لا اتفاق دون رعاية خطوط ايران الحمراء
بعيد انتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا لن تترك الولايات المتحدة الاميركية فرصة للوقيعة بهذه الثورة والعمل على تجزئة ايران عسى ان تعيدها للمربع الاول وفي غير ذلك وحسب تقاريرهم المسربة يعترفون بانهم لن يستطيعوا التغلب على ايران او الحصول على تنازلات منها في المفاوضات. وما حاكته ومعها الكيان الصهيوني والسعودية وبريطانيا الخبيثة التي ركزت "ليز تراس" رئيسة الوزراء شهرا كاملاً من عمرها القصير والذي لم يتجاوز الـ 45 يوما في رئاسة الحكومة مهامها على اسقاط النظام الاسلامي في ايران دعما ومتابعة لاعمال الشغب لكنها فجأة هي التي سقطت وخرجت من الساحة السياسية بلا رجعة.
لكن اميركا المجرمة والشيطان الاكبر العنصر الاساس في المشروع التآمري على ايران لتأجيج احداث الشغب، هي من تلقت الصفعة الكبرى بعد ان تمت السيطرة على احداث الشغب واخمادها وهذا ما دفعها لتغيير لهجتها بسبب اليأس الذي دب في نفسها.
فقبل اسبوعين واثناء عمليات الشغب سُئل المسؤول "روبرت مالي" الممثل الاميركي في شأن الملف النووي الايراني عما وصلت اليه المحادثات النووية مع ايران فاجاب ان "المحادثات النووية ليست اولويتنا الان اننا نركز حاليا على التظاهرات في ايران" وهو يقصد بذلك اعمال الشغب. ولم يكن هذا التصريح الوحيد الذي صدر من مسؤول اميركي بل تلى ذلك تصريحات مشابه من المتحدثين باسم البيت الابيض والخارجية الاميركية.
لكن ما كان لافتا هو ما اعلنه وزير الخارجية امير عبداللهيان يوم السبت الماضي باننا تلقينا قبل ثلاثة ايام رسالة من الادارة الاميركية تطلب منا استئناف المفاوضات بل اكثر من ذلك التعجيل بها وهذا يدل على ان اميركا اصابها اليأس وفشلت في مشروعها لاحداث الفتنة في ايران حيث اخطأت في حساباتها يوم بنت آمالها الخائبة على الاوهام لاسقاط النظام الاسلامي الذي تسعى اليه منذ اكثر من اربعة عقود دون جدوى.
واليوم فان التماسها لايران للعودة الى طاولة المفاوضات يجب التوقف عنده لانه يتناقض مع سلوكها العدائي المستمر ولايمكن الثقة بها لان التجربة الايرانية مع الاميركان تجربة مريرة وغير موثوقة تخللتها الكثير من نقض العهود والتملص منها.
ورغم كل ذلك فطهران التي لم تغادر يوما طاولة المفاوضات النووية لانها صاحبة حق بالاستدلال والبرهان ومنطقها القوي تطالب واشنطن اولا وقبل كل شيء اغلاق ملف الوكالة الدولية واتهاماتها المزيفة التي تضخها كل مرة نهائيا ومن ثم تنفيذ بنود الاتفاق النووي بحذافيره. غير ان الشواهد تدل على ان اميركا لم و لن تغادر موقعها الشيطاني وتحاول يائسة كل مرة طرح بعض القضايا الهامشية للضغط على ايران للحصول على تنازلات منها وقد يفكرون واهمين انهم يريدون استغلال الاحداث الاخيرة للضغط على ايران وهذا اصبح من الماضي.
طهران تؤكد وللمرة الالف وعلى لسان وزير خارجيتها اميرعبداللهيان: "لن نتفاوض مع الجانب الاميركي لتقديم التنازلات سوف نتحرك في اطار منطقي لاتفاق يحترم الخطوط الحمراء لايران".
ولتعلم واشنطن ان زمن الازدواجية واللف والدوران قد انتهى وان ممارستها المتناقضة مع اقوالها هي سياسة متذبذبة لكسب الوقت واطالة زمن الحظر الخائب لها للتهرب من الاتفاق وابقاء الملف النووي مفتوحا للضغط والاستمرار في ابتزاز ايران، لكنها لتعلم جيدا ان طهران ستنتصر في النهاية لان لديها من الآليات ما تجعل واشنطن تتراجع امامها وتندم على ما فعلته ضدها لحد الان.