العالم بعد كورونا ليس كما قبله
فيروس كورونا بقدر ما كان مرعبا للعالم ومخيفا له لدرجة هز أركانه من الاعماق خاصة الطغاة وكاد ان يحبس انفاس الجميع لكنه في نفس الوقت كشف الكثير من العورات بل اكثر من ذلك سيعود على شعوب العالم الكثير من البركات وستتغير موازين القوى وتنقلب الصورة تماما حيث ستغيب الغطرسة الاميركية والغربية التي كانت تتحكم بالعالم قبل ذلك حيث بان ضعفها في هذه الازمة خاصة على المستوى الاخلاقي والانساني والخدمي الى ادنى درجاتها اللاانسانية بدفع عشرات الطاعنين في السن الى مقاصل الموت وهنا برزت وحشية الغرب حسب اعتراف حتى رجال الغرب.
والامر الاخر الذي كشف عورة الغرب هو تبجحه ليل نهار عن ما قطعته من اشواط من التطور العلمي والطبي واذا به يبدو عاجزاً امام مواجهة هذا الوباء لدرجة باتت سرقة الكمامات والاجهزة الطبية سمة مشتركة بين دوله بدءا من اميركا وانتهاء ببقية الدول الاوروبية.
والانكى من كل ذلك ان هذه الدول وعلى راسها اميركا والتي كانت على الدوام تنعق انها هي من ترعى وتدير العالم واذا بها اصبحت عاجزة امام كورونا لادارة داخلها واستنجدت بالصين لمساعدتها للتغلب على هذه الازمة التي عصفت بالغرب وباكثر الولايات في اميركا.
وليومنا هذا لم يكشف اللغز الحقيقي لفيروس كورونا كيف بدأ وكيف انتشر عبر القارات ونفذ الى احدى حاملات الطائرات الاميركية وصولا الى البيت الابيض وحتى القصر الملكي البريطاني، كلها تساؤلات مرهونة بالمستقبل لكن ما هو مؤكد ان الاحباط القاتل الذي اصاب قادة الغرب على كافة الاصعدة دفعهم الى توجيه الاتهام الى الصين للتغطية على فشلهم وهزيمتهم امام هذا البلد في كل ميادين واولها النمو الاقتصادي المتزايد الذي بات يعكر اجواءهم خاصة الولايات المتحدة الاميركية التي منيت بهزيمة اقتصادية كبرى امامها حيث بلغت صادرات الصين عام 2019 اربع تريليون دولار في حين ان الصادرات الاميركية لنفس العام كانت 6/1 تريليون وهذا ينذر بنهاية النظام الرأسمالي الذي سيكون سقوطه مدويا اكثر مما حدا بالاتحاد السوفيتي سابقا لان اميركا تواجه اليوم ازمات اقتصادية كبيرة سواء من الفقر المتفشي بين اوساط الشعب حيث تؤكد الاحصاءات ان اكثر من 12% من الشعب يعيشون الفقر المدقع اضافة الى ان النظام الصحي في اميركا كارثي وانه اليوم يسجل اعلى نسبة في الوفيات والابتلاء بالفيروس من بين دول العالم.
واليوم يتفق الجميع ان العالم ما بعد كورونا ليس كما قبله وان دولا كالصين وروسيا وايران صاعدة لتأخذ دورها الطبيعي في العالم وان اميركا والدول الغربية اصبحت في الصف الثاني لدورها السيء والفاشل في مواجهة كورونا وانها ليس لم تقدم للعالم شيئ بل باتت تستجدي لها المساعدات وهذا هو الذي اخل بموازين القوى.