غزة.. بين غدر "إسرائيل" و تواطؤ أمريكا وصمت عرب التطبيع
الجريمة البشعة والجبانة الي ارتكبها الكيان الاسرائيلي فجر يوم امس الثلاثاء في غزة، عبر استخدامه 40 طائرة مقاتلة ومروحية ومسيّرة للإغارة على منازل في غزة، اسفرت عن إستشهاد 3 من قادة حركة الجهاد الاسلامي مع عوائلهم وجيرانهم، لم تكن مثل باقي الجرائم الاسرائيلية السابقة، فقد تكشفت خيوطها منذ اللحظات الاولى من تنفيذها.
مصادر فلسطينية رفيعة المستوى كشفت أن قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كانوا يتجهزون للسفر برفقة وفد من المكتب السياسي للحركة، إلى خارج قطاع غزة الى مصر، ومنها للخارج لعقد لقاءات داخلية وخارجية، بعد ان ابلغتهم مصر أنه بامكانهم السفر من القاهرة إلى خارجها.
واكدت هذه المصادر أن قادة السرايا كانوا متخفين منذ فترة عن الأنظار وبعد تلقي الإذن بالتجهز للسفر توجهوا لعائلاتهم لوداعهم قبل أن يتم قصفهم داخل منازلهم فجرا، فاستشهد معهم 4 اطفال و6 نساء.
إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ذكرت ان الكيان أبلغ مصر بإطلاق عملية عسكرية في قطاع غزة، وان الرسالة وصلت مصر بعد دقائق من الضربة الجوية الأولى على غزة.
القناة السابعة "الإسرائيلية" كشفت: " أن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة الأميركية بالعملية قبل ايام من تنفيذها ، وان وزير الخارجية إيلي كوهن تحدث الى نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بهذا الشأن".
اللافت في الموضوع هو ان إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي ذكرت: "ان “العملية كانت مقررة الثلاثاء الماضي، لكنها تأجلت إلى أن نضجت الظروف"!!.
من حق إي مواطن فلسطيني وعربي ومسلم ان يسأل، اين عرب التطبيع بدءا من كامب ديفيد، مرورا باوسلو و وادي عربة و انتهاء بجماعة ابراهام، من كل ما جرى ويجري؟، والى ماذا توصلوا في لقاءاتهم مع المحتل في النقب والعقبة وشرم الشيخ؟.
أين هو القانون الدولي؟ وأين هي الشرعية الدولية؟ وأين أمريكا التي تزعم انها المؤسس والراعي والساهر على تطبيق هذا القانون؟، ولماذا تتواطأ علنا مع كل جرائم "اسرائيل" حتى عندما تقتل الاطفال أمهاتهم وهم نيام؟، واين هو "الغرب المتحضر" الذي يتباكى على الكلاب والقطط وعلى الشاذين، من مجزرة غزة؟.
لا نحتاج الى دليل لنقول ان "اسرائيل" ما كانت لتغدر بهذا الشكل الجبان والوحشي، لولا تواطؤ امريكا وصمت عرب التطبيع، ولكن بالرغم من بشاعة المجزرة، الا اننا نُذكر الغادرين والمتواطئين والصامتين، ان هذه المجزرة لن تعزز موقف نتنياهو وحكومته الارهابية العنصرية المجرمة، ولن تجلب لمستوطنية الأمان ، فسياسة اغتيالات قادة المقاومة والرموز الفلسطينية، لم ولن تجلب الامن للكيان الاسرائيلي، ولن ترعب الفلسطينيين، فهذه السياسة سياسة فاشة، وعادة ما ترتد سلبا على الكيان ومستوطنيه، ففلسطين ولادة، واذا ما استشهد قائد يأتي مكانه مئات القادة، وان تاريخ الشعب الفلسطيني مع المحتل الاسرائيلي ، على مدى 7 عقود من الزمن، اكبر دليل على ذلك.
العالم