يا للمهزلة.. اميركا تحارب الارهاب في سوريا والعراق!!
مهدي منصوري
قال الحكماء قولا بليغا جدا له دلالة ومعنى عميقا جدا وهو "حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له" وهو ما ينطبق اليوم على الادعاءات والمزاعم الاميركية التي اطلقها رئيس الاركان الاميركي الذي دخل خلسة ومن دون استئذان الاراضي السورية كالسارق الجبان واطلق تصريحا ليس فقط مستهجنا بل بعيد عن كل السياقات التي تترتب عليها الزيارة وهو طلب الاذن من حكومة البلد وان يكون دخوله على سمع ومرأى من العالم. ولكن كما اسلفنا ان السراق وهذه خصلتهم فانهم يدخلون البيوت خلسة وفي الظلام خوفا من ان ينكشف امرهم. ومن السخافة بمكان نجد ان قائد عسكري لدولة عظمى كما يدعون يستخدم اسلوب الكذب والتدليس مبررا ان دخوله الاراضي السورية خلسة لمحاربة الارهاب فيها.
ولا ندري ان هذا القائد قد فقد صوابه كرئيسه بايدن ام انه يريد خداع نفسه وقبل الشعب السوري، لان العالم اجمع يعلم ان الارهاب بمختلف مسمياته هو صناعة اميركية مائة بالمائة وهو ما اعترف به كبار المسؤولين الاميركان فكيف يمكن ان يصدق ان الذي صنع الارهاب واعتمد عليه ولازال في تحقيق اهدافه ومصالحه في المنطقة والعالم، يأتي اليوم ليعلن الحرب عليه؟، ولم يقف الامر عند رئيس الاركان الاميركي بل صدرت تصريحات من قادة اميركان في العراق وهي ان القوات الاميركية قد قتلت وخلال شهر شباط عددا من الارهابيين وهذه كذبة صارخة بل ومضحكة وقد قوبلت بالاستهجان والسخرية من العراقيين لانهم لم يروا رتلا عسكريا واحدا يتحرك على الارض من اجل محاربة الارهاب. بل ان الذين يحاربون المجاميع الارهابية المدعومة اميركيا خاصة تنظيم داعش هم قوات الحشد الشعبي والقوات العسكرية مشتركة في الموصل والاخبار وصلاح الدين وبعض المناطق القريبة من العاصمة بغداد والذين زرعتهم اميركا من اجل الاستفادة في زعزعة واستقرار هذا البلد. والسؤال الذي يطرحه المراقبون اليوم كيف يمكن للاميركان سراق النفط السوري وناهبي ثروات هذا الشعب ان تمتد ايديهم الى الارهاب وهم يفعلون فعل اكبر من الارهابيين.
والملاحظ ايضا ان الارهاب قد انحسر في كل من العراق وسوريا ولم يعد له ذلك التاثير الكبير سوى بعض الجيوب الصغيرة المؤذية وهي مدعومة من اميركا والتي يتم معالجتها من قبل القوات العسكرية العراقية والسورية وفي عمليات يعلن تفاصيلها على وسائل الاعلام اذن فان كذبة رئيس الاركان الاميركي وقادته العسكريين لا يمكن ان تنطلي عى احد وان الهدف من هذه التصريحات هو عكس ما يقولون انهم وعندما فقد الارهابيون فاعليتهم ووصلوا الى حالة من الضعف والانهيار، وانهم اليوم في موقف الدفاع وليس الهجوم واستمرار العمليات العسكرية السورية والعراقية قد انهكتهم وجعلتهم في وضع يرثى له، لذلك فان دخول رئيس الاركان الاميركي خلسة لسوريا هو لمساعدة الارهابيين واعطائم جرعة من المعنويات لكي يقفوا على ارجلهم لانه بانهائهم سوف لا يتحقق لاميركا اي من اهدافها في المنطقة اولا وان مصالحها ستكون في دائرة الخطر الكبير.
واخيرا ولو كان رئيس الاركان الاميركي صادقا في ادعائه لكان عليه ان يدخل البيت من ابوابه وهو من خلال المنافذ الرسمية السورية وان يتحدث وينسق مع الحكومة السورية التي هي التي تواجه الارهاب بكل ما تملكه من قدرات وامكانيات.
اذن فان مثل هذه الالاعيب والخدع لا يمكن اليوم ان تنطلي على الشعبين السوري والعراقي بل ان القرار الاساس لهذين الشعبين هو مواصلة مكافحة ومطاردة فلول الارهاب واخراج المحتل الاميركي الداعم له من بلدانهم وهذا امر لا يمكن التنازل او الاغضاء عنه.