عين "حزب الله" لا تنام .. أين الموقف الرسمي؟
خليل نصر الله
ليس بالضرورة أن تعلن المقاومة عن أي جاهزية مقابل مناورات عسكرية يجريها العدو الإسرائيلي ولو كانت بشكل مفاجئ. الجاهزية قائمة في كل زمان ومكان وترتفع وتيرتها وتنخفض وفق تقديراتها. وواقعيًا، إن المقاومة تأخذ على عاتقها مسؤولية حماية لبنان من أي غدر إسرائيلي أو خطأ في التقدير قد يقع.
المناورات العسكرية الاسرائيلية المتتالية، خاصة هذا العام حيث أقيمت المناورة الأكبر في تاريخ الكيان تحت مسمى "مركبات النار"، ثم ما أعلن عنه منذ أيام من مناورات "شتاء ساخن"، هي أعمال عدائية اتجاه لبنان تستوجب مواقف رسمية واضحة وشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، وهو الذي لم يحصل.
الملفت أنه لم يصدر أي تعليق رسمي لبناني يسجل موقفًا، ناهيك عن القوى السياسية على مختلف توجهاتها؛ بل على العكس تمامًا، سجل هجوم جديد على صواريخ المقاومة من بوابة فبركة استخدام حزب الله مطار بيروت الدولي لنقل أنواع من الأسلحة، وهو ما تنفيه الوقائع ومسار المقاومة الطويل في هذا الصدد.
عند بدء العدو مناورات "مركبات النار"، والتي تحاكي حربًا على عدة جبهات، أعلن سماحة السيد حسن نصر الله أن المقاومة بدأت استنفارًا واسعًا سيستمر حتى نهاية تلك المناورات، وسترتفع وتيرته وتنخفص وفق متابعة مجريات أعمال العدو.
يومها، لم يكن الإعلان مجرد إشارات على الجهوزية، بل تأكيدا على الاستعداد لخطأ في التقدير قد يقدم عليه العدو، والتجربة تقول ذلك. رغم أن العدو أوصل عبر قنوات دبلوماسية رسائل تفيد بأنه ليس بوارد التصعيد مع لبنان أو حرب معه، لكن الركون إلى هذه الرسائل لا يعني أن تنام العيون الساهرة عند الحدود.
مع مناورات "الشتاء الساخن"، وبغض النظر عن حجمها ووظيفتها، فإن المقاومة في جاهزية عالية، أولا لمتابعة ما يقوم به العدو، وهي المعنية بفهم أهدافه ومخططاته واستنتاج العبر، بل لاحتمالات، ولو شبه منعدمة، على إقدام العدو على خطأ في الحسابات والتقدير.
قد تنام عيون الدولة وكثيرين، وهو أمر حاصل، لكن عيون المقاومة لا تنام، فكل تفصيل من رأس الناقورة إلى عمق البحر، ومن رأس الناقورة إلى تخوم الجولان السوري المحتل، هي تحت حراسة المقاومين وأعينهم التي ما أغمضت يوما.
هذه التجربة، كما تجارب كثيرة، تؤكد دور المقاومة الرئيس في حماية لبنان من أي عدوان إسرائيليا كان أم تكفيريا، وأن المقاومة تقوم بدور الحامي الحقيقي والواقعي ومن موقع القوة. يبقى على الدولة اللبنانية ملاقاة المقاومة في رفع الصوت في مواجهة التصرفات الإسرائيلية، تماما كما حصل في معركة تحديد الحدود البحرية جنوبا، فمع العدو الإسرائيلي لا يمكن إغماض عين.