kayhan.ir

رمز الخبر: 197727
تأريخ النشر : 2024November18 - 20:18

رسالة علماء الامة

 

ان الثورة الاسلامية كمشروع اختزنت تنظيرا متكاملا لهيكل الصراع ومواجهة الكيان الصهيوني منذ اليوم الاول لتأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، فيما انها اسلامية في انتمائها الفكري وقيادتها وشعاراتها، ترى في الاسلام الحالة الفكرية الوحيدة القادرة على ادارة الصراع بينما فشلت التجارب الماضية. لذا من الطبيعي ان يبدأ الغرب ممارسته العدائية منذ لحظة الاطاحة بالشاه، بينما الخمود يخيم على المنطقة. فسنون الظلام مرت على امتنا عاشت وطأة الوان من الاستعمار اوقفت مسيرة النهضة وسبل الابداع، والموقف الغربي فيما يخص ازمة الشرق الاوسط لم يحصل بشكل طفرة بل حصل هنالك تصعيد في التآمر على الشعب الفلسطيني خاصة، اذن فالدول الكبرى هي جزء من المؤامرة منذ قيام الكيان الصهيوني.

والمشكلة لدى بعض علمائنا انهم إكتفوا بالخطاب التربوي الديني على ان تفهم الاجيال التعاليم والاحكام من اجل حياة افضل اي ركزوا على التغيير السلوكي والتغير السلوكي لا يعني تغير القيم. فكانت الامة بحاجة لفهم مصطلح الثورة والذي يعني التجديد والارتقاء.

من هنا وجه بالامس المئات من علماء السنة في ايران دعوتهم الى علماء العالم الاسلامي من خلال رسالة لهم، حثوهم لتحويل بياناتهم وخطاباتهم لافعال لمواجهة جرائم الابادة التي تمارس بحق اهل غزة وامتدت الى لبنان وقد تشمل دولا اسلامية اخرى. فكان تركيز الاجماع على ان جرائم العدو الصهيوني تتم بدعم علني من اميركا وعدد من بلاد الكفر الاوروبية. فيسعى الكيان بدعم متوقع من الحكومة الاميركية الجديدة "اي ترامب" بضم الضفة الغربية بالكامل الى الكيان المحتل.

فالقوى الدولية تحاول بشكل مباشر وغير مباشر العمل على تمرير واقع احتلالي لجنوب لبنان تنفذه "اسرائيل" وتضمن من خلاله اميركا تنفيذ البند الاول في مشروعها (الشرق الاوسط الجديد) بعد ان فشلت عام 2006.

فالتهجير الممنهج في كل من غزة ولبنان تمهيداً للقضم الستراتيجي والتوطين. فالسياسة الاميركية في المنطقة مرتبطة بالمخطط الصهيوني ولا علاقة لها بمن هو الرئيس الاميركي الجديد، فهي سياسة قديمة للدولة العميقة في اميركا يُعمل عليها منذ نهاية القرن التاسع عشر، وان مرحلة ترامب هي جزء منها.

ان قطب الرحى في هذه المواجهة يتمثل في الموقف الثابت للجمهورية الاسلامية الايرانية. لذا فليس مصادفة ان نشهد بين الفينة والاخرى حباكة اخبار تضعف من نصاعة الدور الايراني وآخرها خبر تم تكذيبه بشكل قاطع من قبل الخارجية الايرانية بلقاء مندوب ايران لدى الامم المتحدة مع مستشار الرئيس الاميركي الجديد "ايلون ماسك". ولا تنطلي هذه الألاعيب على الولائيين في العالم الاسلامي، فعلى سبيل المثال قال ممثل حزب الله في قم المقدسة الشيخ معين الدقيق وهو يخاطب الشعب الايراني:

"انكم تملكون اقوى سلاح وهو ولاية الفقيه ووجود الامام الخامنئي. ان ولاية الفقيه اعادت الينا العزة والشهادة، واننا نقاتل جنود "اسرائيل" وجهاً لوجه وهم يهربون لاننا تعلمنا في مدرسة الامام الخميني(رض) بان الاسلام اغلى من الحياة". وهذا ما اقرت به مصادر عبرية بان حزب الله مازال يمتلك القدرة على الاستمرار في الحرب واجبار ملايين الاسرائيليين على البقاء في الملاجئ يوميا. ولن يتسرع الحزب في قبول مقترح وقف اطلاق النار. وهو ما صرح به الجنرال الاسرائيلي "اسرائيل زيف" بان حزب الله قد حسّن من موقفه وبالتالي فان بنود مسودة الاتفاق التي اقترحتها اسرائيل بلا قيمة وما لم يتم منح حزب الله مكاسب او تنازلات ملموسة فلن يوافق على وقف اطلاق النار.