ستفشل سواعد اليمنيين حرب "الحصار"
مهدي منصوري
كانت دول العدوان الاميركي والسعودي تعتقد ان العدوان لا يتعدى اياما او اسابيع وينتهي الامر الى ما خططوا له في مخيلتهم من ان القوة قد تجبر اليمنيين على البقاء تحت مظلة العباءة السعودية والاميركية. الا ان مجريات الاحداث كشفت وللعالم اجمع ان حساباتهم كانت خاطئة ولم ترق الى الواقع لعدم درايتهم وفهمهم للشعب اليمني رغم ان هناك تجربة كانت ماثلة للجميع ان الحوثيين تمكنوا ان يصمدوا امام سبعة حروب شنت عليهم ويخرجوا منها منتصرين والتي اوصلتهم للسيطرة على صنعاء.
والتجربة المريرة والمؤلمة لدول العدوان الاميركي السعودي هو شنها العدوان على هذا الشعب المتمرس في كيفية ادارة الحرب والخروج بنتائج مهمة تصب في صالحه. ولذلك فانها العدوان استمر رغم الامكانيات الهائلة المادية واللوجستية التي يمتلكها تحالف العدوان والامكانيات المحدودة التي كانت لدى ابناء اليمن الابطال لمدة ثماني سنوات، ولذا فان الدخول في التفاصيل قد لا يسعها المقال الا انه ينبغي ان تتذكر هذه الدول كيف كان موقفها المزري امام العالم عندما استطاع ابطال انصار الله والشعب اليمني بصمودهم الرائع والايمان بقضيتهم العادلة ان يغيروا معادلة الردع بحيث فرض على هذه الدول المجرمة بالالتجاء الى الامم المتحدة وللحصول على فسحة من الوقت وتحت عنوان الهدنة ليخرجوا من ازمتهم الخانقة.
وفعلا وافق اليمنيون بالذهاب الى الهدنة من موقع القوة وتمكنوا ان يفرضوا شروطهم في المفاوضات والتي تصب في صالح الشعب اليمني والتي كان من اهمها رفع الحصار المفروض على مطار صنعاء دون قيود او شروط وفتحه امام الرحلات الجوية كما في مطارات العالم وايقاف العدوان بكل اشكاله وفتح المنافذ البرية والبحرية لادخال المساعدات الطبية والانسانية وقد تم التوقيع على الهدنة وبضمانة الامم المتحدة.
الا ان دول العدوان نقضت اتفاق الهدنة من خلال الخروقات اليومية بالتعدي على الشعب اليمني مع عدم الايفاء بما الزمت به نفسها من رفع الحصار وغيره مما عدته اوساط اعلامية وسياسية من هذه الدول قد غيرت عنوان الحرب من العسكري الى حرب الحصار وتجويع اليمنيين.
وبناء على ما تقدم ورغم المحاولات التي بذلتها صنعاء في تنفيذ اتفاق الهدنة الا انها لم تجد اذنا صاغية من الطرف الاخر مما نفد صبر الشعب اليمني الذي خرج بقضه وقضيضه في مسيرات وفي اغلب المحافظات بالمطالبة من الامم المتحدة بكونها الضامنة لتطبيق بنودها ان تتدخل وتمنح اليمنيين ما اتفقوا عليه لانه اثبتت فترات الهدنة وما بعدها ان تحالف العدوان ليس في وارد للالتزام باي خطوات تخفف من معاناة اليمنيين.
وقد رافق هذا الطلب تحذيرات قدمها اليمنيون للامم المتحدة من عواقب استمرار الحصار الظالم واعتبرت استمرار حجز سفن الوقود والبضائع والسلع حربا ستواجه برد فعل عسكري يوجع تحالف العدوان وبشكل غير مسبوق ومتوقع.
وبنفس الوقت اكد الشعب اليمني وخلال الاحتجاجات الحاشدة والغاضبة وقوفه الى جانب قيادته وخولها باتخاذ ما يلزم. من خيارات لرفع الحصار وفي جانب آخر دعا المتظاهرون القوات والمجاهدين الابطال ن يكونوا على مستوى عال من الجهوزية واليقظة والحذر من الصفقات المشبوهة التي يعقدها مرتزقة العدوان مع اسيادهم لكونها باطلة ولن يعترف بها الشعب اليمني.
واخيرا فان الوضع الحالي يتطلب من ابناء الشعب اليمني الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والحذر من مخططات الاعداء.
واخيرا فان ابناء انصار الله الابطال الذين استطاعوا ان يديروا المعركة العسكرية بحيث اصبحت كابوسا خانقا ليس لدول العدوان بل لكل المعادين للشعب اليمني فانهم قادرون ان يبددوا ويفشلوا حرب الحصار وبطريقتهم واسلوبهم الخاص والذي يعتمد على المفاجات غير المترقبة.