مبادرة التحالف بوقف إطلاق النار ذريعة لوقف تحرير مأرب
عدنان علامه
إعتاد الشعب اليمني أن يسمع صوت غريفيث متزامناً مع إنتصارات الجيش اليمني وأنصار الله في الجبهات. وقد إرتفعت نبرة وتصريحات غريفيث مع سقوط جبهات نهم ومحافظة الجوف وكافة مديرياتها في وقت قياسي. فسبق المجاهدين إلى مأرب وذرف دموع التماسيح على معاناة المدنيين بعد صمت مطبق طيلة 5 سنوات على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها قوات تحالف العدوان بحق المدنيين الأبرياء. وقد تجاهل غريفيث اللائحة السوداء التي وضعت الأمم المتحدة دول تحالف العدوان عليها لإنتهاكها حقوق الأطفال والإنسان في اليمن.
وكان غريفيث وصل يوم السبت 07/03/2020 إلى مأرب والتقى بمحافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة، وعقد مؤتمراً صحفياً ، أكد من خلاله أن اليمن يمر بمنعطف خطير، فإما تحييد البنادق، وإما الانزلاق لوضع أسوأ. وأطلع على التصعيد الأخير للحوثيين في الجوف ومأرب. وهذا التحرك ليس بدافع إنساني وإنما بدافع التآمر على إنجازات وإنتصارات الجيش اليمني واللجان الشعبية ورجال القبائل. ويهدف إلى عرقلة تحرير مأرب.
ووصل عويل وصراخ غريفيث إلى أقصاه بعد إستهداف العمق السعودي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة مع مطلع العام السادس للعدوان.
قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بتاريخ29/03/2020 إن "التصعيد الأخير في القتال يتعارض مع ما أعلنه جميع الأطراف من التزام بالعمل على وقف إطلاق النار".
وعبّر عن "انزعاجه بشدة من استمرار وتصعيد الأنشطة العسكرية البرية والجوية في مأرب وما حولها والهجمات التي تبناها أنصار الله ضد السعودية".
وقال غريفيث، في بيان، الأحد 29/03/2020: "إن تصاعد الأنشطة العسكرية في اليمن خاصة بمحافظة مأرب (شرق)، مثير للجزع ومخيب للآمال، خاصة في الوقت الذي تتصاعد فيه مطالب اليمنيين بالسلام".
وجدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية لتهيئة بيئة مواتية لتحقيق وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد.
وأضاف: "يحتاج اليمن إلى أن يركز قادته كل دقيقة من وقتهم على تجنب وتخفيف العواقب الوخيمة المحتملة لتفشي فيروس كورونا".
وتابع غريفيث: "التصعيد الأخير في القتال يتعارض مع ما أعلنه أطراف النزاع من التزام بالعمل على وقف إطلاق النار، كما يتعارض مع استجابتهم الإيجابية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء القتال".
وأكد أنه "على اتصال دائم مع الأطراف في اليمن ويحثهم على أن يكونوا أكثر انتباهًا لما تحمله اللحظة الراهنة من إمكانيات وفرص هائلة لتحقيق السلام من جهة، ومن مخاطر جسيمة من جهة أخرى".
كما حث غريفيث، الأطراف اليمنية على "مناقشة الخطوات المقبلة في أقرب وقت، تحت رعاية الأمم المتحدة"
تذرع غريفيث بمحاربة فيروس كورونا الذي لا وجود له في اليمن حتى اليوم لتمرير مؤامرته. وقد طلب من أنصار الله رؤيتهم للحل السلمي الشامل في اليمن فقدموا له رؤية شاملة (مرفقة طيه) وأوعز إلى قيادة تحالف العدوان للإعلان عن وقف لإطلاق النار بدءاً من ظهر هذا اليوم ولم يشير نهائياً إلى مبادرة أنصار الله.وآمل التدقيق ملياً ولعدة مرات في مضمون البيان الرسمي الذي يحول العدوان إلى صراع بين مكونات الشعب اليمني ويريدون تكريس دور الدنبوع المنتهية مدة ولايته. ويفرضون أنفسهم حكماً وبإشراف غريفيث.
قال المالكي في بيان أمس إن التحالف، وبناء على الإعلانالسابق في 25 مارس بتأييد ودعم قرارات الحكومة اليمنية في قبولها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن لمواجهة تبعات انتشار فايروس كورونا (19-COVID) ودعوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي، ولجدية ورغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهد المبعوث الأممي لليمن وللتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار، فإن التحالف يعلن عن وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتباراً من يوم الخميس.
