للمرة الألف حزب الله يصدم العدو
بين الفينة والاخرى يحاول الكيان الصهيوني ان يجرب حظه العاثر في اختراق قواعد الاشتباك مع حزب الله لتغيير المعادلة وموازين القوى في المنطقة فاذا به يتلقى رداً صاعقاً ومفاجئاً يهز أركانه ويخل في حساباته فيرتد خائباً يجر ذيول الهزيمة ويبلع الضربة دون الافصاح عن الجهة التي نفذت العملية.
وخلال الاسبوع الماضي وفي عملية عدوانية جبانة استهدف الكيان الصهيوني سيارة مدنية لحزب الله على الحدود السورية ـ اللبنانية أي قبل دخولها الاراضي اللبناني وهو امر مقصود بحسب ظنه الخائب ان الكلفة ستكون اقل متناسياً تهديدات الامين العام لحزب الله السابقة التي اعلن فيها ان الرد على اي استهداف في سوريا لن يكون محدودا بمنطقة معينة.
وفعلا بعد اقل من 48 ساعة نفذت عناصر حزب الله رجال الله الأشاوس عملية من العيار الثقيل في السياج الحدودي للعدو وعادوا الى قواعدهم سالمين دون أن تكتشفها أجهزة ونقاط مراقبته وهذا انجاز استراتيجي لما شكله من ضربة امنية شديدة مست عمق الامن القومى الاسرائيلي حيث استطاع هؤلاء الابطال وفي آن واحد فتح ثلاث ثغرات في السياج الحدودي وفي ثلاث مناطق مختلفة على الحدود مع فلسطين المحتلة.
ان الحدث الكبير الذي لم يفصح عنه الحزب كما فعل العدو في عدم تبنيه لضرب السيارة هي رسالة دامغة للقادة الصهاينة بان لا يلعبوا بالنار لان حزب الله لازال متمسكا بقاعدته المبدئية بان يحول التهديد الى فرص يندم عليها العدو.
ان هذه العملية الجريئة التي نفذها حزب الله بمهنية عالية تؤكد للعدو الصهيوني ان الحزب يمتلك الكثير من الخيارات للوصول الى مستوطنات الجليل وهذه احداها وليس كما طبل سابقا بخطر الانفاق على أمنه القومي واثار الضجيج حولها.
تعليق أحد الخبراء الصهاينة على هول عملية حزب الله وخطورتها بالقول "اننا طرقنا سيارة له واذا به يطرق كل حدودنا" يؤكد مدى ذعر العدو وهلعه من هذه العملية. ولا ننسى ان نشير انه وفي سباق تبادل الردع بين حزب الله والعدو، ان هذه العملية اثبتت للقاصي والداني مدى هشاشة أمن العدو ضعف نقاط مراقبته وفي المقابل نرى اقتدار تحرك حزب الله المباغت ومهنيته العالية وتفوقه الاستخباراتي لتنفيذ مثل هذه العمليات الاستراتيجية التي تقصم ظهر العدو بنجاح باهر تربك حساباته وتخل بموازين القوى وتقرب كيانه من الانهيار.
وليس ذلك على الله ببعيد..