kayhan.ir

رمز الخبر: 154560
تأريخ النشر : 2022July31 - 20:32

عندما يحسبون كل صيحة عليهم..

 

السيد ابو ايمان

دشنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حكمه في سبتمبر 2017 بحملة اعتقالات كبيرة ضدّ رموز ما يسمى بـ"تيار الصحوة"، إذ بدأ باعتقال عدد من الدعاة منهم سلمان العودة، وعوض القرني، ومن ثمّ اعتقال العشرات من الكتاب والصحافيين والقضاة والأكاديميين المنتمين أو المتعاطفين مع هذا التيارـ .

بتاريخ 10 سبتمبر 2017 قامت السلطات السعودية باعتقال ما لا يقل عن 73 شخصا على الأقل معظمهم من رجال الدين، والمفكرين، والأكاديميين، والكتّاب، والقضاة والنشطاء الاجتماعيين. وصل عدد المعتقلين لاحقاً إلى نحو 76 شخصا.

الاعتقالات لم تستثن الامراء.. حيث قاد "إبن سلمان" حملة قال إنها لمكافحة الفساد، قبض خلالها على أمراء من آل سعود ووزراء ورجال أعمال وسياسة ومستثمرين، وتحفظ عليهم داخل فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، ولم يطلق سراح إلا من وافق على التنازل عن جزء من ثروته للحكومة، في حملة اعتبرها حقوقيون ومسؤولون حول العالم وسيلة عنيفة لتثبيت أقدام ونفوذ "بن سلمان" في المملكة وسط العديد من خصومه.

حملة اعتقالات جديدة

الجديد في اعتقالات البيت السعودي هو حملة قامت بها ما تسمى بـ"هيئة الرقابة ومكافحة الفساد" في المملكة معلنة وضمن منشور عبر صفحتها لاالرسمية على موقع "تويتر" انها اجرت 3207 جولات رقابية على مدار الشهر الماضي اوقفت خلالها عشرات الاشخاص في وزارات عدة منها (الدفاع، والداخلية، والصحة، والعدل، والتعليم، والشؤون البلدية والقروية والإسكان) بتهم تتعلق ".

الحملة الجديدة ايضا جاءت مثل سابقاتها تحت غطاء كشف "قضايا فساد"، وان الاتهامات التي ساقتها "الهيئة" هذه المرة في توجيه التهم بعد سلسلة التحقيقات مع 116 شخصا وايقاف 78 منهم، ان المعتقلين ارتكبوا جرائم تتراوح بين "الرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي وغسيل الأموال والتزوير".. هكذا..

الدوافع الحقيقية للاعتقالات

تحاول السعودية الايحاء الى عدم وجود علاقات دبلوماسية أو تجارية رسمية بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، رغم اعتقاد كثيرين وجود روابط أمنية ودفاعية تستند إلى مخاوف مشتركة ومزاعم خوف مشترك من ما يسمونه بـ"طموحات" إيران النووية والاقليمية.

حملة الاعتقالات السعودية الجديدة تاتي في ظل بناء علاقات تدريجية مع الكيان الاسرائيي وابرام عقود سرية بين شركات سعودية وإسرائيلية بغطاء حكومي رسمي، حسب ما كشفته مصادر مطلعة تحدثت عن عقود سرية بين شركات سعودية وإسرائيلية بغطاء حكومي رسمي يستهدف تعزيز أواصر التطبيع التدريجي بين المملكة وتل أبيب..

المصادر ذكرت للموقع السعودي المعارض يوم الخميس الماضي "سعودي ليكس"، أن مجالات متعددة باتت تجمع الشركات السعودية والإسرائيلية أبرزها التقنيات الالكترونية وتقنيات التجسس والمعدات العسكرية، وان بعض العقود تتم بشكل مباشر بين الشركات السعودية والإسرائيلية وبعضها الآخر من خلال شركات وسيطة في البحرين والإمارات المطبعة علنا مع الكيان تالاسرائيلي.

المصادر اضافت ان الحديث يدور عن عقود بمليارات الدولارات تشكل دافعا قويا للشركات الإسرائيلية من أجل زيادة تعاونها مع نظيرتها السعودية، وذلك ما اشارت اليه وكالة (Bloomberg) الأمريكية، من أن مكتب استثمار تابعا لعائلة سعودية أصبح أكبر مساهم في شركة استخبارات التنقل الإسرائيلية (Otonomo Technologies Ltd)، فيما زادت حصة شركة (ميثاق كابيتال)، التابعة لمكتب عائلة الراجحي للاستثمار الذي مقره الرئيس بالرياض، مؤخرا في الشركة الإسرائيلية إلى 20.41%، وفقاً للتقرير الصادر في 20 يوليو/تموز.

