نصر الله: ايران فقأت عين أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة
* لم يمر على النظام السعودي كهذا الوضع من الذل والمهانة والضعف والانكشاف، فسياسة مسؤوليه الحاليين ستعجل بنهايته
* جهود الجمهورية الاسلامية أدت الى حصانة في العالم الاسلامي من الوقوع في اتون الفتنة الطائفية
* ايران عملت على توحيد الفصائل والقيادات العراقية على تنوعها، ما أفشل سياسة واشنطن التي سعت لتفتيت العراق
* المقاومة جاهزة للرد على اية اعتداءات والمستوطنون المحتلون هم من يشعر بالخوف الان وليس سكان مناطقنا الجنوبية
* سوريا وايران وحزب الله قاموا باتصالات مع جهات المعارضة ودعوناهم للحل السياسي لكنهم جميعا رفضوا ذلك
* القضية الفلسطينية حق والجمهورية الاسلامية ونحن وكل المسلمين يجب ان يؤدوا تكليفهم الإلهي الشرعي فيها
* منذ انتصار الثورة الاسلامية اعلنت السعودية عداءها لايران لأنها ادركت أن وجودها يشكل خطرا على اميركا والصهاينة
طهران - كيهان العربي:- اشاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بوقوف الجمهورية الاسلامية في ايران امام مشاريع الفتنة الطائفية التي دعمتها السعودية في المنطقة، مشيراً الى قوة المقاومة في لبنان ضد الاحتلال الصهيوني والى فشل مشاريع واشنطن في العراق، والدور الكبير الذي أدته ايران في سبيل اخراج المنطقة من ازماتها.
وبانسيابية يضيء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ملفات المنطقة الشائكة والدور الذي تبذله الجمهورية الاسلامية في ايران على رأب الصدع ومواجهة مشاريع الفتن، التي تعمل عليها السعودية.
ويسهب السيد نصرالله في لقاء خاص مع مؤسسة نشر اثار قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي في حديثه ويضيء على الحالة السلبية التي تؤديها السعودية في تعاطيها مع قضايا المنطقة. ويؤكد ان تدخلاتها عادت عليها بالكره والتنفر، ويلفت الى انه لم يمر على النظام السعودي وضع كهذا الوضع من الذل والمهانة والضعف والانكشاف، فسياسة المسؤولين السعوديين الحاليين ستعجل بنهاية النظام السعودي.
واكد السيد نصر الله ان جهود الجمهورية الاسلامية في ايران ادت الى حصانة في العالم الاسلامي من الوقوع في اتون الفتنة الطائفية، فالسعوديون فشلوا في احداث حرب سنية شيعية،التي عملت عليها الرياض في كل من العراق وسوريا واليمن والمنطقة ككل.. وكله ببركات سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي انطلاقا من التكليف الشرعي وخصوصا قضية الامة المحورية، القضية الفلسطينية.
وحول العراق اكد السيد نصر الله ان الجمهورية الاسلامية في ايران عملت على توحيد الفصائل والقيادات العراقية على تنوعها، ما افشل سياسة واشنطن التي سعت الى تفتيت العراق وفرض دستور غريب عليه..كما اشار السيد نصر الله الى الدور الكبير الذي بذلته الجمهورية الاسلامية في مساعدة العراق والانتصار على جماعة "داعش" الوهابية.
واضاف: مشكلة السعودية مع عدة دول عربية هي امر قديم لا علاقة له بإيران، وعندما سقط الشاه وانتصرت الثورة الاسلامية اعلنت السعودية عداءها لإيران التي مدت منذ البداية يد الصداقة لهم لكنهم ادركوا أن وجود دولة اسلامية يشكل خطرا على اميركا والصهاينة وادواتهم في المنطقة، وقد قدموا لصدام في العراق 200 مليار دولار اثناء حربه مع ايران وقد قالت شخصيات سعودية في السابق بأنه لو كان بالامكان تقديم اموال اكثر لصدام لفعلنا .الذي بادر بالعداء لإيران هي السعودية ومشكلتها مع ايران هي نفس المشكلة التي كانت قائمة بينها وبين بقية الدول العرببية التي تتبنى القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة ،الصراع ليس صراع بالنيابة ونحن وبمعزل عن موقف ايران نرى بأن السعودية كانت في لبنان تعادي حركات المقاومة إذا فمشكلتنا مع السعودية لا علاقة لها بإيران .
وقال: عندما كان هناك عداء بين السعودية وجمال عبد الناصر لم تكن الجمهورية الاسلامية موجودة، لكن بعد انتصار الثورة وقيام الجمهورية الاسلامية وتبنيها للقضايا العربية والاسلامية أصبحت السعودية تعاديها.
