قلق اميركي يطغى على الصهيوني
مهدي منصوري
تحيط بالادارة الاميركية اليوم دوامة من المشاكل والازمات التي جاءت نتيجة سياستها الهوجاء والغير متزنة خاصة في المنطقة فضلا عن الاوضاع في الداخل الاميركي والتي شكلت لها قلقا كبيرا لا تهتدي فيه الى كيفية التخلص منه.
وواضح ان الازمة الاوكرانية الروسية قد اخذت مأخذها الكبير في مساحة هذا القلق لانه وبعد ما اغدقته من اموال وسلاح وغيرها من الوسائل من اجل صمود اوكرانيا والوصول الى نتائج تحقق منها مصالحها في المنطقة والعالم تجد نفسها اليوم انها وصلت الى حالة من العجز والافلاس ليس فقط الاقتصادي بل السياسي واعتبارها بين الدول والذي يكون هو الاهم في الموضوع. لانها وجدت نفسها وحدها في الميدان وان اوروبا الذي انساقت وراءها كالاعمى هاهي اليوم اخذت تتنصل وتذهب جانبا عن مسايرتها لانها وجدت نفسها هي الخاسرة في الرهان.
وفي خضم هذه الاجواء المقلقة وغير المريحة للادارة الاميركية. برزت حالة جديدة سببت قلق اكبر الا وهو التهديد الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من قبل المقاومة الباسلة في الضفة والقطاع والذي اخذ يتعاظم وبشكل متسارع بحيث وكما اشارت التحاليل الصهيونية والعالمية من انه لو استمر الوضع على ما هو عليه في الداخل الفلسطيني فان الكيان الصهيوني لا يقوى على الصمود والثبات امام ضربات المقاومة الباسلة وقد يؤدي به الى الانهيار.
ولذا فان حالة الخوف والقلق التي تعيشه الادارة الاميركية خاصة بعد الفعل الاجرامي الفاشل الذي مارسته "اسرائيل" ضد طهران والذي حتما سيكون الرد الايراني بعمل ليس فقط ينال الكيان الغاصب بل سيطال حتى المصالح الاميركية في المنطقة والذي يمكن القول ان الضربات الصاروخية الماحقة التي طالت قاعدة الاسد في العراق بعد استشهاد قادة النصر ستكون لا شيء بالنسبة للرد القادم والذي ليس سيغير المعادلة بل يضع حدا لكل التجاوزات والجرائم التي مارسها ويمارسها الكيان الغاصب ضد الفلسطينيين المقاومين او من يساندهم ويدعمهم.
ولذا فان مجيء وزير الخارجية الاميركية بلينكن الى اسرائيل وفي زيارة لم يعلن عنها ومن قبله مدير الاستخبارات الاميركية والذي كان محورها الاساس وكما ذكر الاعلام الصهيوني هو دعوة حكومة نتنياهو بعدم الذهاب الى التصعيد لان اثاره ستكون كارثية ليس فقط عليهم بل وعلى مصالح اميركا في المنطقة.
وبطبيعة الحال فان انظار العالم تتجه اليوم وتتساءل كيف سيكون رد طهران على الغارات الاجرامية الصهيونية ومتى واين... وهذا مما يرفع حالة القلق الاميركي الى اعلى درجاته. لانه لا يمكن لطهران ان تقبل ان يتجاوز على سيادتها ان لم يكن لها رد فعل قوي لكي يفهم الاعداء من انهم ارتكبوا حماقة هوجاء لابد عليهم ان يدفعوا ثمنها غاليا. ولذا فليبق الاميركان وحلفاؤهم في المنطقة والكيان الصهيوني في حالة القلق حتى يرون الجواب القاطع من ايران الاسلام.