kayhan.ir

رمز الخبر: 168437
تأريخ النشر : 2023April30 - 21:26

ايران ترد الصاع صاعين.. وتحتجز ناقلة أمريكية..

 

هل نحن على أبواب حرب ناقلات جديدة في بحر العرب؟ ولماذا جاء هذ الرد الإيراني القوي؟ ولماذا لا تتعلم أمريكا من هزائمها السابقة؟

 

احتجزت البوارج والزوارق الإيرانية قبل يومين ناقلة نفط أمريكية في خليج عُمان وأجبرتها على التوجه الى احد الموانئ الإيرانية في مياه الخليج كرد على عملية اختطاف ناقلة نفط إيرانية بحماية الاسطول الخامس الأمريكي كانت في طريقها الى الصين.

انها حرب السفن والناقلات بين الولايات المتحدة وايران التي تعود بقوة الى مياه بحر العرب، وتصّعد من احتمال حدوث مواجهة بحرية، او حتى جوية بين البلدين.

ايران لا تتسامح مطلقا مع أي محاولة أمريكية، او إسرائيلية، لتهديد سفنها وناقلاتها في أي مكان، خاصة في فنائها المجاور وهناك أمثلة عديدة تؤكد هذه الحقيقة ابرزها عام 2019 عندما اعترضت سفن بحرية بريطانية ناقلة نفط ايرانية في مضيق جبل طارق، كانت في طريقها الى سورية، فردت ايران باحتجاز ناقلتين بريطانيتين وليس واحدة في مضيق هرمز، ولم تفرج عنهما الا بعد الافراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة، اما الحادثة الثانية فأقدمت عليها السلطات اليونانية التي سمحت للولايات المتحدة بتفريغ حمولة نفطية لإحدى الناقلات الإيرانية في المياه اليونانية عام 2022 فردت ايران باحتجاز سفينتين يونانيتين فورا ولم تفرج عنهما الا بإعادة الشحنة الى الناقلة الإيرانية، والافراج عنها فورا.

أمريكا تمارس أعمال القرصنة هذه ضد الناقلات والسفن الإيرانية تحت ذريعة تطبيق العقوبات التي فرضتها على ايران، بسبب تطور برامجها النووية، وتنسى ادارتها انها هي التي انسحبت من الاتفاق النووي الموقع مع ايران عام 2015، وتنصلت من تطبيق جميع بنوده، فاذا كانت ذاكرة أمريكا قصيرة، فإن ذاكرتنا اعمق واطول.

ما يقلق الولايات المتحدة، ويشكل لها احراجا كبيرا، هو تركيع ايران، واجبارها على العودة الى الاتفاق النووي رغم التنازلات الامريكية الضخمة، والاهم من ذلك اعطاؤها، أي العقوبات، نتائج عكسية، حيث رفعت ايران معدلات التخصيب لليورانيوم الى أكثر من 60 بالمئة، وأصبحت دولة حافة نووية، وزادت صادراتها النفطية الى 250 الف برميل يوميا، أي نفس حجم صادراتها قبل العقوبات الامريكية.

أمريكا انهزمت في حرب المسيّرات فوق مياه الخليج  الفارسي عندما اسقطت الصواريخ الإيرانية درة تاج مسيراتها التي تحمل اسم “غلوبال هوك” كانت تطير على ارتفاع 20 كيلومترا، لاختراقها الأجواء الإيرانية بضعة امتار عام 2019، ومن المؤكد انها لن تنتصر في حرب الناقلات هذه لأنها البادئة في الخطف والعدوان، وستعرض قواعدها وحلفاءها في فلسطين المحتلة لتهديد وجودي.

احتجاز هذه الناقلة الامريكية كرد إيراني انتقامي فوري سيغير قواعد الاشتباك البحري في مياه الخليج  الفارسي وبرج العرب، ولن يتم الافراج عنها حتى تعود السفينة الإيرانية المختطفة، وبحمولتها النفطية كاملة دون نقصان، تماما مثلما حدث مع ناقلة مضيق جبل طارق، والسطو على حمولة نفط إيرانية في المياه الإقليمية اليونانية.

هذا الرد الإيراني القوي والحازم، رسالة قوية الى أمريكا تحذر من اللعب بالنار، وتؤكد الثقة الإيرانية بالنفس، وبالقدرات العسكرية بريا وبحريا وجويا، ومن المؤكد ان هذه الرسالة قد وصلت، واي محاولة لتجاهل مضمونها أمريكيا ستؤدي الى عواقب وخيمة، اللهم الا اذا كانت أمريكا تريد اشعال فتيل حرب ثانية في منطقة الشرق الأوسط في وقت تتكبد فيه هزيمة كبرى في حرب أوكرانيا، والغباء الأمريكي لا يحتاج الى اثبات، ولنا في هزائمها في أفغانستان والعراق وسورية بعض الأمثلة المهمة جدا، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.

“راي اليوم”