وحول المقاومة في لبنان عاد الامين العام لحزب الله ليؤكد ان المستوطنين المحتلين هم من يشعرون بالخوف الان وليس سكان المناطق الجنوبية من لبنان.. ويشير الى ان المقاومة جاهزة للرد على اية اعتداءات وقد ثبتت معادلة توازن الرعب وفرضتها على الكيان الصهيوني بقوة.
وحول المسار الذي تم قطعه في سوريا وتم اختياره من قبل ايران وحزب الله وسوريا نفسها، قال السيد نصر الله: في البداية كان الخيار هو الذهاب الى الحل السياسي، وسوريا وايران وحزب الله قاموا باتصالات مع العديد من جهات المعارضة ودعوناهم للحل السياسي لكنهم جميعا رفضوا الدخول حتى في الحوار السياسي وقالوا ان النظام السوري سيسقط بعد فترة قصيرة، وهذا كان تقديرا خاطئا منهم وقد سارعوا للعمل العسكري وهذا كان الهدف الحقيقي لهم، وضرب الجيش السوري واسقاط النظام، وعندما ذهبنا الى خيار المواجهة المسلحة لم يكن أمامنا أي خيار آخر وهذا أخطر ما حدث في سوريا والعراق والبحرين واليمن .
وحول موقف طهران والحزب من القضية الفلسطينية حيث الفلسطينيين من أهل السنة، قال نصر الله: موقفنا واضح منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين وموقف جميع المراجع الدينية لدينا على الساحة الشيعية حتى لدى المراجع الذين يقال عنهم بأنهم تقليديون، الجميع دعا الى دعم القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال لفلسطين وكثير منهم قاموا بإعطاء جوازات خطية بجواز دفع جزء من الحقوق الشرعية وسهم الامام للمقاومة الفلسطينية.
القضية الفلسطينية حق والجمهورية الاسلامية في ايران ونحن وكل المسلميين يجب ان يؤدوا تكليفهم الإلهي الشرعي فيها.
واشار الى الموقف السعودي من القضية الفلسطينية وصفقة القرن وهذا الانبطاح والمذلة أمام ترامب أمر يسقط هيبة حكام السعودية الذين قدموا انفسهم في السابق كمستقلين واحرار، ففي السفر الاخير الذي قام به ترامب الى السعودية وما يقوله الآن في المهرجانات، وكلامه قبل ايام عن انه اتصل بالملك السعودي وأخبره بأن اميركا انفقت المال الكثير من اجل السعودية وعلى الرياض ان تدفع ،ويقول بأنهم دفعوا 450 مليار دولار في ساعة واحدة ثم ننظر الى الاعلام السعودي الصامت امام ما جرى هذا يشكل نهاية الذل امام ضحكات ترامب في الوقت الذي ان تحدثت به شخصية في العالم الاسلامي حول السعودي لغضبوا وحكموا عليه بالكفر وقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع دولته. بصراحة لم يمر في التاريخ السعودي وضع كالوضع الحالي من المهانة والضعف والانكشاف لذلك فإنهم لن يبقوا طويلا بحسب السنن الالهية والطبيعية التي تقول أنه "لا يمكن لهم أن يستمروا طويلا".
وبخصوص العراق، قال نصر الله: منذ البداية فيما يتعلق بالاحتلال الاميركي، موقف سماحة قائد الثورة وموقف الجمهورية الاسلامية كان رفض الاحتلال الاميركي للعراق، وقبل ان تقوم اميركا بغزو العراق هذا الموقف كان واضحاً، وبعد ان قامت بغزوه كان الموقف انه على الاميركان ان يرحلوا سريعاً من العراق وان يتركوا العراق للعراقيين، هذا في الموقف السياسي الكبير، ثانياً الجمهورية الاسلامية عملت على توحيد الاحزاب العراقية والفصائل العراقية والجهات المختلفة في العراق ليكون لهم موقف موحد ومنسجم، الامريكيون حاولوا كثيراً ان يستفيدوا من الاختلافات الداخلية في العراق لتثبيت احتلالهم ولتثبيت سيطرتهم، اذاً الامر الثاني هو العمل على توحيد وتنسيق مواقف الجهات والقيادات والفصائل والاحزاب العراقية على تنوعها الفكري والسياسي والمذهب والطائفي والمناطقي وكانت لدى الجمهورية الاسلامية علاقات مع الجميع، العرب والكرد والتركمان، السنة والشيعة وغيرهم.
الامر الثالث هو دعم الجمهورية الاسلامية الدائم لمواقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف والمتمثلة وعلى رأسها سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني حفظه ودام ظله، لان موقف المرجعية في النجف كان على درجة عالية من الاهمية والتأثير في صنع الاحداث المركزية والاساسية، مثلاً الامريكيون بعد احتلالهم للعراق ارادوا ان يفرضوا دستوراً وقانوناً اساسياً على العراقيين، لكن المرجعية الدينية رفضت وقالت الدستور يجب ان يضعه العراقيون ويجب ان يوافق عليه العراقيون، هذا على سبيل المثال، ايضاً من جملة الامور المهمة ان مسار المقاومة في العراق وفصائل المقاومة في العراق التي وقفت في مواجهة الاحتلال الامريكي هؤلاء كان يستلهمون القوة والمعنويات واشكال الدعم من موقف الجمهورية الاسلامية في ايران، وبالتالي الجمهورية الاسلامية لكان لها موقف معلن، ان المقاومة في العراق هي مقاومة مشروعة وهذا حق طبيعي للشعب العراقي ومن حق العراقيين ان يحملوا السلاح ويقاتلوا من يحتل ارضهم.
