ألواح طينية؛ الشيعة وجلد الذات..!
قاسم العجرش
في ربع ساعة قضيتها في جولة سريعة؛ على مواقع التواصل الإجتماعي في الفيسبوك، وتويتر ومجاميع الواتساب، وجدت نقدا ولوما وتقريعا، بل وشتائم وسباب للساسة الشيعة؛ تجاوزت المعقول الى مديات بعيدة، بل تجاوزت حتى حدود الأخلاق والأدب أيضا!
صحيح أن المكون الشيعي يشكل غالبية الشعب العراقي، وأن نسبتهم السكانية تزيد عن 65%، لكن الصحيح أيضا؛ أنهم ليسوا موجودين في نظام الحكم القائم وفقا لنسبتهم هذه، بل ان القدر المتيقن؛ هو أن تأثيرهم في إدارة دفة الحكم لا يتعدى ما نسبته 33%، وذلك لأن معادلة الحكم التي رسمها مصمم العملية السياسية، وهو لم يكن عراقيا كما تعرفون، تعمدت تنحية تأثير عامل النسبة السكانية، وأعطت للمكونات الكبيرة الأخرى، وهم المكونين الكوردي والسني، نسبة تأثير في إدارة الدولة؛ مساوية بل وتزيد عن ما للشيعة..
الشيعة هم الاغلبية؛ الا أنهم ولكي بقى شيء أسمه عراق واحد موحد، إرتضوا أن يكون منصب رئيس الجمهورية للكورد ومنصب رئيس البرلمان للسنة، فيما أكتفوا هم بمنصب رئيس الوزراء، الذي تحول بإرادة مصمم العملية السياسة الذي أشرنا اليه، الى (رئيس مجلس الوزراء)؛ بمعنى أنه مجرد "منسق" للقرار الوطني وليس صاحبا له.
إنها مظلومية المكون الأكبر القديمة المتجددة، وهي تشبه مظلومية الأب؛ الذي يكدح ليل نهار من أجل عياله، لكن الويل له إذا أرتكب أحد أولاده خطأً، فالأب ملام دوما حتى إذا كان الأولاد كبارا!
السياسي الشيعي فاسد؛ لأنه إستثمر وجوده في مواقع المسؤولية، لتمشية طلبات منظومته الإجتماعية والسياسية، ولأن "نعمة" بانت عليه، وهو لص لأنه أمتلك بيتا وسيارة وأثاث جيد، وهو قاتل و"صكاك" لأنه قاتل الإرهابيين وهزمهم، والسياسي الشيعي غبي؛ لأنه لم "يردع" الساسة السنة والكورد، عندما حولوا مؤسسات الدولة الى إقطاعيات، ويكفيكم مثلا؛ وزارة التربية والتعليم؛ التي يديرها السنة بكفاءة لصوصية لا يعلى عليها، ووزارة المالية الإتحادية، التي حولها وزيرها الكوردي؛ الى بنك مركزي لحكومة إقليم كوردستان.
لا ننسى أن السياسي الشيعي؛ يوصف دائما بأنه منحرف أخلاقيا؛ لأنه تزوج من زوجة ثانية، وكأن ذلك حرام منزل بكتاب الله..!
ما أشرنا اليه وجه واحد فقط؛ من أوجه الحقيقة المتعددة الأوجه، لأن المنطق يفرض علينا ان نقول الحقيقة كاملة، فمن الإنصاف والعدل؛ أن نشير الى أن شركاء الشيعة؛ من الساسة السنة والكورد؛ كانوا ايضا فاسدين، بل أن فسادهم تجاوز فساد الساسة الشيعة بمديات لا تقاس، وإذا كانت الثروات الطارئة هي المقياس لمستويات الفساد، فإن عدد اثرياء الشيعة؛ يشكل رقما متواضعا جدا؛ إزاء عديد أقرانهم السنة والكورد!
ما تسبب به الساسة الشيعة، تسبب به زملائهم من سنة وكورد وغيرهم، وأي اخفاق في الحكومة والدولة هو أخفاق للجميع، لا يختص به الشيعة لوحدهم!
أليس من الانصاف والعدل؛ أن نشتم الساسة السنة والكورد، بكم من الشتائم يساوي على الأقل؛ ما نشتم به الساسة الشيعة!
إذا "كان" الساسة الشيعة سيئين جدا؛ فإن الساسة السنة والكورد "كانوا وما يزالون" أكثر سوءا، لأنهم لم يألوا جهداً لتخريب العملية السياسية، ومحاربة الدولة حتى بقوة السلاح، وعندكم "د1ع ش" وهي"ميليشيا" سنية محترفة لأبشع طرائق القتل، وهي "كانت: و:ما تزال" يد ضاربة بأيدي الساسة السنة، وعندكم أيضا المواقف التخريبية للعملية السياسية، التي مارسها الكوردي الإنفصالي رئيس الجمهورية، بعلنية وسبق إصرار وتصميم.
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الشارع الشيعي الناقم؛ الذي أحترف شتيمة الساسة الشيعة، وأغمض عيونه عن شركاء العملية السياسية الآخرين، هي أن بقية الشركاء؛ لو أستطاعوا أن يشكلوا أغلبية سياسية في البرلمان، لما أعطوا شركاءهم من الشيعة، أي منصب لا رئاسي ولا أقل من ذلك، بل ربما لا نجد حتى شرطيا شيعيا في الدولة العراقية.
كلام قبل السلام: حينما يشحذ أصحاب الأقلام ألشيعة أقلامهم، عليهم أن يضعوا الحقيقة كاملة على الورق، وأن لا يشيطنوا الشيعة، ويتركوا الآخرين ليتحولوا تلقائيا الى قديسين وملائكة!
سلام..