آلاف الأسرى ومئات الآليات، هل نحن امام نهاية الحرب اليمنية؟
لم يفاجئنا العميد يحيى السريع الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، عندما اعلن ان هذه القوات اسرت فصيلا كاملا من الجيش السعودي واغتنمت مئات الآليات والمدرعات، و”حررت” مئات الكيلومترات طولا وعرضا في هجوم نوعي شامل حمل اسم "نصر من الله” شنته في محور نجران هو الاضخم منذ بدء العدوان السعودي على اليمن.
لعدة أسباب انه اتصل بصحيفة "راي اليوم” اثناء عملية ابقيق وخريص قبل بضعة أسابيع، واكد لنا انه سيتم اصدار بيان رسمي بهذه العملية الكبرى المستمرة منذ ثلاثة اشهر.
المتحدث العسكري السعودي العميد تركي المالكي لم يعلق حتى كتابة هذه السطور على هذه الانباء، ولكن التسريبات السعودية غير الرسمية التي نشرتها وكالة انباء بلومبرغ الامريكية وتحدثت عن احتمال قبول السلطات الرسمية في الرياض بوقف جزئي لاطلاق النار يؤكد ان هناك قناعة سعودية تتبلور بقوة بحتمية انهاء الحرب اليمنية تقليصا للخسائر، ووضع حد لهذا الاستنزاف المادي والبشري المكلف جدا.
كفة الحرب بدأت ترجح لصالح التحالف الذي تقوده حركة "انصار الله” اليمنية في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد شنها ثلاث هجمات كبرى على المنشآت النفطية السعودية كان آخرها الهجوم الكاسح على منطقة ابقيق، مركز اعصاب الصناعة النفطية السعودية، وتعطيل العمل في المصافي وعمليات معالجة النفط والغاز، وتخفيض انتاج المملكة حوالي خمسة ملايين برميل يوميا بسبب الحرائق الضخمة التي اشتعلت نتيجة قصف الصواريخ والطائرات المسيرة.
حركة "انصار الله” أعلنت وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، لتهيئة الأجواء الملائمة للقيادة السعودية للتراجع، والجلوس الى مائدة المفاوضات لإنهاء هذه الحرب، وسحب قواتها من اليمن، اسوة بما قيل ان الامارات فعلته، ولكن لم يصدر أي تجاوب رسمي علني من الرياض تجاه هذه الخطوة.
السيد عمران خان، رئيس وزراء باكستان، اعلن اثناء تواجده في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ان السلطات السعودية طلبت منه التوسط مع ايران في ملفات عديدة من بينها حرب اليمن، واكد اقدامه على اتصالات مع ايران في هذا الصدد.
الامر المؤكد ان هذه المعلومات التي كشف عنها العميد السريع ، وتعزز الموقف القوي لحركة "انصار الله” في الحرب اليمنية سيسرع بالتوصل الى تسوية سياسية سلمية للحرب في اليمن التي بات واضحا ان التحالف الذي تقوده السعودية لن يخرج منها كاسبا بعد خمس سنوات تقريبا من النزيف المادي والبشري، والمطالبات الدولية للسعودية بوقف القصف وسفك دماء اليمنيين.
حركة "انصار الله” صمدت وغيرت قواعد الاشتباك لصالحها، وباتت تملك اليد العليا، عندما ضربت في العمق السعودي، والحقت اضرارا مادية ضخمة في العصب السعودي الحساس، أي قطاع النفط الذي يشكل اكثر من 95 بالمئة من الدخل القومي السعودي.
حرب اليمن تقترب من نهايتها، ولا نستبعد وجود مفاوضات سرية يمنية سعودية لوقف اطلاق النار، وتحديد حجم التعويضات، وطبيعة العلاقات المستقبلية بين الجانبين، حلف "انصار الله” والتحالف السعودي الاماراتي.. والله اعلم.
رأي اليوم