العضلات الأردوغانية بين البالون والواقعية.. ما مصير المنطقة الآمنة؟
هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتفعيل خطته حول المنطقة الآمنة خلال أسبوعين، في حال عدم التوصّل الى نتيجة مع واشنطن، ودعا أوروبا لدعمه بهدف إعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ إلى الشمالِ السوري.
ولكن كيف ستنتهي تهديدات اردوغان بتفعيل المنطقة السورية الأمنة خلال اسبوعين؟
وماذا يعني إرسال واشنطن السلاح للمقاتلين الاكراد بحجة "داعش"؟
يرى مراقبون ان "اردوغان اعتاد الهروب من أزماته الداخلية والحزبية الى الخارج والموضوع السوري".
ويعتبر المراقبون ان الحديث عن ارسال ثلاثة ملايين لاجئ سوري الى الشمال السوري ليس سوى ابتزاز للغرب. فأردوغان يهدد بأنه ان لم يقبل الغرب بموضوع المنطقة الأمنة فسيرسل اللاجئين السوريين الى اوروبا. ولكن العقدة في هذه الخطة، هي "هل ستقبل الولايات المتحدة بهذه الخطة"؟ وهل يمتلك اردوغان الاستقلالية الكافية لتنفيذ خطته؟
يعتقد بعض المراقبين أن اردوغان "شريك ذليل" للولايات المتحدة وتهديداته بتنفيذ الخطة التركية في المنطقة الآمنة مجرد "ابتزاز للغرب".
ويقول هؤلاء ان "تركيا الان تلعب بازدواجية كبيرة وهي في عنق الزجاجة. أنقرة تحاول كسب الوقت وتحاول ان توحي بأنها دولة اقليمية كبرى في هذه المنطقة وتحاول بأن توحي للعالم بأن لديها قرار مستقل".
ويؤكد المراقبون أن "الخطة التركية محكومة بالفشل، فبغض النظر عن الغرب واميركا، حتى روسيا لن تسمح له بتنفيذ هذه الخطة لأن موسكو وطهران تعتقدان بأن الحل هو ارجاع كل سنتيمتر مربع من الجغرافيا السورية الى حظن الدولة السورية".
ويرى بعض المراقبين أن اردوغان وبهذه التهديدات، يحاول أن يبتز الغرب بينما هو لا يتمكن من التحرك بسنتيمتر واحد دون موافقة اميركية والا كانت نهايته في ذلك.
ويعتقد المراقبون أن خطة اردوغان حول المنطقة الأمنة مجرد ورقة ضغط يحاول الرئيس التركي تفعيلها من أجل فرض رؤيته في الشمال السوري. ولكن الولايات المتحدة التي تكره اردوغان وترى نفسها مجبرة على التماشي معه، لا ترضى بمغازلته في موضوع الشمال السوري.
كثرت الاراء حول الأهداف الحقيقية وراء تهديدات اردوغان، ويرى الكثير أنها تهديدات جوفاء لغرض ضغوط تركيا على الغرب والولايات المتحدة.