قرار اسرائيلي سيعجل بزوال الكيان
مهدي منصوري
لازال التفكير والرؤى الغبية التي تسيطر على عقول المجرمين من القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة وهو استخدام القوة المفرطة ضد ابناء الشعب الفلسطيني مع اساليب الحصار والاعتقالات وهدم الدور وغيرها ظنا منهم انهم وبهذه الاساليب الاجرامية واللاانسانية يستطيعون ان يكسروا ارادة هذا الشعب. ولكن هؤلاء القادة الحمقى لم يعتبروا او يستفيدوا من التجارب التي مرت عليهم من اجل تغيير هذا الاسلوب الاهوج في التعامل مع الفلسطينيين.
الا ان الاوضاع في الضفة والقدس جاءت كما يقول المثل ان "الرياح جرت بما لا تشتهي السفن" اذ ان الشعب الفلسطيني صاحب الارض لم تؤثر الاساليب الصهيونية على عزيمته الراسخة بالدفاع عن الارض وبذل ما يمكن بذله لاستعادتها من ربقة شذاذ الافاق الصهاينة والذين لا جذور لديهم على الارض الفلسطينية بل جاؤوا طلبا للعافية عندما امعن الغربيون في قتلهم وابادتهم.
وكذلك والذي لابد من الاشارة اليه ان الشعب الفلسطيني قد حول القمع الصهيوني الاجرامي الى فرص كبيرة بحيث زاد من تلاحمه ووحدة جهوده في مواجهة الكيان الغاصب ولم يقف الامر عند مكان محدد بل انه استخدم اسلوبا جديدا لم يعهده القادة الصهاينة المجرمين من العسكريين والسياسيين الا وهو تشكيل المجاميع الصغيرة للمقاومة الباسلة في كل المدن والبلدات الفلسطينية بحيث صعب على القوات الصهيونية من مواجهتها ولذلك ما نشاهده اليوم من العمليات الفدائية التي تمارسه المقاومة الباسلة خاصة في الضفة الغربية وضع قادة الكيان امام امر صعب ومعقد جدا مما خلق حالة من الضعف والخور لدى الجيش الصهيوني الذي بدأ يخشى من اقتحام المدن والمخيمات لانه يواجه سدا منيعا وجدارا قويا وصلبا من قبل ابناء المخيمات والمدن. بحيث يدفعهم في بعض الاحيان الى الانكفاء والعودة خوفا من الموت الذي ينتظرهم على يد هؤلاء الابطال لانهم يواجهون النار بالنار.
وبعد قرار قاسي لوزير الداخلية الصهيوني صادق عليه الكنيست الصهيوني بقتل المقاومين من الاسرى وغيرهم من اجل ارسال رسائل الرعب لاهالي الاسرى ولابناء المقاومة للتخلص من الاجواء الضاغطة الشديدة التي تنتاب الادارة الصهيونية الاجرامية. ورغم ان القرار وكما وصفته بعض الاوساط السياسية والاعلامية يمثل بحد ذاته قرار الابادة الجماعية لابناء الشعب الفلسطيني. ولكن الذي غاب عن اعضاء الكنيست المجرمين الذين وافقوا على هذا القرار العنصري الحاقد ستكون اثارة سلبية جدا على الكيان خاصة وانه اليوم تعصف به المشاكل الداخلية على المستويين السياسي والاجتماعي والذي وصل فيه الى القناعات التي بدأت تظهر على لسان المسؤولين العسكريين والسياسيين الصهاينة وذلك بان كيانهم المهزوز لن يدوم الا عدة اشهر أواسابيع كما صرح اخيرا رئيس الشاباك السابق وكذلك رئيس الوزراء المؤقت لابيد وغيرهم من انهم ينتظرون الساعة التي ينهار فيه هذا الكيان. ولذا فان قرار وزير الداخلية بقتل المقاومين الفلسطينيين الابطال وبدلا من ان يفت في عضد او يزعزع موقفهم بل ان المقاومة وسعت من عملياتها الفدائية بحيث اصبحت معولا قويا سيساهم في ايصال الصهاينة المجرمين الى تحقيق قناعاتهم بزوال كيانهم قبل المواعيد الذي صرحوا بها. وليس بعيدا كيف تمكن شاب فلسطيني ان يفشل مشروع عملت عليه اميركا واسرائيل والمعادين لشعب الفلسطيني من بعض الدول العربية عندما قام بعملية بطولية في وقت تزامن فيه مؤتمر العقبة الخياني مما عكس انهم كانوا يرمون لاذلال الشعب الفلسطيني وان يكونوا عبيدا لارادتهم الحاقدة.
ولذا فعلى قادة الكيان الغاصب ان ينتظروا تلك اللحظة الذي سيكونون فيه زرافات ووحدانا بحيث لا يجدوا من ملجأ يلجأون اليه للحفاظ على حياتهم.