kayhan.ir

رمز الخبر: 109427
تأريخ النشر : 2020February18 - 21:28

مصير "إسرائيل" في الحرب القادمة تحدده الجبهة الداخلية!


يثم عبّاني

يكثر في الكيان الصهيوني الحديث عن عدم جاهزية الجبهة الداخلية للحرب المقبلة في الشمال، سواء من ناحية منظومات الدفاع الجوي أو عدم إدراك سكان هذا الكيان لحجم هذا التهديد المتربص بالجبهة الداخلية.

قدرة كيان العدو على حماية الجبهة الداخلية تكاد تكون ضعيفة جدًا أمام حجم الصواريخ اليوم الذي يتحدث عنه جميع الخبراء العسكريين في "إسرائيل"، بين 1500 الى 4000 صاروخ سيطلق يوميًا، ما سيشل منظومات الدفاع الجوي ويفرغ مخازنها بسرعة، الأمر الذي سيجعل الجبهة الداخلية مكشوفة وعرضة أكثر لوقوع خسائر لم تشهد "إسرائيل" مثيلًا لها منذ قيام الكيان الغاصب لفلسطين.

هذا التهديد دفع برئيس اركان الجيش الإسرائيلي "أفيف كوخافي"، الى الحديث عن الأمر قبل حوالي أسبوعين، لأول مرة في تاريخ "إسرائيل"، معلنًا للجمهور أن المطلوب هو "التوعية" فيما يتعلق بالجبهة الداخلية لحرب ستكون أصعب بما لا يُقدّر من كل سابقاتها. اللواء احتياط إسحاق بريك، مفوض شكاوى الجنود السابق، كتب في مقال في صحيفة "هآرتس" واصفًا اللامبالاة على صعيد الجبهة الداخلية "رويداً رويداً وقعت أمام أعيننا اللامبالية، مثل تصدعات في مبنى كبير. صحيح ان المبنى لا يزال قائماً، لكن التفتت في ذروته. هكذا هو حال الأمن في إسرائيل اليوم"، أي عند أي اهتزاز ستنهار هذه الجبهة أمام صواريخ لديها دقة أكثر وتزن مئات الكيلومترات من المواد المتفجرة.

نتائج الحرب المقبلة، اذا ما وقعت، ستكون كارثية على الجبهة الداخلية، وستجعل نتائج حرب "يوم الغفران" باهتة أمامها، نتائج على مستوى شل "إسرائيل" بشكل كامل، وتعرض مواقع استراتيجية وحيوية فيها للقصف، "تهجير" أعداد كبيرة في داخل "إسرائيل" من منطقة الى أخرى والى الخارج ايضا، إضافة الى وقوع خسائر كبيرة بالأرواح من جنود ومستوطنين.

حتى المناورة البرية اذا ما استخدمها الجيش الإسرائيلي في الحرب المقبلة، فهناك من يشكك في قدرتها على تحقيق نتائج مبهرة. اللواء احتياط بريك، وجه انتقادات كبيرة لجاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة، خاصة على الصعيدين اللوجستي ومخازن الطوارئ. أيضا أوري بَار يوسف، بروفيسور في العلاقات الدولية في جامعة حيفا، كتب مقالا في صحيفة "هآرتس" شكك فيه من القدرة على وقف اطلاق الصواريخ فقال "الجواب الذي يُعطيه الجيش الإسرائيلي للتهديد هو جمع الاستخبارات وقدرات هجوم من الجو ومناورة برية في لبنان، لاحتلال الأرض التي ستُطلق منها الصواريخ. ظاهرياً، يبدو هذا جيداً، لكن من المشكوك فيه أن يفلح. إذا كانت أجهزة الاستخبارات قد لزمها سنوات لتحديد أنفاقٍ ضخمة في الشمال، من الممكن الافتراض ان قدرتها على تحديد أنفاقٍ أصغر في العمق اللبناني، التي ستُخزّن فيها الصواريخ، هي أكثر محدودية". وتابع " في ظل غياب استجابة تكنولوجية ـ عسكرية فعّالة ضد تهديد الصواريخ، لا مناص من الاستنتاج أنه نشأت بيننا وبين أعدائنا حالة "توازن رعب". وضعٌ كهذا يفرض على صنّاع سياسة الأمن القومي لـ"إسرائيل" طريقة تفكير لم نعرفها في الماضي: ليس كيفية الانتصار في الحرب المقبلة بل كيف نمنع الحرب القادمة".

في الخلاصة، بالرغم من الحديث عن حرب لبنان الثالثة المقبلة، او كما يُعرِفها بعض الخبراء العسكريين الإسرائيليين بحرب الشمال الأولى، بدأت بعض الأصوات في "إسرائيل" تنادي بالعمل على تجنبها، ليس تعففا بل بسبب خسائرها الضخمة المتوقعة على الكيان الصهيوني، التي لم يشهد لها مثيل منذ تأسيسه، هذا على فرض انه سينتصر في هذه الحرب كما يدعي، فكيف إذا كانت حسابته عن تحقيق النصر خاطئة. حينها كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، "سنسمح بمغادرة السفن المدنية موانئ هذا الكيان محملة بالمستوطنين، في اتجاه واحد".