الصهاينة يستعجلون المغادرة
ما تعرض له الاقصى المبارك والمرابطون والمعتكفون فيه خلال الـ24 ساعة الماضية من اعتداء وانتهاك سافر من قبل ما يسمونهم بالمتدينين اليمنيين والذي اسفر عن جرح المئات واعتقال اكثر من 400 منهم ادمى قلوب مسلمي واحرار العالم. وقد اطلقت قوات "الحرس الوطني" التي شكلت اخيرا بأمرة وزير الامن الوطني الصهيوني بن غفير وفي اول مهمة لها، وابلا من قنابل الغاز الخانق في باحات الاقصى واعتدت بالضرب بالعصي والسلاح على المعتقلين والمرابطين بوحشية مفرطة.
فالازمة والانقسام العمودي الذي يشهده الكيان الصهيوني منذ شهرين لم يشهده تاريخ هذا الكيان المؤقت منذ انشائه وهذا ما جعله يتهستر بشكل جنوني و يحاول من خلال هذه التصرفات الوحشية في الاعتداء على الاقصى وقبله سلسلة اعتداءاته الاثمة على سوريا لتصدير ازمته الى الخارج ولكن واقع الكيان الصهيوني وتطوراته الاخيرة واعترافات قادته تنذر بقرب نهاية هذا الكيان المجرم.
فالاعتداء الاخير على المسجد الاقصى وانتهاكه وتعامله الوحشي مع المعتكفين والمرابطين فيه هو ليس الاول من نوعه فمسلسل مثل هذه الاعتداءات مستمرة منذ اكثر من سبعة عقود وحتى يومنا هذا واول اعتداء وانتهاك فضيع تعرض له الاقصى في حرب حزيران عام 67 قام به الجنرال "موردخاي جور" وجنوده حيث احرقوا المصاحف وصادروا مفاتيح المسجد ورفعوا العلم الصهيوني فوق قبة الصخرة ومنعوا المقدسيين من الصلاة فيه. وبعد ذلك تعرض الاقصى عدة مرات للحرق والتدمير وقد بلغ الذروة في عهد الارهابي شارون الذي اقتحم الاقصى المبارك مما ادى الى تفجير الوضع وانطلاقة "انتفاضة الاقصى".
وما نشهده اليوم من انتهاكات متكررة وسافرة ضد الاقصى ليس بالامر الجديد. انه بلا شك هو نتيجة طبيعية لتقاعس النظام العربي وارتباط انظمته الرسمية المنبطحة بالعدو وهذا ما شجع الاحتلال الصهيوني على التمادي في جرائمه و انتهاكاته ضد الفلسطينيين ومقدساته التي هي مقدسات كل المسلمين. لذلك يتطلب من الجميع خاصة الدول العربية والاسلامية اتخاذ موقف صارم وموحد للجم العدو والاقتصاص منه لئلا يكرر مثل هذه الجرائم وان لا تكتفي باصدار بيانات الشجب والاستنكار التي لا تغنى من جوع بل عليها ان تقدم كل وسائل الدعم للشعب الفلسطيني حتى وان تطلب الدعم العسكري. وما كان مضحكا في هذا المجال هو بيان الجامعة العربية وبعض الدول العربية المطبعة والتي لها علاقات مع الكيان الصهيوني للتنديد بهذا الاعتداء دون ان تتخذ اي اجراء عملي للجم العدو وافهامه بان الشعب الفلسطيني لا يترك وحده في الساحة واننا نقف جميعا معه للدفاع عمليا عن الاقصى والمقدسات.
واذا تصورت الجامعة العربية وهذه الدول انها تريد تحسين صورتها بهذه البيانات فانها واهمة وانها بذلك تزيد من نقمة شعوبها والشعب الفلسطيني منها وتعرضها لمزيد من الانتقاد.
من العبث ان يتوقع النظام العربي الرسمي من الكيان الصهيوني المؤقت الذي هو دويلة بلا دستور رسمي مكتوب، ان يلتزم بالقوانين والاعراف الدولية فهو واهم لانه لا يعرف الا لغة القوة وها اليوم يترنح تحت ضربات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي كافة الاراضي المحتلة وانه باعماله هذه يقرب من نهايته وهذا ما اشار اليه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي بان "المسؤولين الصهاينة يستعجلون المغادرة وكيانهم قريب الانهيار".