في نهاية المطاف الاميركيون لم يستطيعوا ان ينفذوا اغراضهم في العراق، طبعاً الجمهورية الاسلامية في مرحلة من المراحل بذلت جهداً كبيراً الى جانب المرجعية الدينية في النجف الاشرف لمنع وقوع حرب طائفية في العراق، لان التكفيريين الذين جاؤوا الى العراق نفذوا اعمالاً انتحارية في المناطق الشيعية، في الحسينات والمساجد والمقامات، حتى مقام الامام الحسين عليه السلام، وصولاً الى تفجير مقام الامامين العسكريين في سامراء، واغلب هؤلاء الانتحاريين كانوا من السعوديين، واغلب السيارات الانتحارية المفخخة ارسلتها المخابرات السعودية.
وما حصل في العراق من قبل داعش تقف خلفه اميركا وبعض دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية، وكلنا نذكر انه في الايام الاولى لخروج "داعش" في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وغيرها من المحافظات، و"داعش" خلال ايام قليلة سيطرت على مجموعة من المحافظات وامكانيات هائلة وشهدنا انهياراً للقوات العراقية، واصبحت داعش على بوابات كربلاء وبغداد واصبح الوضع خطير جداً، حتى في سامراء اصبحوا بعيدين عن مئات الامتار عن مقام الامامين العسكريين عليهما السلام.
لكن الجمهورية الاسلامية سارعت الى تقديم المساعدة، في الايام الاولى المرجعية الدينية اطلقت الموقف سماحة المرجع السيستاني ودعا الى الجهاد الكفائي، وبدأ العراقيون يتحضرون، ولكن العراقيين كانوا يحتاجون الى المساعدة الادارية والقيادية وكانوا يحتاجون ايضاً الى السلاح والامكانات لان جزء كبير من مخازن السلاح والذخائر سيطر عليها داعش، وكلنا يذكر انه في الايام الاولى الاخ العزيز الحاج قاسم سليماني والاخوة من حرس الثورة الاسلامية في ايران جاؤوا الى بغداد وقاموا بجمع الفصائل المقاومة وبالتعاون مع الحكومة العراقية في ذلك الحين المالكي الذي كانوا متعاونين وبدأت بدايات مقاومة "داعش" حتى انهياره.
وبخصوص الهزائم المدوية لاميركا في المنطقة، قال أمين عام حزب الله: في لبنان الحد الادنى منذ عام 1982 عندما قامت قوات العدو الصهيوني باجتياح الاراضي اللبنانية، هذا كان جزءاً من المشروع الامريكي والمخطط الامريكي للبنان والمنطقة، ومن ذلك الحين كل الخطط الامريكية والمشاريع الامريكية في لبنان فشلت، في عام 82 وبعد ذلك في 85 وفي 2000 وبعد ذلك في 2005 و2006، الان الامريكيون لا يستطيعون ان يفرضوا على اللبنانيين شيئاً لا يريده اللبنانيون، وكل محاولاتهم فشلت والحمد لله، والاسرائيليون كذلك.
والان الجنوب اللبناني هم لا يجرؤون لا ان يقصفوا ولا ان يخطفوا ولا ان يقتلوا ولا ان يدخلوا، هم في درجة عالية من الحذر والخوف، لانه ستواجهه المقاومة وسترد عليه وهذه ما نسميه قواعد الاشتباك الموجودة هناك، ودائماً الجنوب كان خائفاً، اليوم المستعمرون والمستوطنون والاسرائيليون في شمال فلسطين هم الخائفون، وليس اهل بلداتنا وقرانا ومدننا، هم الذين يخافون وهم الذين يبنون الجدران وهم يقيمون الخطط الدفاعية، دائماً كانوا في موقع الهجوم، الان هم في موقع الدفاع، دائماً كنا في موقع الدفاع، الان نحن في موقع الهجوم، نحن نهددهم باننا سندخل الى فلسطين المحتلة ان شاء الله.
ولذلك المعادلة تبدلت وتغيرت، وايضاً هذا من بركات انتصار الثورة الاسلامية في ايران وقيادة الامام الخميني وقيادة سماحة السيد القائد الامام الخامنئي "دام ظله" وهذا الدعم المتواصل والموقف الثابت للجمهورية الاسلامية في ايران الى جانب حزب الله وكل حركات المقاومة في العالم.