kayhan.ir

رمز الخبر: 110035
تأريخ النشر : 2020February29 - 21:20

رسالة اميركا المنافقة


مهدي منصوري

عندما يصف الاعلام الاميركي بومبيو بأنه يكذب اكثر من سيده ترامب يعكس ان الدبلوماسية الاميركية قد خرجت عن واقعها الاصلي ولبست واقع النفاق وفبركة التصريحات والتي اوصلت اميركا الى حالة من العزلة الخانقة، وهذا الامر لم يقع تحت دائرة التحليل السياسي وغيره بل ان الوقائع على الارض تثبت ان ترامب اليوم يسعى وبكل ما يملك من اجل ان لا يغادر كرسي رئاسة الولايات المتحدة خاصة بعد ان ادرك ان وضعه في الانتخابات القادمة غير مريح بالنسبة له لان سياساته وقراراته الفردية والتي لا تنطبق مع اي معايير دبلوماسية او اخلاقية وانما جاءت على حالة العنجهية والتفرعن الذي امتلك شخصيته.

والمهم في الامر ان اميركا تحاول وتبذل اقصى ما يمكن من جهود وباستخدام مختلف الاساليب من اجل الايقاع بالجمهورية الاسلامية لما تحمله من حقد دفين ضدها فيما تتربص من اجل الحصول على فرصة مناسبة لتحقيق هذا الهدف. الا ان وخلال اربعة عقود من الزمن ونيف لم تستطع ان تصل الى هذا الهدف ولعدة اسباب ومعطيات قد يطول شرحها في هذا المقال.

وما رسالة بومبيو المنافقة بالامس القريب والتي يراد منها تلميع صورة اميركا لدى الشعب الايراني الذي يمر بمحنة فيروس كرونا والتي تضمنت ان بلاده مستعدة لمساعدة طهران في القضاء على هذا الفيروس، ان الهدف من هذه الرسالة لم يكن مساعدة الشعب الايراني او تقديم العون له بل هو نوع من انواع الحماقة الاميركية التي سبقتها الكثير من هذه الاساليب الجبانة التي يهدف منها الوصول الى اهدافها الاجرامية ضد الشعب الايراني وثورته المجيدة.

ومن نافلة القول ان القائمين على ادارة الحكم في ايران يدركون جيدا الهدف القذر من هذه الرسالة التي ظاهرها المساعدة الا انها تبطن الكثير من المعاني، وكيف يمكن ان تثق القيادة الايرانية باميركا التي حملت ولازالت تحمل راية العداء للشعب الايراني من خلال القرارات الجائرة التي تريد تضييق الخناق عليه او من خلال ماكنتها الاعلامية المعادية التي تنال من ايران وبصورة خرجت عن المألوف لزرع حالة من العداء بينها وبين شعوب ودول المنطقة وتوجيه التهم الزائفة لها والتي اثبتت عدم صحتها وكذبها.

ولذا فما حدا اليوم بومبيو الذي يرى ايران هي العدو الاول لاميركا ان يقدم المساعدة لها ان لم يكن هناك حاجة في نفس يعقوب كما يقال. وقد جاء الرد القاطع من الحكومة الايرانية وعلى لسان المتحدث باسم الخارجية الايرانية موسوي الذي اعتبر ان رسالة بومبيو وقحة وانه قد تم الرد عليها بما تستحق ولا يمكن ان نشير الى تصريح وزير الخارجية الايرانية ظريف الذي اعطى وصفاً دقيقا لشخصية بومبيو الذي قال فيه: بومبيو المهرج الصلف الذي يرتدي زي الدبلوماسية".

اذن فان طهران بل الشعب الايراني لايمكن ان ينخدع بهذه الاساليب الاميركية المتزلفة لانه يدرك جيدا ان ما يمر به من ازمات وعلى مختلف المنويات هو بسبب السياسة الاميركية الهوجاء التي لا تفهم ولا تدرك ولا تعي المعايير الانسانية والاخلاقية التي تتعايش عليها الشعوب والدول.