سيدفع الثمن غالياً من يماطل في الهدنة
التصريحات الاخيرة التي ادلى بها السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى في اليمن حول استمرار العدوان والحصار على اليمن والتهديد بعدم تمديد الهدنة الحالية، اربك دوائر القرار السياسي ليس في الرياض وابوظبي فحسب بل حتى في دوائر حماتهم الاميركان والغربيين والصهاينة في ظل الازمة الحالية للطاقة التي تشهدها اوروبا، لان جميع هذه الاطراف على دراية تامة بقدرة اليمن الصاروخية واستخدامها للطائرات المسيرة بدون طيار على ضرب الاهداف الحيوية والاستراتيجية في دول التحالف خاصة عصب الطاقة الذي سيزيد الوضع تفاقما وتدهورا ليس في دول العدوان فقط بل هو سيكون الاشد على حماته الذين هم بأمس الحاجة للطاقة.
لكن الاخطر في حديث الحوثي هو كشفه النقاب عن استعداد اليمن للمعركة الكبرى التي هي معركة تحرير الاقصى وهذه قضية مصيرية تقض مضاجع الصهاينة وحماتهم، لان اليمن بما يمتلكه من تاريخ مشرف وشعب واع ومضح يعتبر احدى الساحات الكبرى لمواجهة العدو الصهيوني لتحرير القدس والاقصى خاصة وان هذا البلد لن يخضع في تاريخه لاي استعمار مهما كان شرسا واثبت طوال حياته انه مقبرة للغزاة.
وما يزيد الصهاينة ارباكا وهلعا هو تاكيده على ان الحرب ضد دول العدوان هي بروفات للوصول الى تحرير الاقصى، هو مؤشر على ان اليمن عازم على اداء دوره التاريخي في التحرر والتحرير اي مناصرة القضايا العادلة وبالذات القضية الفلسطينية لذلك شعر الاميركان والصهاينة بخطورة الموقف يوم دخلت حركة انصار الله صنعاء فخططوا لحروب الوكالة والاستباقية في الايعاز لدول التحالف بشن العدوان على اليمن وتدميره لئلا تقوم لها قائمة وهذه هي استراتيجية الصهاينة ومن ورائهم اميركا وحلفائهم باشعال الحروب البيئية في الدول العربية والاسلامية بهدف تمزيقها وتدميرها ليبقى الكيان الصهيوني في مأمن من المخاطر.
فالكيان الصهيوني لايستهدف اليوم اليمن وحده عبر حربه الاستباقية غير المباشرة بل يستهدف كل العرب والمسلمين ليقوم بدوره المساعد والمعزز للهيمنة الاميركية على المنطقة وهذا هو الدور الاساس للكيان الصهيوني الذي زرع في المنطقة.
لكن ليعلم الصهاينة ومن خلفهم الاميركان في دفعهم لدول التحالف باشعال الحرب ضد اليمن قد ارتكبوا خطأ استراتيجيا فادحاً عندما توهموا انهم يستطيعون احتلال هذا البلد خلال اسابيع ويقضوا على ثورة الشعب اليمني لكن هذه الحرب الظالمة هي في عامها الثامن والصمود اليمني اصبح اسطورة واسوة يحتذى به وطاقاته وابداعته وابتكاراته في التصنيع العسكري اثارت دهشة الاعداء والاصدقاء على حد سواء.
ان خطوة شلة الاعداء الدوليين والاقليميين وغبائهم في شن الحرب استنهضوا الامة اليمنية لتقوم بدورها التاريخي في مناصرة القضية الفلسطينية وها هي اليوم تستعد لذلك جنبا الى جنب مع دول وقوى محور المقاومة.
فانذار صنعاء الاخير لدول التحالف السعودي التزام بالهدنة وتطبيق ما جاء فيها امر في غاية الاهمية والخطورة واذا ما تنصلت دول العدوان عن تنفيذه فان مأساة التحالف السعودي وحماته قد تزداد سوء وتفاقما وبالتالي فانهم سيحشرون في زاوية حرجة قد يجعلهم غير قادرين على تحمل عواقبه الوخيمة التي لا تحمد عقباه بالتاكيد.