اميركا تتراجع اضطرارا ونفاقا
اميرحسين
لم تمض على تصريحات بايدن التدخلية والسافرة في الشأن الايراني سوى اقل من 24 ساعة حتى ابلغت واشنطن وعبر قنوات دبلوماسية طهران تصحيح موقف الرئيس بايدن غير المدروس من ايران على انه "لا يمثل الموقف الرسمي".
السؤال الذي يطرح نفسه ما هذا التخبط والارتباك والازدواجية والنفاق اذا كان حديث رئيس الدولة لا يمثل الموقف الرسمي؟! فمن يمثلها الحاجب ام البواب عند البيت الابيض؟!
ان ما دفع الادارة الاميركية لمعالجة هذا الموضوع الخطير الذي له تداعيات كبيرة على السياسة الاميركية وسمعتها واعتبارها في الوسط الدولي هو الذي دفعها لمعالجة الموضوع لكنها في نفس الوقت اوقعتها في اخطاء اكبر. فتصريح بايدن كان اعترافا فاضحا امام العالم بان اميركا هي من تقف وراء اعمال الشغب. الامر الاخر هو تدخل سافر ورسمي في شأن داخلي لاحدى البلدان المستقلة والعضو في الامم المتحدة وهذا ما يتعارض كافة القوانين والاعراف الدولية.
اما الامر الاكثر فضاحة لاميركا هو ان تصريحات بايدن جاءت متزامنة مع خروج الشعب عن بكرة ابيه للاحتفاء باقتحام وكر التجسس الاميركي والتنديد بتدخلاتها ومؤامراتها المستمرة ضد الشعب الايراني وهذا يؤكد بوضوح انه لا يريد تحرير هولاء الذين حرروا بلدهم قبل اربعة عقود من هيمنة اميركا والذين يوجهون اليه اليوم الصفعة تلو الصفعة.
واذا ما تفحصنا دور الاعلام المعادي والابواق الاستعمارية التي عملت ليل نهار طيلة الخمسين يوما الماضية من احداث الشغب في ايران بجر الشعب الايراني الى الشارع عبر ضخ الاخبار الكاذبة والملفقة والصور المفبركة ومقاطع من فيديوهات احداث الماضي بشكل غزير ومكثف لتاليب الشارع الايراني بحجة ان الحرس والبسيج يقتل ويدمر ويحرق ، حتى وصل الامر بهم ان ينسوا تفجير مرقد السيد شاهجراغ للحرس في وقت ثبت داعش تسجيلا مصورا للارهاب الذي نفذ الجريمة وهو يعلن الطاعة لامير داعش وهكذا اعتقال واعترافات الارهابي الثاني في شيراز.
ولعلنا لا نعتب كثيرا على الرئيس بايدن الذي انزلق الى هذه الهاوية بتصريحاته الحمقاء لتأثره بالاعلام الداعشي الذي صور له الوضع في ايران انه على وشك السقوط بناء على ما رسمه الاعلام المضلل والمركز والمكثف للتاثر على بعض الشباب في ايران وجرهم الى الشارع عبر تلفيق الاكاذيب والتهم والفيديوهات المفبركة لاعمال القتل والقمع لكنهم فشلوا وفوت عليهم الشعب هذه الفرصة عبر التظاهرات المليونية التي خرجت مؤخرا في ثلاث مناسبات متتالية الا ان الاعلام الداعشي التكفيري لم يتطرق اليها لامن قريب ولا من بعيد في وقت يركز ليل نهار على مثيري الشغب المحدودين جدا على انهم يسيطرون على الشوارع.
وما قامت به وسائل الاعلام المضللة والداعشية التي تتقدمها قناة "بي بي سي" البريطانية وقناة اميركا واذاعتها وقناة اينترناشيونال السعودية و "من وتو" البهائية التي تشرف عليها لندن بالترويج لاكاذيب فاضحة وتهم وقحة يشيب لها شعر الرأس فقد سوقت هذه الوسائل التي تتصدرها الـ "بي بي سي"و ايران انترناشيونال السعودية لاكثر من 38000 كذبة حول الاحداث الاخيرة في فترة قصيرة ما بين 14 سبتمبر لغايت 31 اكتوبر.