kayhan.ir

رمز الخبر: 167499
تأريخ النشر : 2023April09 - 21:51

نحو تدشين "الناتو المقاوم" لردع العدو عن تصدير أزماته

 

 

إيهاب شوقي

في أيار/ مايو 2021 وفي عيد المقاومة والتحرير، اعتبر سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله أن "مقاومة غزة صنعت معادلة جديدة هي: المسجد الأقصى والقدس في مقابل مقاومة مسلحة".

ورأى أن "المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي" القدس يعني حربا إقليمية "، موضحا أنه" حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة فسيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه ".

وهذه المعادلة التي بادر بها سماحة السيد هي أقوى معادلة للردع، وأكثر المعادلات نجاعة من المنظور الاستراتيجي، لعدة أسباب نرى من أهمها سببين وهما:

1 المعادلة تضم كل المفاعيل التي يرتعب منها العدو، وأهمها وحدة الساحات المقاومة، وهي هنا لا تضم الساحات والفصائل الفلسطينية فقط، وإنما تشمل جميع ساحات المقاومة وحركاتها في الداخل والخارج، وهو ما يفوق طاقة العدو على مواجهته.

2 المعادلة تتعلق بالقدس، وهو المشروع الوحيد المتبقي للعدو كي يجمع شتات المجتمع الصهيوني الممزق حوله، وبالتالي فإن ردع العدو وإفقاده هذه الورقة، يعني الدفع به نحو مصيره المجهول المثقل بالمزيد من الانقسام والتشرذم والصراع الداخلي وربما الزوال دون حاجة لمعارك كبرى.

من هنا تأتي أهمية هذه المعادلة وتأتي أهمية التدشين العملي لمحور القدس والذي ينقل محور المقاومة نقلة نوعية تضيق الخناق على العدو وتقطع الطريق على تصديره لأزماته الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى حساب السيادة السورية والعدوان المتكرر والدفع بالأمور لحافة الهاوية.

والمراقب للوضع الإقليمي يرى أن جبهة لبنان حققت الردع الكامل وأجبرت العدو على احترام معادلة المقاومة في لبنان بسبب يقين العدو بأن المقاومة جادة ولديها كامل الجهوزية للذهاب لأي تصعيد.

وهنا يستغل العدو غياب اكتمال جهوزية بعض الجبهات ليصدر أزماته باتجاهها لخلط الأوراق ولتصدير صورة كاذبة عن ميزان القوة بينه وبين محور المقاومة ليوهم العالم والجماهير بتفوق مزعوم لا يعكس حقيقة القوة ولا مستجدات الموازين.

ولذلك فإن المطروح على الشعوب هو أن تؤمن بقوة المقاومة ومحورها وأن العدو أوهن بالفعل من بيت العنكبوت، وهو ما يتطلب أمرين، أحدهما من الجمهور والآخر من محور المقاومة:

والأمر الأول المطلوب من الجماهير هو مراقبة سلوك العدو وأنه ورغم عدوانه فإنه يسعى دوما لمعارك محدودة ويسعى رعاته للتهدئة والدفع بالمساعي الإقليمية للضغط على المقاومة كي تلملم الأمور ولا توسع المواجهات، وأن العدو عندما يرى ردودا جادة ووصول الأمور إلى حافة الهاوية، فإنه يتراجع ويبحث عن التهدئة، وهو ما يعني خشيته وإيمانه التام بأنه لا يستطيع الصمود في مواجهة واسعة مع محور المقاومة.

والأمر الثاني المطروح على محور المقاومة، هو السعي العاجل لتفعيل مبادرة محور القدس، والسعي لتدشين ما يمكن أن يطلق عليه" الناتو المقاوم "، وذلك عن طريق اتفاقية للدفاع المشترك تعني أن كل عدوان على ساحة من ساحات المقاومة هو اعتداء على كامل المحور يستوجب ردا من كامل المحور.

هذا" الناتو المقاوم "هو أكبر معادلة ردع للعدو وهو تتويج لكل تضحيات محور المقاومة وإنجازاته ومراكمته للقوة، وهو قطع للطريق على العدو عن تصدير أزماته وتصدير صورة زائفة عن تفوقه أو الإيحاء زورا بضعف محور المقاومة.