قام بتصوير هذا الحادث من جهازه النقال أن القتيل كان غير مسلح خلافا للمزاعم التي تطلقها شرطة منظقة هوليود التي ادعت أنه كان يحمل سكينا، وذلك في اطار مسلسل أعمال القتل التي يقوم بها رجال الشرطة الاميركيين الذين لا يردعهم أحد من مواصلة ارتكاب هذه الجرائم.
ونقلت قناة "سي.بي.اس انجليس" الاميركية أن شرطة لوس انجليس ذكرت بأنها توجهت الى مكان الحادث بعد استلامها تقريرا تم التأكيد فيه أن هجوما وقع بسلاح قتال واصطدمت بالرجل المسلح – على حد زعمها -.
وادعت الشرطة الاميركية أن "ميغان آغويلار" كان يحمل سكينا فيما لم تؤكد ادارة الشرطة هذا النبأ بصورة رسمية. الا ان "جردن وايت" أحد الشهود الذي كان متواجدا عند وقوع الحادث وقام بتصوير الرجل الذي سقط على الارض بعد اطلاق النار عليه نشر هذه الصورة علي موقعه الخاص في فيسبوك وأكد أن الرجل الذي اطلق عليه (10) رصاصات علي الاقل لم يحمل السلاح خلافا لما تزعم الشرطة.
هذا وجاب آلاف المتظاهرين الشوارع في نيويورك ومدن أميركية كبرى للاسبوع الثاني على التوالي للتنديد بافلات عناصر شرطة يقتلون مشتبهين كونهم من السود من المحاسبة، ما اعاد تأجيج التوتر العرقي في البلاد.
فقد تظاهر سكان نيويورك كبرى المدن الأميركية للتعبير عن غضبهم بعد قرار لجنة محلفين كبرى عدم توجيه تهمة الى شرطي ابيض في مقتل رب عائلة اسود اعزل بعد تثبيته من عنقه اثناء توقيفه.
وقام المحتجون بقطع الطرقات والانفاق والجسور فيما هتف بعضهم "لا استطيع التنفس"، وهي العبارة التي رددها اريك غارنر (43 عاما) فيما كان عناصر الشرطة يحاولون تثبيته ارضا في اثناء توقيفه في 17 يوليو بتهمة بيع السجائر بطريقة غير شرعية.
كما جرت تظاهرات في شيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا وبالتيمور وواشنطن العاصمة حيث عرقل المحتجون السير قرب البيت الابيض فيما كان الرئيس باراك اوباما يضئ شجرة الميلاد التقليدية.
وبعد اسابيع على مقتل غارنر قتل شاب اسود اعزل في فرغسون في ولاية ميزوري برصاص شرطي ابيض براته لجنة محلفين كبرى في 24 نوفمبر، ما اثار اعمال عنف طوال اسابيع في هذه الضاحية لمدينة سانت لويس. واطلق دارن ويلسون 12 رصاصة على مايكل براون (18 عاما).
من جانبه نشر وزير العدل اريك هولدر خلاصات تحقيق ادانت الشرطة في قضية اخرى في كليفلاند في ولاية اوهايو (شمال) حيث قتل فتى اسود يبلغ 12 عاما بيد شرطي في 22 نوفمبر.
واكد "هولدر" ان شرطة كليفلاند تعتمد "القوة المفرطة" بشكل متكرر، بعد ان زار المدينة في اطار جولة على اجهزة الشرطة في اعقاب هذه الاحداث المتتالية.
ووردت معلومات عن حادثة جديدة يوم الخميس في اريزونا حيث قتل شرطي ابيض برصاصتين الرجل الاسود روماين بريسبون (36 عاما) المشتبه في قيامه بالاتجار بالمخدرات، وحاول الافلات من التوقيف بحسب رواية الشرطة التي اعترضت عليها محامية عائلته.
وتجمع عشرات الاف الناشطين في ساحة فولي في نيويورك قرب مقري البلدية والشرطة في المدينة وهتفوا "اغلقوه" وحملوا لافتات كتب عليها "السود كذلك حياتهم قيمة" و"العنصرية تقتل" و"فرغسون في كل مكان".
كما سارت مجموعة اخرى على جسر بروكلين حاملة لافتة سوداء تطالب بوقف هذه الاحداث " و10 نعوش سوداء تحمل اسماء اشخاص قتلتهم الشرطة في مختلف المناطق.
كما ندد المتظاهرون برفض هيئتي محلفين في كل من فيرغسون ونيويورك توجيه الاتهام لشرطيين ببشرة بيضاء مسؤولين عن مقتل رجلين أعزلين ببشرة سوداء.
ويعقد نشطاء الحقوق المدنية املهم على التحقيق الفيدرالي في القضايا.
وقال عمدة نيويوررك بيل دي بلاسيو إن شرطة المدينة التي يصل قوامها الى 22 ألفا سيعاد تدريبها على كيفية التواصل بصورة افضل والاحتفاظ بالهدوء اثناء عمليات الاعتقال.
واحتجزت الشرطة الاميركية اكثر من 80 شخصا على الرغم من ان المظاهرات كانت سلمية الى درجة كبيرة.
وفي هذا الاطار قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن الاحتجاجات انتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة مساء أمس مرة اخرى، تنديداً بقرار هيئة محلفين كبرى، بعدم توجيه أي اتهامات لرجل شرطة بمدينة نيويورك، بمسؤوليته عن مقتل رجل أسود، كان يبيع سجائر معفاة من الضرائب الصيف الماضي، فيما أفادت الشرطة باعتقال عشرات المتظاهرون.
وردد المتظاهرين عدة هتافات، من بينها "أوقفوا النظام بأكمله، وبدون عدل لا يوجد سلام"، كما رفعوا لافتات كتبوا عليها عبارة "لا أستطيع التنفس"، التي رددها جارنر قبل أن يلقى حتفه.
وأضافت الصحيفة أن المحتجين تدفقوا إلى حي مانهاتن السفلي، وعبر جسر بروكلين، فيما توجه البعض سيرًا إلى الطريق السريع "وست سايد"، حيث دخلوا في مواجهة مع الشرطة، بينما تجمعوا في واشنطن مساء أمس، بالقرب من متنزه "ناشيونال مول"، هاتفين "هذه هي الديمقراطية".
وأوضحت الصحيفة، أن المظاهرات ازدادت زخمًا لتصل أعداد المشاركين إلى عشرات الآلاف في مدينة نيويورك. وأشارت، إلى أن مدن بوسطن وبالتيمور وسان فرانسيسكو وشيكاغو وبيتسبرج شهدت مظاهرات ضد تبرئة الشرطيين.
وأيدت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة "هيلاري كلينتون"، قرار "أوباما" بتشكيل قوة لمراجعة أساليب الشرطة.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الولايات المتحدة، أمس الأول، بتعزيز محاسبة شرطييها على أفعالهم.
من جهته، عبر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن مخاوفه المشروعة لعدم إدانة محلفين في الولايات المتحدة أفراد شرطة متورطين في قتل مدنيين سود ،، داعيا الشرطة الأمريكية إلى مراجعة سياستها الأمنية.
وفي ضوء هذا الاحداث المؤلمة في الساحة الاميركية علق مراقبون ان هذه التطورات تؤكد بما لا يقبل الشك ان النظام الاميركي وتجربته الديمقراطية المشينة تستدعي التوقف عندها وهي في رسم طائلة تساؤلات كبيرة.