اليمن.. حصار وصمودٌ
سراء جمال الشهاري
على خطى الشهيد الرئيس أبو الفضل الصماد، وفي مسيرة البناء والتنمية، أقام الاتحاد التعاوني للمنسوجات والملبوسات والأسر المنتجة المهرجان التسويقي الأول للمنتجات المحلية والملبوسات والجلديات اليمنية.
تنوعت محتويات ومعارض المهرجان ما بين منسوجات التراث اليمني، والملبوسات الرجالية والنسائية وأطقم وثياب الأطفال، إلى الملابس القطنية والشتوية بمختلف أنواعها، والمنتجات الجلدية.
تأتي فكرة هذا المهرجان ضمن الهدف الاستراتيجي للاتحاد، وهو ايجاد حلول تسويقية للانتاج المحلي، واقامة معارض ومهرجانات موسمية لترويجها ونشرها.
يوضح رئيس الاتحاد التعاوني للمنسوجات والملبوسات والأسر المنتجة الأستاذ محمد حسن حميد أهداف إقامة المهرجان في تصريحٍ خاصٍ لموقع "العهد" الإخباري: "هذا المهرجان يسعى لخلق وعي مجتمعي، بأن هناك مهرجانات موسمية تقام كل سنة في الشتاء وفي مواسم الأعياد؛ ليتعرّف المجتمع على المنتج المحلي ويتوجّه إليه، كما من أهداف اقامة هذا المعرض إشهار جودة الصناعة المحلية للملبوسات والجلديات، وتعريف الجهات الرسمية بالقدرات التي تمتلكها المعامل في الاتحاد من حيث المنافسة في الجودة وتغطية السوق المحلي، وايجاد فرصة للتعارف وتبادل الخبرة بين المعامل والأسر المنتجة، وفتح فرص لتسويق المنتجات لتجار الجملة ومحلات بيع التجزئة من خلال حضورهم لمثل هذه المهرجانات، وربط علاقاتٍ تسويقية بينهم وبين المنتجين".
نحو التصنيع المدني.. يمضي اليمنيون
يتجه اليمنيون في المرحلة الراهنة نحو التصنيع المدني في مختلف المجالات، استجابةً لتوجيه السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله.
شاركت المعامل الإنتاجية في المهرجان التسويقي، كذلك الأسر المنتجة والمعاهد التدريبية بما لديها من مخرجات، والمؤسسات التنموية والحرفية.
في هذا السياق، يشير رئيس الاتحاد لموقع "العهد" الإخباري الى أن "تجربة المهرجان حققت نجاحًا كبيرًا في جوانب عدة، أهمها حضور عدد كبير من المستهلكين وتجار الجملة وتفاعلهم مع منتجات المهرجان، وقد تجاوز عددهم 500 زائر في الأيام الثلاث الأولى".
ويوضح حميد أن النجاح الأبرز أيضًا هو نشر وترسيخ ثقافة "صنع في اليمن"، وأن في المنتج المحلي الكفاية جودة وتميزًا للاستغناء عن المستورد، وكل ذلك يأتي في اطار تحقيق الاكتفاء الذاتي من الملبوسات.
أمام هذه الحركة المجتمعية الدؤوبة للتطوير والإنماء، فإن على حكومة الانقاذ الوطني الكثير من المسؤوليات لتسهيل عملية الانتاج المحلي، وعلى رأسها الحد من حجم الاستيراد.
إن هذا السوق يعدُ فرصة تنموية مهمة، وخطوة للأمام في ظل وضع اقتصادي منهكٍ ومثقل بالتحديات والعراقيل التي وضعها عدوان وحصار التحالف.
يؤكد رئيس الاتحاد أن "لدينا القدرة على تصدير منتجاتنا للدول الإقليمية، إن أتيحت لنا الفرصة لتصدير منتجاتنا".
هذا المهرجان ما هو إلا نموذجٌ من نماذج مشاريع كسر الحصار، ولأنه شعبٌ لا يرضى أن يساوم بكرامته، هو اليوم يتحرك بمسؤولية وطنية وايمانية راسخة، كي يصل إلى مرحلة أن يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع.