هزائم «إسرائيل» الموعودة وجنود الدمية الفضيحة ومعادلة طائرة بطائرة!
جهاد أيوب
ما قامت به «إسرائيل» من فعل غباء في عملية استشهاد حسين يوسف زبيب وياسر أحمد ظاهر في سورية، ومن ثم العملية الفاشلة في الضاحية الجنوبية – معوّض – مقر الوحدة الإعلامية لحزب الله – هي افتعالات حرب انعكست عليها، وتحديداً ومباشرة بعد خطاب السيد حسن نصرالله الأخير، وأوقعتها في شرّ أفعالها، وجعلتها تعيش هزائم حرب قبل وقوعها، وعلى يد حزب الله الذي يحدّد الزمان والمكان وطبيعة الردّ الحرب الخاطفة !
– هزيمة جراء وحدة الصف في أركان الدولة اللبنانية، وحسم الموقف من قبل رئيس الجمهورية الذي أثبت أنّ لبنان هو الوطن وهو رئيس كلّ الوطن، وموقف رئيس مجلس النواب كان واضحاً، وثبات موقف رئيس مجلس الوزراء كان صافعاً، أما أصوات النشاز فلم تعُد تعوّل عليها «إسرائيل»، ولا قيمة وجودية لها في الداخل اللبناني لغير الصعصعة!
وما أزعج الأميركي والإسرائيلي أكثر هو ردّ حزب الله المباشر على وزير خارجية أميركا «بومبيو»، حينما اتصل بالرئيس سعد الحريري عارضاً ضمانات بأنّ «إسرائيل» لن تُعيد ما قامت به، ولن تكرّر فعلتها، وليصل الجواب مباشرة بأنّ الحزب يقبل الضمانات الأميركية شرط أن تنال «إسرائيل» كفاً محرزاً من المقاومة!
– هزيمة الخوف من حرب افتعلت هي شرارتها مع حزب الله، وهي مقتنعة جيشاً وشعباً وقيادة خسارتها، وتعيش لحظة منتظرة لوقوعها ويتحكّم بها حزب الله!
– هزيمة في عدم فهم ردّ فعل المقاومة، وما سيقوم به حزب الله الذي أرسل رسالة واضحة بأنّ هدفه قدرة وليس شخصاً، وبأنّ الردّ لا علاقه له بالتوقيت بل بالهدف ولا ينتظر مناسبة، وهذا ما يُخيف «إسرائيل» أكثر!
– هزيمة مصحوبة بعدم استيعاب «إسرائيل» لفعلتها، فهي بعد خطاب السيد حسن نصرالله، حيث حدّد أنّ ردّ المقاومة على استشهاد حسين وياسر في سورية لا علاقة له بردّ حادثة الضاحية التي حدّد الهدف وطبيعة الردّ والسلاح، أما لاستشهاد المقاومين فسياقه موضعي له علاقة بميزان القوى وبتنفيذ ما كان السيد قد حدّده في حركة الصراع في سورية، ولا خلط بين الحادثتين، وأنّ الردّ في موضوع شهداء سورية سيكون حتى على الردّ!
نعم «الردّ على الردّ» بمعنى في حال استشهاد أحد المقاومين خلال عملية الردّ سيتمّ الردّ الآخر، ولن تنتهي المحدلة حتى ينتهي الإسرائيلي من حماقاته في عدم فهمه قدرة الحزب العسكرية، ولقدرة الحزب في الربط التي يتمتع بها في أكثر من مكان!
– هزيمة الصراع الداخلي وفي صفوف الجيش الصهيونيّ والقيادات العسكرية والسياسيّة بعد انكشاف الدمية أو «المريونت» من قبل الزميل علي شعيب، والتي أحدثت شرخاً كبيراً في «إسرائيل»!
وللتذكير، ولربما ينفع، عام 1986 مارس العدو الصهيوني الخديعة ذاتها في موقع السويدة، وخلال ساعات كشفت المقاومة فعل الغباء والهبل العسكري لجعل دمية «ماريونت» تحرس الموقع. فما كان من عناصر المقاومة غير اقتحام السويدة من الهدف ذاته الذي تحرسه دمية الاستهتار أيّ من جهة اللويزة! واليوم بعد 35 سنة لا تزال «إسرائيل» تعيش الخديعة ذاتها رغم اكتشافها في حينه. وهذه أفرزت أزمة عند القادة الصهاينة، ودلّت على خلل كبير يعيق التجربة الإسرائيلية مع المقاومة، وأنه لا يوجد نقل تجارب إلى الجيل الجديد في صفوف جيش الصهاينة!
– هزيمة من خلال تحقيق أهداف كلام السيد، حينما قال: «تحويل التهديد إلى فرصة»!
وهذا يعني حدوث ما أسّس إليه السيد نظريّاً منذ سنة في كيفية استطاعة حزب الله وضع معادلة الحدّ من التحليق المستمرّ لطائرات «أم كا» في سماء لبنان دون كشف ترسانة المقاومة المضادّة للجو، أيّ ما هو سلاح الإبداع الجوي الذي سيكشف عنه الحزب دون انكشاف سلاحه ويحقق الأمرين معاً!
العقل الإسرائيلي الأحمق بعد فشل عمليته في الضاحية قدّم للمقاومة الضوء الأخضر لبداية مرحلة جديدة من صراع «طائرة بطائرة»، فرصة ذهبية للمقاومة في إعاقة الجمع الاستخباري الصهيوني من الجو ولو بعدم إسقاط جميع الطائرات المقصودة بل بإعاقتها، وهذا سيستمرّ مطولاً، لا بل دخل حزب الله منظومة دائمة في لجم حركة «أم كا»، ولن تكشف المقاومة عن أسلحتها، فهي تملك الجواب ولن تملكه «إسرائيل»، ولن تملكه بعد اليوم!
ما أقدمت عليه «إسرائيل» تجاه حزب الله انقلب عليها لتصبح هي رهينة انتظار ضربة تنالها من لبنان!