kayhan.ir

رمز الخبر: 110930
تأريخ النشر : 2020April15 - 20:28

الكيان الصهيوني ومجازفة اللعب بالنار


لا ينفك العدو الصهيوني عن مواصلة القرصنة والعمليات الارهابية على امتداد المنطقة، بدليل استهدافه سيارة مدنية بطائرة مسيرة ذات دفع رباعي امس الاربعاء في منطقة جديدة يابوس قرب الحدود السورية ـ اللبنانية.

لقد اثبتت تطورات الاحداث خلال فترة السبعين عاماً الماضية ان "اسرائيل" شر مستطير وانّ المنطقة لن تنعم بالامن والسلام والاستقرار ما دام المجتمع الدولي غير آبه بما ترتكبه تل ابيب من سلوكيات هوجاء وجرائم مسعورة بحق شعوب العالمين العربي والاسلامي.

الكيان الصهيوني الغاصب كيان همجي متوحش اولغ في دماء ابناء فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والعراق والاردن، وهو لا يتورع عن ممارسة الجرائم تلو الاخرى لتكريس مشروعه التوسعي الاستكباري الذي لا يرحم اياً كان طالما يقف ذلك عقبة في وجه مخططاته الشيطانية.

وعندما اهتزت "اسرائيل" جراء ضربات المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين منذ العام 1996 وحتى عام 2006، لم تتردد الحكومات الاميركية المتعاقبة عن مداهمة المنطقة عسكريا واحتلال بلدين عظيمين هما افغانستان والعراق، ابتغاء اضعاف روح المقاومة في صفوف الامة الاسلامية.

لقد جلبت اميركا واسرائيل الموت والدمار الى شعوب الشرق الاوسط ولاسيما منطقة غرب آسيا، وهما جاءا باستراتيجيات ومشاريع تستهدف تغيير خارطة المنطقة من جانب وتأجيج الفتنة الطائفية والتكفيرية فيها من جانب آخر.

إن التعرف على ماهية الكيان الصهيوني العدوانية ليس بالعمل الشاق، بيد أن من المهم ان يدرك العالم كله بان "اسرائيل" غدة سرطانية يستحيل مكافحتها الا بالاستئصال جذريا لما تمثله من خطر بغيض للبشرية كافة.

وبالعودة الى جريمة الاستهداف الاخيرة لما يقال عن انه سيارة مدنية تقل شخصيات ربما تكون تابعة لحزب الله، فان الواقع لن يغير من الامر شيئا لان "اسرائيل" مجبولة على الاغتيالات والمجازر منذ سنّي نشأتها الاولى حينما فرضها الاستعمار الاوروبية على العالم الاسلامي وهي كانت وماتزال بؤرة المؤامرات والاضطرابات والفتن في المنطقة والعالم.

المفاجأة هو نجاة من كانوا يستقلون هذه السيارة التي كانت تتحرك في الاراضي السورية، حيث اثارت الجريمة الانتباه الى محاولات الكيان الصهيوني خلط الاوراق في مناطق جنوب سوريا التي كانت مسرحا لانتصارات عسكرية حققتها دمشق على المجموعات الارهابية المدعومة من قبل "اسرائيل".

من الواضح انه لم يعد ممكنا التغاضي عن السلوكيات الصهيونية القذرة فضلا عن اعتبار "اسرائيل" طرفا للسلام في الشرق الاوسط.

فهذا الكيان ليس بحاجة الى شيء لكي يكشف عن نفسه، بانه سبب التوتر والازمات والكوارث وبانه لا يستطيع التخلي عن نوازعه الحاقدة في التعامل مع المنطقة وشعوبها وبالاخص مع دول محور المقاومة والصمود الساعية الى اعادة الحقوق المشروعة الى اصحابها.

اغلب الظن ان سوريا ومعها حلفاؤها يأخذون العدوان الاخير بمأخذ الحذر الشديد، وبما سيعرض العمق الصهيوني لضربات قد تكون اقوى لكي تفهم "اسرائيل" ان اللعب بالنار لن يرد عليه بباقات الورود بل بالصواريخ القاصمة.