kayhan.ir

رمز الخبر: 193027
تأريخ النشر : 2024August21 - 20:40

يغادر بخفي حنين

 

كما توقعنا سابقا وتوقع معنا الكثيرون ان الجولة الاخيرة لبلينكن في ادارته للمفاوضات مع الوسطاء العرب لانهاء حرب غزة لم تشهد النوز ليس بسبب تعنت نتنياهو واصراره العبثي على انهاء وحركة المقاومة الاسلامية حماس واطلاق سراح الاسرى وهو في الشهر الحادي عشر من حرب الظالمة على غزه فقط بل لموقف واشنطن الداعم مماهاة للكيان في كل الظروف.

كل الدلائل والمؤامرات تؤكد انه لا يوجد اي تباين بين الموقفين الاميركي والاسرائيلي بل هو مجرد تقاسم ادوار لكسب الوقت. فالطرفان غير جادان لانهاء الحرب لان اهدافهما لم تتحقق بعد في هذه القضية.

وما هو مضحك ومبكي ان بلينكن يعلن في هذه الجولة بان المنطقة بحاجة ماسة الى وقف اطلاق النار سريعا لكنه في نفس الوقت يعلن دعمه للكيان الصهيوني وشروطه.

ومن يتصور من الاعراب والبسطاء من عامة الناس ان هناك تباينا بين الموقفين الاميركي والاسرائيلي فهو واهم او ساذج او عميل. فاميركا التي تدير المعركة في الميدان عبر تزويد الكيان بكل مستلزمات العدوان والتي بلغت لحد الان اكثر من 45 مليار دولار هي نفسها من تدير معركة المفاوضات وهذا ليس تحليلا بل هو ما اعترف به بايدن على انه صهيوني ولو لم تكن "اسرائيل" موجودة لاوجدناها. وهكذا قالها بلينكن في اول زيارة له لفلسطين المحتلة بعد عملية "طوفان الاقصى" بانه يزور اسرائيل بصفته كيهودي وليس كوزير الخارجية اميركا.

هذا التحالف الاستراتيجي اللامحدود بين الكيان الصهيوني واميركا يفوق كل التصورات حيث يذهب البعض لتصنيفها على انها الولاية الـ "52" للولايات المتحدة الاميركية.

فما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية على انها وسيط في حال القضايا، قد فضحت في ادارتها لثلاث دورات من المفاوضات الخبيثة التي لا تنطلي على احد حيث جرت خلال الاشهر الاخيرة وكشفت بوضوح الالاعيب الخبيثة للطرفين وتقاسم ادوارهما لكسب الوقت غبر تنصلهما الواضع للاتفاقات التي حصلت بين الاطراف المعنية في شهر ايار الماضي حيث اعلنت واشنطن عن اتفاق حصل مع "اسرائيل" لوقف اطلاق النار واذا بـ"اسرائيل" ترفضها. وفي المرة الثانية كان في تموز الماضي حيث كان العرض بورقة بايدن وبمقترح من نتنياهو ومن ثم انتهت الى الفشل كل كان لقى اللوم على الآخر.

اما هذه المرة التي جاء بها بلينكن الى المنطقة كانت مفاجئة بشكل كبير حيث اتفق مع نتنياهو على ورقة كانت خروجا على كل ما سبق. وكان اللافت فيها ان نتنياهو لم يعلن الموافقة بل ان بلينكن هو الذي اعلن عن ذلك وما ان غادر بلينكن بساعات حتى اعلن نتنياهو بانه لم يوافق على الانسحاب.

تقاسم الادوار الخبيثة بين واشطن وتل ابيب لم يخف الحقاق بل يكشفها تماما وهذا هو الذي قاد المفاوضات الى طريق مجهول.

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه الجهود والتحرك من عاصمة الى عاصمة لمواصلة المفاوضات العبثية ان لم تكن هناك ارادة صادقة لانهاء الحرب الظالمة ضد غزة. نتنياهو الذي يصر على عدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم ويرفض اي اتفاق لانهاء حرب نشهد بأن بلينكن بدل ان يضغط على نتنياهو والجهة ضغوطه الى قطر والقاهرة لتضغط على حماس لتقديم التنازلات. اذن لم هذا التفاوض.. أانه لكسب الوقت أم لاغراض غير مكشوفة تصب لصالح الكيان ونتنياهو لا اكثر وعلينا ان نستخلص من هذه الجولة بان بلينكن قد غادر المنطقة بخفي حنين.