العدو حائر ومرتبك!
عمر عبد القادر غندور
قبل ان تنتهي مقالة المراسل العسكري باليف كوبوفيش لصحيفة «هآرتس» الصهيونية، والتي يتحدث فيها عن خشية المؤسسة الامنية والعسكرية «الإسرائيلية» من تعاظم مجموعة «عرين الاسود» الفلسطينية، بسبب الاغتيالات التي تطال عناصرها، واختلافها بشأن كيف تواجه هؤلاء الشبان الفلسطينيين، كانت مجموعة «عرين الاسود» او غيرها، تعدّ لعملية جهادية بالغة التعقيد يوم الاربعاء الماضي بالقرب من القدس وداخل مستوطنة صهيونية وتودي بمجند «إسرائيلي» و 47 جريحا بعضهم بحالات حرجة، وهو ما شكل خرقاً جديداً لجدار المنظومة الأمنية الصهيونية!
وقبل يومين كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية ان سرقة معدات جديدة لجيش الاحتلال تُعدّ تهديدا خطيرا لأن مثل هذه المسروقات التي تتضمّن رشاشات وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للمركبات وأجهزة رؤية ليلية ومتفجرات يمكن ان تنتهي الى أيدي الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي ذلك ضرب للعمق الأمني الذي يشكل مقاومة غير مرئية، وينطوي على تهديد خطير، جعل المنظومة الأمنية تفكر في استعمال الطائرات المُسيّرة لكشف مثل هذه «الاشباح»
ونحن نتطوع لإفهام العدو انّ مساعيه لن يكتب لها النجاح لانها تتعلق بشبان عرب هم على غير شاكلة الأعراب المطبعين الكثر، الذين اشتروا آخرتهم بدنياهم الزائلة، وهم غير الكثرة المنافقة الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا، وتطاولوا على المجاهدين حقاً، وسفهوا تضحياتهم «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ(٣)وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» ولا عجب لان الخيرية دائما في القلة وليس بالكثرة.
ونتذكر هنا في هذه العجالة دعاء الامام علي وهو يقول : اللهم اجعلنا من القليل وسأل سائل: ما القليل يا امير المؤمنين فقال: وقليل من عبادي الشكور الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاحزاب «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا »
ونسأل الله ان يجعلنا من القليل…