kayhan.ir

رمز الخبر: 167861
تأريخ النشر : 2023April17 - 21:59

الحوار الحل الوحيد للصراع في السودان

 

قد تكون اشتباكات السودان اليوم مفاجئة للبعض، لكن المواجهات العسكرية المباشرة سبقتها إرهاصات ومقدمات وتحركات أنذرت بالانحدار لقاع الأزمة،  وكانت بداية الازمة عندما انتشرت قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم. والذي اعتبره الجيش السوداني عملا عدائيا واستدعاء للسلاح في الخلاف السياسي.

وقد فوجئت قوات الدعم السريع صباح السبت 15 أبريل بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات في أرض المعسكرات "سوبا" بالخرطوم. بحيث ضربت القوات السودانية حصارا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

واشارت اوساط اعلامية وسياسية سودانية ان الصراع العسكري جاء ترجمة لخلاف سياسي بين البرهان وحميدتي حول خطة ضمّ قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها 100 ألف عنصر، إلى الجيش.ومن يتولى قيادة  القوة الجديدة بعد ذلك، ومن سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات.

ولذا فان هذا النزاع بين الجيش وقوات الدعم ماكان لها ان تستمر وتصل فيه الاوضاع الى ماهي عليه اليوم والتي وصفها مراقبون بالكارثية  بذهاب العديد من ابناء الشعب السوداني بين قتيل وجريح نتيجة القصف والقصف المتبادل العشوائي .ان لم يكن هناك اطراف داخلية وخارجية قد ساهمت في هذا الامر. والتي اشار اليها رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم من إن المواجهات المسلحة التي تجري في السودان، تعود إلى "تبعات النصائح المغرضة والتدخلات الخارجية التي بلغت ذروتها يوم الانقلاب على الرئيس السوداني السابق عمر البشير"، ووجه بنفس الوقت تحذيرا من تبعات واثار هذه الازمة فيما اذا استمرت بقوله "ما نرجوه هو أن يتعظ السودانيون وقواتهم المسلحة جميعها بالواقع المرير في بلدان أخرى لجأت للسلاح لحل أزماتها، وأن يرجحوا العقل والمنطق للخروج من هذه الأزمة الكارثية، التي كنت أتوقع أن تحدث في ضوء تطورات وتدخلات خارجية متتابعة"، بحسب تعبيره.

واللافت في الامر والذي يثير الاستغراب والاستهجان ان الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الانسانية قد اكتفت بالتنديد فقط ولم تقم باي عمل فاعل وقوي من اجل ايقاف هذا الصراع ومحاولة تطويق الازمة واعادت الامور في السودان الى طبيعتها مما اعطى مساحة كبيرة من اجل اتساع رقعة المواجهات واستمرارها .

واخيرا والذي لابد ان نشير اليه هو ان الخاسر في هذه االازمة هو الشعب السوداني الذي ثار ضد البشير من اجل الخروج من التبعية  والاملاءات الخارجية لاستعادة سيادته واستقلاله ولذا فان القوى الديمقراطية السودانية دعت اطراف النزاع الى الرجوع الى لغة العقل والمنطق وحل الازمة وبالطرق السلمية من خلال الجلوس على طاولة الحوار والوصول الى حل يرضي الطرفين بما يعود على الشعب السوداني بالامن والاستقرار.

التحرير