اعتقالات تسبق اعلان التطبيع

لا مجال للشك في ان تصفية المعارضين وملاحقتهم في كافة أمكان تواجدهم في الداخل السعودي او في الخارج "حتى وأن كانوا من افراد وشخصيات العائلة المالكة"، باتت اليوم نهجا سياسيا ثابتا للنظام السعودي لتكريس استبداده وحكمه القمعي في المملكة.

في العاشر من يوليو/تموز 2022 توفى في العاصمة اللبنانية بيروت الناشط السعودي والعضو المؤسس بحزب التجمع الوطني مانع اليامي، وقد سارعت السفارة السعودية في بيروت الى تبني التحقيق بسرعة، لتحاول طيّ صفحة الحادثة، ما اثار الشكوك حولها نتيجة سوابق المملكة في تصفية معارضيها واستحضار الأذهان حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل 4 سنوات.

 

حزب التجمع الوطني اكد ان اليامي "تم اغتياله في ظروف شائكة"، فيما أعلنت مضاوي الرشيد، المتحدثة الرسمية باسم الحزب أن الجريمة في "الشكل والأسلوب تشير بإصبع الاتهام إلى النظام السعودي، الذي يحاول دائما بث التفرقة بين الأخ وأخوه والأم وولدها وبين الأب وابنه، خاصة إذا كان أحد هؤلاء معارضا سياسيا".

لكن ما السبب وراء اغتيال إليامي؟ هنا زعم عدد من الموالين للحكومة السعودية أنه موال لجهات أجنبية "في إشارة إلى حزب الله وإيران"، وذليلهم في ذلك اسقرار الرجل في جنوب لبنان التي يسيطر عليها حزب الله، غير ان الرشيد كشفت بعض انياب النظامالسعودي بقولها "ان ضعنا في المحور الإيراني وفي إطار المعارضة الشيعية، هو دعاية النظام السعودي ضدنا، أي معارض يخرج من السعودية، تحاول السلطات السعودية لصقه بدولة معادية لها”.

النظام.. يحسب كل صيحة عليه

تقول مضاوي الرشيد "نحن كحزب التجمع الوطني، اتهمنا بداية أن إيران تدعمنا، ثم اتهمنا بالدعم التركي على خلفية اغتيال الخاشقجي، ثم ليبيا ثم قطر إلخ… بالتالي لا يمكن للنظام السعودي أن يتصور أن هناك معارضة محلية تكون مستقلة"، بينما "حزب التجمع يرحب بكل أبناء الطوائف والمذاهب في السعودية إن انضموا إليه، وننادي بالديمقراطية ونسعى لجمع كافة أطياف الشعب السعودي".

وتابعت مضاوي قائلة: هذا التشويه لم يطل اليامي فقط، حيث كان فرصة لتشويه الحزب والتشهير بأعضائه، اذ صرّح عدد من النشطاء السعوديين المحسوبين على الحكومة بأن الحزب على ارتباط بشخصيات سعودية أمنية كسعد الجبري، الذي كان مستشارا لولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، أو شخصيات أخرى من أمراء العائلة الحاكمة المعارضين لولي العهد الحالي محمد بن سلمان.

صحيفة (Telegraph) تدلو بدلوها

كشفت الصحيفة البريطانية المذكورة اعلاه (تيليغراف)، ان التهديدات ضد المعارضين السعوديين في لندن في ظل الحكم القمعي لولي العهد محمد بن سلمان ونهجه القائم على سحق أي معارضة سلمية داخل وخارج المملكة، قد تصاعد تصاعدا ملحوظا ومن ذلك ان الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني المعارض يحيى العسيري، وجد سكينا كبيرة موضوعة على شباك مطبخه، تبعها تهديدات على منصات التواصل الاجتماعي وعلامة سكين وكلمة -قريباً-.

لم تخف الصحيفة المخاوف التي انتابت المعارضين السعوديين المنفيين في لندن، من تكرار السيناريو الذي تعرض له الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول الذي قتل بطريقة شنيعة داخل قنصلية المملكة في اسطنبول التركية في تشرين أول/أكتوبر 2018.

الصحيفة نبهت الى أن "عدم اهتمام الشرطة البريطانية يشجع الحكومة السعودية على دفع مرتزقتها للقيام بالعنف" بحق المعارضين السعوديين في لندن.