اردوغان يدعو للقاء الأسد.. ودمشق بانتظار ضمانات واضحة
علي حسن
بعد اخد ورد وتأكيد ونفي أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن أمله في عقد اجتماع مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد من أجل إيجاد آلية لتسريع المسار الدبلوماسي على حد وصفه مناقضا بذلك تصريحات سابقه له عن استبعاده هذا الخيار في الوقت الحالي.
أنقرة توسط موسكو
وقال الرئيس التركي أنه على استعداد لعقد لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد، و أنه بحث مع الرئيس الروسي فلاديميير بوتين تنفيذ خطوات ثلاثية لتسريع المسار الدبلوماسي بشأن الشمال السوري.
اردوغان، أكد أنه يسعى لصياغة آلية ثلاثية بين كل من تركيا وروسيا وسوريا، لتسريع المسار الدبلوماسي بشأن الشمال السوري، مشيراً إلى أنه من أجل ذلك "يجب أولاً عقد لقاءات بين أجهزة الاستخبارات ومن ثمّ وزراء الدفاع ثم وزراء الخارجية".
وقال اردوغان، أول امس الخميس: "بحثت مع بوتين تشكيل ممر آمن بعمق 30 كيلومتراً شمالي سوريا"، موضحاً أنّ "اتفاقية سوتشي ومسار أستانا ينصان على أنّ مسافة 30 كلم من حدودنا الجنوبية، هي ممرنا الأمني".
كذلك كشف إردوغان أنه "يريد عقد اجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد"، مشيراً إلى أنّ "وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيجابية حيال الأمر".
وأشار إلى أنّ "هناك قوات تحالف في سوريا ونتخذ تدابيرنا لحفظ أمننا في المنطقة التي توجد فيها هذه القوات".
وقبل يومين، أعلن إردوغان أنّ "تركيا طلبت دعم روسيا، وناقشت اتخاذ خطواتٍ مشتركة معها في شمالي سوريا لتنفيذ عملية عسكرية برية"، وأوضح أنّ "أنقرة تشنّ سلسلةً من الغارات الجويّة على شمال شرق سوريا ومواقع المقاتلي ن الكرد، بهدف إنشاء حزام أمني خارج حدودها بعمق 30 كيلومتراً على الحدود السورية".
كلام الرئيس التركي جاء خلافا للنبرة التركية حيال دمشق في الآونة الأخيرة والتي نفت أية نية للقاء قريب كما وجاءت مشترطة عقده بقيام الحكومة السورية باتخاذ خطوات تشمل ضمان أمن تركيا وتفكيك الوجود العسكري التنظيمات الكردية التي تعتبرها انقره جماعات إرهابية وإعادة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا وكل ذلك على لسان الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم قولن .
"صمت سوري حيال المبادرات التركية"
وعلى الرغم من المبادرات التركية الكثيرة حيال إعادة الحوار مع سورية تلتزم الحكومة السورية حتى الآن الصمت المطبق دون إعطاء إشارات سلبية أو إيجابية حيالها وفي تفسير هذا الموقف قال المحلل السياسي توفيق أحمد لموقع "العهد" الاخباري: "إن دمشق تنظر بريبة شديدة إلى مبادرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتستند في رؤيتها هذه على سنوات طويلة من المرارة ونكث العهود، كما أن الحكومة السورية تعي جيدا الأسباب التي تدفع اردوغان الى مثل هذه المبادرات مع فشل مشروعه في إسقاط الدولة السورية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، مع ما يحمله ملف اللاجئين السوريين في تركيا من ضغط انتخابي كبير عليه، وتقوده المعارضة التركية التي تحمل اردوغان مسؤولية تدفقهم على تركيا نتيجة سياسته الهدامة التي حولت سورية من بلد أمن مستقر إلى ساحة حرب دفعت الناس للنزوح عنها، مما جعل اردوغان يبدو في موقف محرج قد يؤدي إلى خسارته الإنتخابات المقبلة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، واتهام اللاجئين السوريين بمنافسة العمالة الوطنية التركية على العمل بأجور رخيصه، وبرأي أحمد فإن "دمشق غير معنية بتقديم مكاسب مجانية لاردوغان لانجاحه في الإنتخابات المقبلة خاصة وأنها تحظى بعلاقات قوية مع جل أحزاب المعارضة التركية الرافضة لسياسة اردوغان والمطالبة بإعادة العلاقات مع دمشق إلى سابق عهدها"، واعتبر الكاتب أن "دمشق لن تخطو أية خطوة في طريق الرئيس التركي حتى يقدم الاخير ضمانات واضحة قد تسهم موسكو في ترتيبها ورعايتها".