تكليف مصطفى الكاظمي في العراق، يعني...
وأخيرًا، وبعد حوالي شهر حافل بالأحداث، دخل العراق اليوم مرحلة جديدة من تشكيل الحكومة وإعادة الاستقرار، جراء تكليف مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء المكلف.
ما شهدته قضية تكليف رئيس الوزراء المكلف خلال الأشهر الأخيرة من تقلبات وبالتالي تثبيتها في شخصية الكاظمي أثبت أن الدستور العراقي مازال يحظى بالاحترام وأن الخضوع للدستور هو سيد الموقف وإن خطاب هادي العامري القاضي بان الأمور عادت إلى مجراها القانوني والطبيعي جدير بالتأمل في هذا المضمار.
ما حدث في العراق اليوم يدل على أن أيا من الجماعات القانونية الثلاث الناشطة في هذا البلد لا يحق لها التعرض على حق الأكراد البديهي في انتخاب الرئيس، وحقوق أهل السنة في انتخاب رئيس البرلمان، وحق الشيعة في انتخاب رئيس الوزراء. وترحيب الأكراد وأهل السنة بهذا الاتفاق اليوم يؤيد حق الشيعة القانوني كما يؤكد ضرورة التزام الجميع به.
وخلال الأشهر الأخيرة طفت تصريحات على السطح بشأن تفكك العراق وتقسيمه إلى مختلف الأقاليم و... وإن تعاطف المسؤولين العراقيين اليوم والإعلان عن إعادة توحيد البيت الشيعي في قضية الكاظمي شكل في الواقع كبحا لجماح التطرف الموجه من خارج الحدود العراقية.
إن التوقف عند التطورات التي حدثت في الأشهر السبعة الماضية في العراق، تلك التطورات التي بدأت بالاضطرابات وأعمال الشغب واستمرت في سيادة الفوضى وعدم الاستقرار، قد دفع السياسيين العراقيين بالتأكيد إلى إحاطة مفادها أن تعاطف اليوم يجب أن يستمر ويتواصل في الفترة المقبلة وفترة تشكيل الحكومة.
كل ساعات الأيام القادمة مهمة بالنسبة للعراق، والتسريع في تشكيل الحكومة معناه التسريع في التوصل إلى عراق قوي متمتع بسبل العيش الكريم والاقتصاد القوي وأخيرا البريء من التدخل الأجنبي كما تم التعبير عنه في المطالب الشعبية الأخيرة.
إن تكليف الكاظمي في الأيام التي تصادف الذكرى السابعة عشرة لاحتلال العراق من قبل أمريكا لا يخلو من الحكمة بالتأكيد. إنه يتضمن رسالة بأن تأمين الاستقلالية والحفاظ عليها بعيدا عن تدخل القوات الأجنبية لاسيما أمريكا يتصدر قائمة المطالب الشعبية الإصلاحية.
ورغم أنه مازالت هناك قاعدتان أو ثلاث قواعد اميركية في العراق لم يتم إخلاؤها بعد ، إلا أن اليوم تم تكليف رئيس حكومة وفي لأبناء المرجعية في فصائل المقاومة العراقية بغية تحقيق مآرب الشعب والمرجعية ومجموعات المقاومة،الامر الذي يبعث على السرور ويجب التوقف عنده بنظرة تفاؤل .
العالم