حقيقة المقاومة شاخصة في الجهاد الاكبر
صحيح ان نهج المقاومة الاسلامية يتلخص في مقارعة الظلم والدفاع عن الشعب الفلسطيني لما يعانيه من تعسف واضطهاد لثمانية عقود، ولكنها ليست عصابات مسلحة قانونها الاساس يتبنى على القتل والحراب، وانما حقيقة الفصائل هذه سواء في قطاع غزة أم في جنوب لبنان تأسس على درك وفهم لمبادئ الاسلام الحقة لا على اساس التعصبات القومية والمذهبية، وهذا هو سر شعبيتها واستحقاق المباركة من علماء الأمة ومساندة الجمهورية الاسلامية الايرانية لمواقفها المبدأية.
ولكي تتضح الصورة اكثر نلقي نظرة عاجلة الى ما اسفرت عليه أعمال العنف الطائفي المتواصلة منذ الخميس المنصرم في شمال غرب باكستان والتي بلغت اكثر من 119 قتيلا واصابة 159 آخرين بحسب ما افاد به مسؤول محلي، في منطقة "كورام" في اقليم خيبر بختو نخوا. ومنذ الصيف خلفت أعمال العنف في اقليم كورام عند الحدود مع افغانستان اكثر من 150 قتيلا.
فالمجاميع السلفية التكفيرية في باكستان تتسلم دعمها المالي من دول اقليمية لتأسيس مئات المدارس الدينية والتي تعتبر وقود تنظيمات مثل؛ داعش، والقاعدة، وجيش الصحابة، وعسكر جنجوي، وعسكر طيبه، وجماعة تحريك، وجماعة طالبان الباكستانية.
وشتان ما تفرزه هذه العصابات الوحشية التي لم تفهم من الاسلام إلا الذبح والتقتيل، وبين فصائل المقاومة التي تدربت على تربية النفس قبل ان تخوض ساحات الوغى. فالفئة التي طوت مرحلة الجهاد الاكبر تكون الرؤية واضحة لديها مع من ينبغي ان ترفع السيف ولا تسلطه بتاتاً على اُناس مسالمين لانهم كما قال الامام علي عليه السلام؛ إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق. ولذا استجمعت قواها في محاربة كيان الاحتلال قاتل الاطفال والنساء والشيوخ والمولع بتدمير منازل المدنيين.
وبذلك يتضح للعالم الاسلامي اجمع ـ الا من اعمته العصبية والعمالة للاجنبي ـ هذا التفاوت بين هذه الفصائل الاسلامية المقاومة للعدو الصهيوني وبين الجماعات التكفيرية السلفية التي لا يوجد في قاموسها محاربة الصهاينة وحكام اميركا بل انتهجت مسار تدمير وحدة المسلمين ودرست فتاوى تكفير من يختلف عن مذهبهم الاهوج الاخرق ويحسبون انهم يحسنون صنعاً.
إن الامة الاسلامية لا تشكو من نقص العدد او الثروات الكافية ولكنها تحتاج الى قادة واعين يبينون لها ما ينبغي ان تفعله في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، وليس بمستغرب ان تختار المقاومة الاسلامية الفلسطينية ملاذها الآمن ومعتمدها في استمرار نضالها في إمامة السيد الامام الخامنئي بعد ان مرت بتجارب عدة في اوقات مختلفة تيقنت ان سماحة قائد الثورة هو بحق ولي أمر المسلمين ولا تأخذه في الله لومة لائم بعد أن اعطى لكل جهة ثورية فرصة اختيار مصيرها في خضم الاحداث المؤلمة التي مرت بها شعوب المنطقة لاسيما في اعمال الشغب في سوريا، من قبل نفس الجماعات التكفيرية التي لم يكن هدفها سوى ضرب وحدة المسلمين وعندما تريد ان تعالج ترقد في مشافي تل ابيب في ظل رعاية المجرم نتنياهو نفسه.
والعاقل تكفيه الاشارة.