مجلة "نشنال انترست": راية الامام الحسين بيد الايرانيين ويعتبروك يا ترامب أنك يزيد العصر
طهران- كيهان العربي: ضمن عرض تحليل حول تاثير الايرانيين بملحمة عاشوراء، خاطبت مجلة "نشنال انترست" الأميركية رجال دولة البيت الابيض: ان ترامب الذي تحول الى "يزيد العصر" عليه ان يعتبر من تجربة "صدام حسين" الذي هاجم ايران قبل أربعين سنة، فعليه ان يحذر من هذه العاقبة.
وكتبت المجلة الأميركية في مقال؛ "ان اصداء الحسين ستسمع عاجلا في كل مكان، لا تهددونا بالحرب، نحن احياء وقد سللنا سيوفنا لنرد عليكم إذ حذفنا مصطلح "الاستسلام" من قواميسنا". هذه كانت عبارات اطلقها خطيب شيعي في سبتمبر عام 2018 في ايران. فالشيعة يجتمعون لاحياء شهر محرم المبارك، ويستمعون الى محاضرات الخطباء المحترمين حول بطلهم، الامام الحسين(ع). ان عاشوراء ـ العاشر من محرم ـ يوم العزاء، فالشيعة تحيي في انحاء العالم شهادة الامام الحسين (ع) وملحمة كربلاء في ذلك اليوم. الواقعة التي تبين دينهم ورؤيتهم حيال شؤون الدنيا.وكما تنعكس في بداية الخطبة فان الارث الحسيني يفعل فعله كمصدر للاقتدار، لاسيما والايرانيون يواجهون تحديات صعبة كالتهديد بالحرب.
وجاء في تحليل المجلة: واذا ما قرر الساسة الاميركان ان يشكلوا سياسة محددة بخصوص ايران، عليهم ان يعلموا انه مع الاخذ بنظر الاعتبار رؤية الايرانيين ومنها الحالة المزاجية الموروثة والوطنية والتي تحدد سياسة البلد، انها جزء من شخصيتهم. فتاريخ ارث الامام الحسيني وكيف انعكس على المشاعر الايرانية لهو مفتاح هام لدرك ماهية الايرانيين في ظل ظروف الازمات الشديدة.
وفي اشارة الى ملحمة كربلاء كتبت مجلة "نشنال انترست" الأميركية: إن قوات يزيد قد أوقفت قافلة الحسين في صحراء كربلاء، وبعد عشرة أيام من الحصار كان عليه اما الاستسلام أو أن يقتل مع 72 شخصا من انصاره. الا ان الامام الحسين إختار الشهادة وقتل كالشهداء. وهذه اللحظة الحاسمة شكلت لدى الشيعة مفهومين: الاول؛ ان الامام الحسين هو رمز كامل للشهادة ومقاومة الجبابرة.
الثاني؛ ان تملص الكوفيين عن نصرة الحسين في هذه الحرب اضحى وصمة عار لهم. فالذي تعهدوا سوف لا يصدر منهم رد سلبي لمثل هكذا نداء... وبعد انتصار ثورة 1979، اعتبرت الجمهورية الاسلامية والتي حملت راية الحسين، نفسها مدافعة عن المظلومين، واتحدت مع حركات المقاومة في أنحاء العالم.
واردفت المجلة بالقول: ان ادارة ترامب واعداء ايران في واشنطن يسعون لاظهار ان الحرب مع ايران سهلة وسريعة. فيما ادعى جون بولتون خلال خطاب عام 2019 امام انصار منظمة المجاهدين ـ والتي كانت اميركا تعتبرها منظمة ارهابية ـ ادعى انه سيعقد تجمعا مشابها في طهران، اي ان اسقاط النظام في ايران سيكون قريبا. كما وقال السيناتور الجمهوري "توم كاتن" لولاية آركانزاس، والمعروف بعدائه لايران، بان اميركا ستنتصر على ايران من خلال هجومين.
وقالت: ان هكذا تصريحات لا دليل على واقعيتها. ففي آخر حرب من العيار الثقيل لايران بعد هجوم العراق عام 1980، فكان صدام حسين مثل ادارة ترامب يتصور انه يستغل نقاط الضعف في ايران بعد الثورة وعدم استقرار الاوضاع. ورغم ان العراق سجل انتصارات في البداية واحتل خرمشهر، الا ان هذا الهجوم الاجنبي اثار الناس واندفعوا للصد عن ارضهم مما عزز من موقعية الجمهورية الاسلامية".
وجاء في المقال: وفي الوقت الذي كان العراق اكثر استعدادا وتنظيما ويتمتع بدعم القوى الدولية، كانت ايران تتمتع بآيديولوجية قوية جدا.
مشددة أنه على العكس من اهالي الكوفة الذين تخلوا عن الحسين في الحرب، فالايرانيون لم يرضخوا للاستسلام وقدموا ارواحهم فداء وقاتلوا تحت لواء الحسين، فاستشهد مئات الآلاف خلال حرب لثمان سنوات.
وكتبت، لقد تمكنت ايران بهذه الحالة من الايثار من استحكام خطوطها الدفاعية وبالتالي استعادت خرمشهر وسحبت الحرب الى داخل العراق ... واليوم نشهد قدرة الجيش الايراني وتطوره التسليحي كقوة في المنطقة...
وقالت المجلة، ان ترامب الذي خرج من خطة العمل المشترك فرض عقوبات على ايران اثرت على المواطن العادي، مما تحول بنظرهم الى يزيد العصر، اي اضحى انعكاساً للظلم والتعسف... ورغم ان الهجمات بالطائرات المسيرة وايقاف ناقلات النفط تبدو اجراءات خطرة يمكن ان تنتهي الى التفاوض، الا ان هكذا اجراءات تتلقاه ايران في اطار دفاعي، فهي تدافع عن اراضيها ومياهها".
وشددت المجلة الأميركية على انه ليس هناك فرصة للاستسلام. فملحمة كربلاء ارث للمقاومة امام الظلم، والبطل الاصلي استحق فائق التقدير لاعتراضه على الظلم. وان لحظة فداء الحسين جعلته خالداً. وفي اي تحليل لتكلفة الحرب مع ايران، من الضروري ملاحظة مدى جسامة هذه الحالة.
وخلصت مجلة "نشنال انترست" في تحليلها بالقول: على ادارة ترامب ان تتصرف بحكمة وان تنهي سياسة الضغوط القصوى، وعلى ترامب ان يستذكر تجربة "صدام حسين" الذي هاجم ايران قبل اربعين عاما، عليه ان يحذر من الوقوع في مصير مشابه.