kayhan.ir

رمز الخبر: 100554
تأريخ النشر : 2019September06 - 20:38

ان لم يكن تحايلا فما هو؟


حسين شريعتمداري

كنا تطرقنا لهذه الحقيقة من قبل، بالرغم من الدليل الذي قدم مشفوعا باصل الموضوع، ولكن سكت عنه! واليوم حيث المهلة الاخيرة التي اعطتها الحكومة للاوروبيين لتفعل بعدها الخطوة الثالثة لخفض الالتزامات النووية، فيما بعض الشواهد تعكس تكرار ما حصل من قبل والخبر هو:

بعد يوم من التوصل لاتفاق جنيف (24 نوفمبر 2013)، كتب "فرد كابلن" الاعلامي الاميركي الشهير وكاتب عمود الصحف؛ نيويورك تايمز، ونيويوركر، ومؤلف عدة كتب في مجالات عسكرية وحربية ونووية، مقالا باستغراب، جاء فيه: "قبل اسابيع دعاني وبعض الاعلاميين مسؤول رسمي رفيع في البيت الابيض، كي يستطلع آراءنا حول مسودة اتفاق من المقرر ان يطرحهها اوروبا في مفاوضات (مجموعة 5+1 مع ايران) على الجانب الايراني.

ولما اطلعنا على نص المسودة كان قرارنا معا ان الايرانيين سيرفضون هذا النص قطعاً ... ولما نشر نص الاتفاق استغربنا للتوصل الى التفاهم حول نفس النص الذي اطلعنا عليه قبل اسابيع، فقبله الجانب الايراني دون اي تغيير فيه"!

ان تفاهمات ومفاوضات مضغوطة ومداولات مكوكية تجري هذه الايام بين مسؤولينا المحترمين مع الجانب الاوروبي. فاوروبا تطالب بايقاف برنامج خفض الالتزامات من قبل ايران حيال خطة العمل المشترك اذ اليوم هو موعد (الخميس الماضي) تطبيق الخطوة الثالثة، وهو مشروط برجوع اوروبا لخطة العمل المشترك وتنفيذ التعهدات التي فرضتها خطة العمل وهي لليوم لم تف بها.

ونحن واثقون بان خطة العمل المشترك غير ماضية كي نبقى ملتزمين بها! الا انه حتى في هذه المسألة عمد الاوروبيون تنسيقا مع اميركا( وهو اعتراف ماكرون الصريح) لتمرير خدعة جديدة.

فحين تفضل مساعد وزير الخارجية "عباس عراقجي" قائلا: "ان العودة لتطبيق كامل لخطة العمل المشترك منوط بالحصول على 15 مليار دولار لمرحلة تحدد باربعة اشهر، وفي غير ذلك ستستمر ايران في خفض التزاماتها حيال خطة العمل المشترك!"

وبالطبع سيغلب الظن ان هذا الاقتراح ـ رغم كارثيته ـ والذي تقدمت به وزارة الخارجية لاوروبا وفيه تهديد لاوروبا بانه اذا لم يلتزموا به، ستلجأ ايران لتنفيذ الخطوة الثالثة! حتماً إنه ظن خاطئ، لان فتح ائتمان بـ 15 مليار دولار من قبل اوروبا، ومما يؤسف له ان وزارة خارجيتنا تطرق المطلب الاوروبي كأقتراح من قبل ايران على اوروبا!

وهو اشبه شيء بان يقول لك الخصم وهو مديون لك بمليارات التومانات، خذ مليوني تومان وتنازل عن باقي مطالبك! وبينما تظهر انت انك مغبون في هذه المعاملة، وفي جعبتك مطلب ابعد من ذلك بكثير، فتقول بعصبية؛ إن لم تعط المليونين فلا اغض النظر عن دعواي!

اي ان تطرح مطلب الخصم كمطلب انت تدعي به!

وهكذا حدث في اتفاق جنيف وبشكل آخر، اذ وقع فريقنا النووي على مسودة نظمتها اميركا من قبل باعتبارها اتفاقية توصل الجانبان إليها من خلال التفاوض!

والجدير ذكره ان حزمة الـ 15 مليار دولار هي اولا؛ ليست نقدا بل هي فتح لخط إئتماني،

ثانياً؛ وفي الوقت الذي يطلق عليها وزارتنا الخارجية عنوان "بيع النفط سلفا" وفيه لا ضمانة لبيع نفطنا وانما الكلام حول مبادلة النفط بالغذاء والدواء!

ثالثا؛ ولنفترض امكانية بيع نفطنا، الا انه لاضمانة لاسترداد الاموال!

رابعا؛ ان هذه المعادلة تنطبق بالدقة على المعادلة المهينة "اينستكس" والتي زوقوها بشكل جديد!

خامسا؛ وكما قال الاخ العزيز "ياسر جبرائيلي" لا يستبعد ان يدعونا لمرحلة اخرى من المفاوضات كي نسترد اموالنا من بيع النفط!

وبالتالي على فريقنا المفاوض ان يلتفتوا بان ما يصبو اليه الاوروبيون هو تحايل جديد.