kayhan.ir

رمز الخبر: 111300
تأريخ النشر : 2020April22 - 20:26

مؤسسة فكرية أميركية: أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية غير قادرة على مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية


كتب "توماس سبور" مدير مركز الدفاع الوطني التابع لمؤسسة الابحاث الأميركية "هريتيج" مقالا، ذكر فيه، أنه في الـ 11 مارس الماضي اطلق نحو 30 صاروخا على قاعدة "التاجي" الجوية الواقعة وسط العراق مما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وجندي بريطاني وبعد مرور ثلاثة أيام فقط، سقطت صواريخ أخرى على هذه القاعدة الجوية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أميركيين آخرين ولهذا فلقد وجه عدد من المشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي الكثير من الانتقادات لمسؤولي البنتاغون بسبب فشلهم في توفير دفاعات صاروخية في القواعد العسكرية العراقية التي تستقر فيها القوات الأميركية والاجنبية وطرحوا العديد من التساؤلات حول لماذا لا يستخدم جيشنا نظام القبة الحديدية أو قدرات عسكرية أخرى لحماية الجنود؟ خاصة وأنه وفي وقت سابق، أثيرت الكثير من المخاوف المماثلة بعد الضربات الصاروخية الإيرانية على قواعد "عين الأسد" و"أربيل" الجوية ردا على اغتيال الشهيد "قاسم سليماني" ورفيقة "أبو مهدي المهندس".

وفي جزء آخر من مقاله، قال "سبور": "إن خلاصة القول هي أن أنظمة الدفاع الصاروخية الأميركية الحالية ليست مثالية للاستخدام في القواعد البعيدة. لم تتحسن دفاعاتنا الصاروخية منذ أن استخدمناها في ساحة المعركة العراقية بين عامي 2004 و 2010". وعلى صعيد متصل، لم يستبعد خبراء عسكريون أن تكون الدفاعات الجوية الأميركية تجاهلت في التصدي للصواريخ الإيرانية التي سقطت على قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق قبل عدة أيام، ورجحوا أن تكون المنظومة الأميركية فشلت في التصدي للصواريخ الإيرانية، خصوصا مع وجود أكثر من مؤشر على عدم علم أميركا المسبق بالهجمات التي أسفرت عن مقتل وجرح العديد من الجنود الأميركيين ولقد أكد اللواء "نصر سالم"، رئيس جهاز الاستطلاع العراقي الأسبق، أن الدفاعات الجوية الأميركية لم يكن بإمكانها التصدي للصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران. وأوضح أن أميركا لم يكن لديها تحكم كامل في منظومة الدفاع ضد الصواريخ، والتي يتم إدارتها من ولاية "كولورادو" غرب أميركا. وقال إن "المنظومة الخاصة بالتصدي للصواريخ لم تتمكن من رؤية الصاروخ قبل انطلاقه ولم تتمكن من استهدافه قبل الشروع في الإطلاق، أو بمجرد عودته للغلاف الجوي أي قبل بلوغه الهدف".

وأشار هذا المقال إلى أميركا بذلت الكثير من الجهود خلال السنوات الماضية لإقناع الحكومة العراقية للسماح لها بنشر عدد كبير من أنظمة الصواريخ "باتريوت" في عدد من القواعد العراقية التي تستقر فيها القوات الأميركية، إلا أن الحكومة العراقية لم توافق على تلك الطلبات الأميركية. ولفت ذلك المقال أنه حتى لو تمكنت الإدارة الأميركية من نشر عدد من أنظمة "باتريوت" الصاروخية في العراق، فإن تلك الانظمة لن تتمكن من التصدي للهجمات الصاروخية الإيرانية وهذا الفشل لنظام "باتريوت" من المحتمل أن يكون بسبب مجموعة من ثلاثة عوامل هي: تغيير قواعد حماية القوات الأميركية، والنقص العام في مخزون الدفاعات الصاروخية الأميركية، والقيود المفروضة على استخدام مثل تلك الأنظمة في العراق وعادة ما تكون هذه الأنظمة مخصصة لحماية عدد محدود جدًا من الاماكن الاستراتيجية المهمة والرئيسة.

