kayhan.ir

رمز الخبر: 108783
تأريخ النشر : 2020February05 - 20:42

لتتحمل الامارات تبعات تآمرها على ايران

مهدي منصوري

المراقب لدور الامارات السلبي في الاحداث الجارية بالمنطقة يثيره العجب و لم يكن يتوقع ان تقوم هذه المشيخة بهذه التصرفات التي لا تنسجم مع ما كان عليه رئيس الدولة الراحل الشيخ زايد الذي كان يسعى ويبذل الجهود من اجل ان تعيش في حالة من الامن والاستقرار والتصرف العاقل في وضع كان يعيش فيه الخليج الفارسي حالة الحرب الظالمة المفروضة على ايران الاسلام، ولكن الذي نراه اليوم ان التدخل السلبي للامارات في شؤون بعض الدول والذي يدفع الى تاجيج حالة النزاعات وعدم الاستقرار والتي اتضح بصماته وبوضوح في ليبيا والسودان وسوريا واخيرا في العراق من خلال ما تقدمه من امكانيات مادية ولوجستية للمندسين في التظاهرات من اجل ان تبقى هذه البلدان تعيش حالة اللااستقرار.

وكما اشارت الانباء اخيرا ان الامارات اخيرا استضافت اجتماعا لقوى سياسية تتجه الى تنفيذ المشروع الاميركي بتقسيم العراق الى دويلات صغيرة من دون ان تراعي الاعراف والمواثيق الدولية التي تفرض على الدول ان لا تتدخل في الشان الداخلي لدول الجوار بل عليها ان تساهم في كل مسعى يسير باتجاه حفظ علاقات حسن الجوار.

والسؤال المهم والذي ينبغي ان تجيب عليه الامارات لو ان العراق استضاف مؤتمرا او تجمعا سياسيا اماراتيا لتفتيت وحدتها وتقسيم اراضيها، فماذا سيكون موقفها؟ هل سترحب بهذا الامر ام انها ستسعى وبكل ما لديها من جهد ان تحشد الرأي العام الاقليمي والدولي لايقاف هذا التدخل لانه سيسبب بتدميرها؟ اذن فكيف يحق لها ان تفعل ذلك تجاه العراق؟.

واما الجانب الآخر والمهم وهو ان الذهاب بكلها وراء الكيان الصهيوني وبهذه الصورة المفضوحة والتي تشكل اعلان العداء للشعب الفلسطيني شيء لايمكن ان يقبله أي انسان حر في المنطقة، خاصة بمشاركتها في المؤتمر الصهيو – الاميركي الذي اعلن فيه تنفيذ صفقة القرن والتي تدمر القضية الفلسطينية ، الم يكن الفلسطينيون عربا؟ الم يضطهدوا ويواجهوا القمع والتدمير من قبل الصهاينة الم يلفهم الحصار القاتل الذي يحرمهم من ابسط الحياة المعيشية؟ فلماذا تكون الامارات طرفا في هذه المعاناة من اجل دولة عنصرية بكافة المقاييس والتي لا تريد ليس فقط للفلسطينيين بل لكل دول المنطقة الامن والاستقرار.

واخيرا فقد افادت الانباء ان هناك اجتماعا اميركيا صهيونيا بمباركة الامارات للتآمر على ايران ولا ندري هل ان قادة هذه المشيخة قد درسوا الامر من جميع جوانبه؟ وماذا سيكون تبعاته عليهم اولا قبل غيرهم لانها هي الراعية الاساس لهذا الامر، وكما هو معلوم ان الاحداث او ما يصيب المنطقة من ازمات لايمكن ان يستثني الامارات او ان تكون في معزل عما يجري بل قد يصيبها بالدرجة الاولى قبل غيرها، ولذا فان على القائمين بالحكم في الامارات ان يذهبوا للغة العقل والمنطق والالتزام بالمواثيق الدولية التي تربط وتحكم العلاقات بين الدول، والا فان أي تصرف او تحرك بسبب ارباك او قلق للمنطقة ستكون هي المسؤولة الاولى عنه وعندها فان الرد اذا جاء ومن اي طرف كان ستتحمل مسؤوليته بالكامل لانه وكما قيل البادئ اظلم.