بعيداً عن الاتفاق النووي.. ماذا تملك ايران ويريده الغرب بشدة؟
بدأت طهران بدراسة الرد الامريكي على ملاحظاتها بشأن القضايا المتبقية في مباحثات رفع الحظر المتعلقة بالاتفاق النووي على ان تبلغ ردها النهائي عبر المنسق الاوروبي.
ويرى مراقبون، ان الاتفاق النووي حتى الان مازال يخوض عملية تفاوضية صعبة ومعقدة، لكن هناك ايجابية بالرغم من كل الاثارات الاعلامية التي تصدر، وهي موضوع الوساطة الاوروبية الجديدة التي بدأت والتي تبرز حاجة الاتحاد الاوروبي للاتفاق الذي يضغط بالاساس على الجانب الامريكي من اجل الاتفاق، لان الاوروبيين معنيون بالاتفاق اكثر، خاصة وهم مقدمون على فصل الشتاء، ولاسيما بعد تصريح جوزيب بوريل يقول فيه تخيلوا كمية النفط التي ستدخل الى الاسواق بعد الاتفاق النووي الايراني.
فيما اكد باحثون ايرانيون، ان ايران اعلنت انها ستدرس الرد الامريكي بدقة وبتأن وغير مستعجلة، وتنظر ما اذا كان يضمن حقوق الشعب الايراني بالكامل، عندها ستتفاعل ايجابياً مع هذا الرد.
وقالوا: ان ايران مازالت تصر على المطالب التي طرحتها خلال المفاوضات النووية، ويستشف من تسريبات الصحافة ان الولايات المتحدة الامريكية حاولت ان توافق الى حد كبير على ما طرحته ايران في ردها على مقترح المسودة الاوروبية، ولكن ايضاً من المعتقد ان هناك نقاطا لم توافق عليها واشنطن وتعتبرها حساسة، خاصة فيما يخص الادعاءات التي تطرحها الوكالة الدولية للطاقة الذرية المبنية على اتهامات اسرائيلية تزعم بأن هناك شقا عسكريا في النووي الايراني.
واوضح هؤلاء الباحثون، ان ايران ترفض هذه الاتهامات وتطالب ايضاً باغلاق الملف الذي تزعمه الوكالة الدولية بان ايران تقوم بتخصيب اليورانيوم خارج منشآتها النووية المعنلة، لان هذا سيبقي الباب مفتوحا امام الوكالة الدولية بان تتهم ايران حتى بعد احياء الاتفاق النووي، مؤكدين ان ايران لن تقدم تنازلات امام ما تطالب به الولايات المتحدة الامريكية.
واضافوا، ان الولايات المتحدة تحاول جاهدة ابقاء ثغرات مفتوحة في الاتفاق النووي حتى تنفذ من خلالها لاعادة العقوبات مرة اخرى، ولان ايران لديها تجارب مريرة مع الادارة الامريكية لهذا لن تسمح بوجود اي نوافذ مفتوحة او مشاكل في الاتفاق لم يتم التوصل لحلول نهائية لها.
على خط آخر، اعتبر محللون دوليون، ان الظروف الراهنة قد تغيرت 180 درجة ضد امريكا، وان اوروبا في وضع لا تحسد عليه، بعدما اصبحت ساحة المواجهة الرئيسية في الحرب التي تدور رحاها بين اوكرانيا وروسيا. وبيّنوا بان هناك مخاوف وهواجس حقيقية تعيشها الحكومات الاوروبية من ناحية قدوم فصل الشتاء، خاصة بعد بدء فعالية السلاح الاستراتيجي بقطع الغاز الروسي.
واوضح المحللون الدوليون، ان امريكا تعاني من ضغوطات كبرى من قبل الاوروبيين الذين هم الآن جادين في تنوع مصادر الطاقة بالنسبة لهم وخفض اسعارها المتصاعدة قبل حلول فصل الشتاء، داعين امريكا بان تستجيب للضغوط الاوروبية، والا واجهت تمرداً هذه المرة من قبل الدول الاوروبية، وهذا ما سينعكس على استراتيجية امريكا بانها تقاتل روسيا باستخدام اوكرانيا، وهو ما يعتبر احد اهدافها الاساسية وكذلك الصين وايران، وحسب قولهم فان الادارة الامريكية غير متفرغة الان للتركيز على الاتفاق النووي الايراني.
واكدوا ان الدول الاوروبية تعتبر ان البديل الذي يجب ان تبحث عنه والمتاحة الآن هي مصدر الطاقة الايرانية من الغاز والنفط كي تتمكن من الوقوف امام فصل الشتاء القارص، وشددوا على ان هناك تمرداً بات يتصاعد في الدول الاوروبية ولهذا هي متسرعة جداً لتلافي كابوس شحة الطاقة واسعارها، بالرغم من ان بايدن ذهب الى السعودية للضغط من اجل خفض اسعار الوقود.
ونوهوا بان ايران تعلم هذه الاوراق جيداً، وهذه فرصتها عليها اغتنامها للعب على وترها مع عدم التضحية بحقوق الشعب الايراني، ولهذا نراها هي تراعي الدقة والصبر الفائق لدراسة الرد الامريكي.
الى اين تسير المفاوضات النووية مع وصول رد واشنطن وبدء طهران بدراسته؟
هل يتضمن الرد الامريكي القبول بالشروط والمطالب الايرانية؟
ما الاسس التي سيبنى عليها الرد الايراني وماذا سيكون بعده؟
هل اقترب الاتفاق النووي فعلا من امتاره الاخيرة كما يوحي الغرب؟
العالم