كما كتبت هذه المؤسسة البحثية في جزء آخر من مقالها: بسبب العدد المحدود لأنظمة "باتريوت" الموجودة والمستوى المنخفض نسبياً للتهديدات السائدة في العراق في يناير 2020، كان نشر سلاح ناري لحماية 1500 جندي أميركي في قاعدة "عين الأسد" في يناير 2020 أمراً غير معتاد عليه تمامًا وذلك لأن هذه القاعدة كانت في حاجة لوضع الكثير من التدابير الدفاعية مثل بناء التحصينات والملاجئ ونصب عدد كبير من أجهزة الإنذار السريع وبالنظر إلى التوقعات المتزايدة للشعب الأميركي لحماية القوات الأميركية، فإنه يمكن القول أن القادة العسكريين الأميركيين يحتاجون إلى إعادة النظر في هذه الافتراضات.

ولفت هذا المقال إلى أنه حتى لو كانت هذه الأنظمة متاحة للاستخدام في العراق، فهناك قيود على أنظمتها التشغيلية وذلك يرجع إلى أن أنظمة "باتريوت" غير مناسبة للاستخدام على الخط الأمامي وذلك لأنه حتى الرصاصات ذات العيار الصغير يمكن أن تلحق الضرر بهذه الصواريخ الحساسة والضعيفة أو راداراتها ويمكن القول هنا أن أنظمة "باتريوت" تحتاج إلى مناطق آمنة خالية من خطر إطلاق النار المباشر من الأسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات.

إن كل هذه الاحداث تشير إلى أن أميركا بحاجة إلى تطوير نظام دفاعي صاروخي أقوى، ولكن هذا الامر يعتبر صعباً للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرادار ولكن قد يحل رادار الفضاء هذه المشكلة يومًا ما ولكن في مثل هذه الأثناء، ربما يكون الحل هو نقل جميع القوات الأميركية القاطنة في مدى الصواريخ الإيرانية إلى قواعد (في أي مكان في الشرق الأوسط) قادرة على استخدام أنظمة "باتريوت"، أو في قواعد أصغر لديهم أنظمة إنذار سريعة حقيقية.

وفي جزء آخر من هذا المقال، ذكرت هذه المؤسسة البحثية أن الجيش الأميركي يعمل منذ سنوات لحل مثل هذه التهديدات بطريقة أكثر تماسكًا، ويخطط لإطلاق نظام قابل للتطبيق لحماية الجنود عند تعرضهم لمجموعة متنوعة من التهديدات وتشمل التهديدات "صواريخ كروز" والطائرات بدون طيار ومدفعية العدو. بالطبع، هذا صعب، لأن كل من هذه التهديدات له مسار خاصاً للإطلاق وله سرعة مختلفة ونتيجة لذلك، من الصعب على الإدارة الأميركية المضي قدما في ببرنامجها الدفاعي الذي يدعى "IFPC" التابع للجيش. يذكر أن الإدارة الأميركية قررت في العام الماضي التركيز على برنامج "IFPC" وذلك من أجل التصدي أكثر للتهديدات التي تشكلها صواريخ كروز وبالإضافة إلى ذلك، ركزت الإدارة الأميركية على إنشاء نظام الدفاع الجوي قصير المدى، للتصدي للتهديدات مثل الطائرات من دون طيار.

وفي نهاية هذا المقال، ذكر الكاتب، أن إيران لديها أكبر برنامج للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وأكثرها تعقيدًا في الشرق الأوسط والحقيقة المؤسفة أنه طالما بقيت القوات الأميركية في المنطقة، سيتعين عليها حتماً العمل تحت التهديد المستمر لهجمات الصواريخ والقذائف الإيرانية. لذلك، يجب على الإدارة الأميركية التفكير في إيجاد طرق مبتكرة لحماية جندوها من الصواريخ والقذائف في القواعد البعيدة وإن تطوير صواريخ "باتريوت"، وتوزيع القوات في القواعد المحمية، وتحديث أنظمة جوية جديدة لتعزيز قدراتها الدفاعية هي حلول محتملة يجب النظر فيها بعناية.

الوقت