فارين بوليسي: ايران محقة فلا تعرض اي دولة قدراتها للبيع
طهران/كيهان العربي: ذكرت مجلة فارين بوليسي الاميركية؛ ان سياسات حكومة ترامب وعلى العكس من الادعاءات والتوقعات، بدل ان تتسبب في تراجع ايران ساهمت في شدة هجوميتها.
واضافت: ان آلية العقوبات القصوى لادارة ترامب اضحت عقيمة. فرغم ادعاءات اميركا مازالت ايران تحشد من تحركاتها الاقليمية بالاستفادة من قدراتها غير المتكافئة. ويذكر ان ايران منشغلة في الخليج الفارسي بتعزيز تحركاتها، وهي تسير نحو خفض تعهداتها حيال خطة العمل المشترك كما ولم تحدد نشاطاتها الصاروخية، فيما ضاعفت من علاقاتها مع اللاعبين المحليين.
ان واشنطن تصبو لاجبار ايران التخلي عن المحاور الثلاثة الاساسية لامكاناتها الردعية؛ البرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي، ونفوذها الاقليمي، ولكن من وجهة نظر طهران فان التخلي عن هذه القدرات الردعية سيجعلها مسلوبة القوى. وان هذا المطلب كذلك طلبته واشنطن من "بيونغ يانغ"، ولكن لا تفاوض اي دولة على ما يبقيها قوية. وفي الحقيقة ليس لم تتخل طهران عن نفوذها الاقليمي وحسب بل زادتها هجومية.
والسؤال الملح هو: انه بعد عقود من الحظر والضغوط، هل ان ايران غيرت سلوكها في المنطقة؟ فالقوات شبه النظامية في المنطقة المدعومة من ايران، تضع القدرات الردعية والنفوذ بخدمة طهران. كما ان التكتيك غير المتكافئ لايران اقل تكلفة من الخيارات الاخرى، وهو عامل مهم لاسيما والحصار اثر على الجانب الاقتصادي لايران. كما ان هذه التكتيكات تعطي لزعماء ايران خصوصية ستراتيجية. فكلما تزداد الضغوط والتهديدات على ايران، يتضاعف جهدها الردعي. فهي القوات ارخص من الصواريخ والاسلحة النووية، كما ان توزيعها الجغرافي عقد الامور على اميركا وحليفاتها.
ان ما تغفل عنه واشنطن هو ان هذه المليشيات هي حليفة لايران قبل ان تكون خاضعة لاوامرها. والقلق الكبير لواشنطن يكمن في ان ايران قد دربت هذه القوات على الحرب البحرية، وهو بمثابة تهديد في الخليج الفارسي يصعب السيطرة عليه.