وأشار المالكي إلى أن المهلة قابلة للتمديد بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين ، وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الأممي لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن ، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
إن هذه المؤامرة تغيّب المعتدي المتمثل بقوات التحالف والتذرع بالتفرغ لمحاربة فيروس كورونا الذي لا يوجود له حتى الساعة في اليمن. ويؤكد النوايا الخبيثة لغريقيث وقوات تحالف العدوان التي تسعى إلى تفشي الكورونا في مناطق سيطرة الحوثيين. وما يعزز هذا الإعتقاد هو قيام طيران قوات تحالف العدوان بتاريخ 02/04/2020 بإلقاء كميات كبيرة من الكمامات والملابس الواقية في منطقة الكدحه بمديرية المعافر بمحافظة تعز دون أدنى تبرير للأسباب.
إن الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين دون رفع الحصار وفتح المطار هو كلام حق يراد به باطل. ويذكرني بخدمة رفع المصاحف في صفين وذلك لزرع الفرقة بين صفوف أنصار الله ولابد من معرفة الواقعة لتلافي تكرارها ولتلافي ألاعيب غريفيث حين أخرج أرنب وقف إطلاق النار في الحديدة من قبعته لإنقاذ تحالف من ذل الهزيمة في الحديدة والساحل الغربي. وها هو اليوم يخرج أرنب وقف إطلاق النار في اليمن ليمنع التقدم نحو مأرب وتحريرها.
إن الجيش اليمني وأنصار الله كانوا في موقع الدفاع عن الأرض والعرض ولا يزالون؛ وهم توّاقون إلى وقف العدوان ولكن مع المحافظة على وحدة وسيادة وإستقلال اليمن وكرامة وعزة شعبه. وقد أبدوا تجاوبهم وإستعدادهم لمبادرات السلام؛ ولكن ما أعلنه المالكي هو تأكيد على الإستمرار للعدوان بالرغم من الكلمات المنمقة للبيان والتي تدعي رغبتها بالسلام. وعلى غريفيث وتحالف العدوان أن يأخذوا العبر من مضمون الآية الكريمة {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (طه-69)
ونبقى مع مجريات خدعة رفع المصاحف حتى لا تتكرر مجددا وتصبح وصمة عار أبدية على جبين كل يمني:-
فبعدَ أن شعرَ معاويةٌ بن أبي سفيان أنهُ سوفَ يُهزمُ في صفِّينَ، إستعانَ بأبناءِ الدواهي والنوابغِ للخروجِ من المأزقِ الذي هوَ فيهِ، فأشارَ عليهِ عمرو بن العاص برفعِ المصاحفِ على الرماحِ في وجهِ جيشِ أميرِ المؤمنينَ (ع). وكانَ مالكُ الأشترُ قائدَ جيشِ الإمامِ(ع) قد سطَّر إنتصاراتٍ بارعةً في صفوفِ جيشِ معاوية، وعلى مقربةٍ من الوصولِ إلى خيمتهِ في صفِّينَ والنيلِ منهُ.
إلاَّ أنَّ خدعةَ رفعِ المصاحفِ وهتافاتِ جيشِ معاويةَ ب"لا حكم إلا لله" إنخدعَ بها أصحابُ الإيمانِ الضعيفِ والعقيدةِ المتزلزلةِ في جيشِ أميرِ المؤمنينَ(ع)، فإنقلبوا على الإمامِ(ع) وشهروا سيوفَهم عليهِ مطالبينَهُ بوقفِ الحربِ وبالتحاكمِ بالقرآنِ بينهُ وبينَ معاويةَ.
فتحالف العدوان يريد بشتى الوسائل ضمان عدم سقوط مأرب بيد الحوثيين فلجأ إلى مكر ودهاء غريفيث الذي سمع اليمنيون عويله لإنقاذ تحالف العدوان وليس لإنقاذ الشعب اليمني. ويريد تبرئة تحالف العدوان من إزهاق أرواح اليمنيين وإهراق دمائهم. وهم يقترحون بكل وقاحة أن يكونوا حكماً في اللقاءات المتوقعة وليس طرفاً يجب محاكمته لإقترافه مئات جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
إن قادة أنصار الله ضليعون بالتعامل مع غريفيث وأمثاله. ولن تنطلي عليهم شعوذته وسيلقى الرد المناسب لتجاهله المبادرة الشاملة للحل في اليمن بالإضافة إلى محاولاته لتكريس واقع الإحتلال ومرتزقته.
وإن غداً لناظره قريب