انتحار الاتحاد الاوروبي امر مستبعد
بعد التهديدات الحاسمة والفاصلة لطهران برفع سقف المواجهة مع الدول الاوروبية ورد الصاع بصاعات ان اقدم مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي اعتماد قرار البرلمان الاوروبي بادراج حرس الثورة الاسلامية على لائحة المنظمات الارهابية، بدأنا نلمس ليونة وتراجعا في مواقف بعض الاطراف الاوروبية خاصة معارضة بعض المسؤولين الالمان للمصادقة على هذا القرار اضافة الى معارضة وزير الخارجية السويدي الرئيس المؤقت لاوروبا وكذلك جوزيف بوريل رئيس الاتحاد الاوروبي اللذان اكدا لوزير الخارجية عبداللهيان بان "مثل هذا الامر لن يحدث في اجتماع مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي، لعلمنا بان الحرس الثوري مجموعة سيادية في ايران". ووفقا للقانون الدولي يمنع وضع حرس الثورة الذي يعتبر جزءا مهما من القوات العسكرية الايرانية على لائحة المنظمات الارهابية وان عارضت دولة واحدة لهذا القرار فانه سيسقط لان المصادقة على مثل هذه القرارات في الاتحاد الاوروبي يقر بالاجماع.
واي كانت الحجج والمبررات الواهية للخطوة الاستفزازية للبرلمان الاوروبي فان طهران لا تعتمد كثيرا على هذه المواقف والوعود الاوروبية لانها غير واثقة من مصداقية هذه الدول وقدرتها على مقاومة الضغوط الاميركية وحفظ استقلال قرارها لذلك لازالت طهران على موقفها الحاسم في رفع سقف المواجهة في حال اقدم الاتحاد الاوروبي على اعتماد قرار البرلمان الاوروبي فان طهران لم ولن تتأخر لحظة واحدة في طرح سيناريوهاتها للرد باقسى ما يمكن من خلال مجلس الشورى الاسلامي باتخاذ قراه الفاصل في وضع الجيوش الاوروبية في المنطقة على لائحة المنظمات الارهابية والزام الدوائر الايرانية المعنية بالتعامل مع هذه الجيوش على اساس هذا القرار، اضافة الى ذلك ووفقا لما صرح به وزير الخارجية عبداللهيان بان انسحاب ايران من معاهدة (ان بي تي) لمنع خطر الاسلحة النووية امر غير مستبعد.
وبالطبع هناك من لوح بوقوع مواجهة ساخنة قد تشهدها مياه الخليج الفارسي ومضيق هرمز لذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في حال اقدم مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي على المصادقة على قرار البرلمان الاوروبي الذي هو بمثابة الانتحار واذا ما انسحبت ايران من معاهدة منع حظر انتشار السلاح النووي فان ذلك سيقود الى انهيار المفاوضات النووية ومنع فرق التفتيش الدولية من زيارة المنشات النووية وحتى وان قدمت الوكالة الدولية طلبا رسميا بذلك وبالتالي فان الامور ستتجه لاعلان وفات الاتفاق النووي الذي لا تتحمله نتائجه لا اوروبا ولا اميركا لتداعياته الخطيرة عليهم.
فالانظار تتجه اليوم ليسير الاتحاد الاوروبي في طريق العقلانية وهذا ما هو مأمول منه ولا سبيل امامه سوى تنفيذ بنود الاتفاق النووي كاملة ودفع الاميركان للحذو حذوه والا سيقعون في متاهات شاقة وطرق ملتوية يصعب عليهم الخروج منها خاصة في ظل التهديد الخطير الذي وجهه وزير الخارجية عبداللهيان من استحضار الخطة رقم ـ 2 والخيارات الاخرى حول الاتفاق النووي المدرجة على جدول اعمال ايران.