لتكن افغانستان للجميع
مهدي منصوري
الاتفاق الذي تم بين طالبان واميركا في الدوحة قد وضع الكثير من التساؤلات لدى الراي العام الافغاني لان هذه الحركة تمثل طرفاً واحدا من الاطراف السياسية الافغانية، ولذا وكما اشارت اوساط اعلامية افغانية ان هذا الاتفاق لم يكن موفقا لانه قد ابعد الحكومة عن حضور طاولة الحوار بحيث تتبادل وجهة النظر في كيفية تنفيذ الاتفاق هذا من جانب، ومن جانب آخر فان الافراد الذين ذهبوا للمباحثات مع اميركا لا يملكون الصلاحية باتخاذ القرار مما يمكن القول ان مثل هذه المفاوضات لا فائدة منها ولا يمكن الحصول على نتيجة تعود بالنفع على الشعب الافغاني.
والملاحظة ايضا ان اميركا ارادت من خلال محادثاتها مع طالبان ان تخرجهم من الحالة المزرية التي يعيشون فيها اذ حالة الانقسام والتفكك قد اضعف هذه الحركة بحيث لا تستطيع القيام بأي عمل كان، و لذلك فان اميركا تسعى ان تنقذها من هذه الصورة المأساوية لرفعها لان تكون لها وجود سياسي فاعل، رغم ان المفاوضات التي جرت بين الحكومة الافغانية وبعض القوى السياسية الاخرى مع طالبان ولعدة مرات قد وصلت الى الفشل وعدم التوصل الى نتائج تذكر بسبب تعنت طالبان وفرض بعض الشروط التعجيزية التي لا تنسجم مع حالة الوفاق القائمة الان.
وكذلك والذي ينبغي ان يكون هو ان لا يكون الاتفاق انفراديا ومن دون حضور فاعل للحكومة الافغانية وكذلك للامم المتحدة كطرف محايد يضمن حقوق جميع الافغانيين وان لا تصل الامور الى فرض طرف يشك في ارتباطاته على الاحزاب الافغانية الاخرى. ومن هنا فان الاتفاق قد لا يشهد النور أو يجد طريقه للتطبيق لعدم وجود اصحاب القرار.
ومن هنا وفيما اذا أريد لهذا الاتفاق ان ينجح لابد من مشاركة جميع الاطراف السياسية الافغانية ومن مختلف التوجهات وباشراف أممي على وضع صيغة مشتركة لادارة الحكم الجماعي القائم على توفير الحياة الآمنة والمستقرة للشعب الافغاني وحفظ سيادته واستقلاله.